الملك يصلي الجمعة بالمسجد العتيق بالدار البيضاء.. والخطبة كانت عن الأخلاق
هوية بريس – متابعة
الجمعة 20 مارس 2015
أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، اليوم، صلاة الجمعة بالمسجد العتيق بمدينة الدار البيضاء.
واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بالتذكير بأن الآداب والأخلاق عنوان صلاح الأمم والمجتمعات، ومعيار فلاح الإنسان في الدنيا وفي الآخرة، مؤكدا بأنه لا يتم التحلي بالأخلاق العالية، والآداب السامية إلا بترويض النفس على نبيل الصفات وكريم السجايا، تعليما وتهذيبا، واقتداء وتقويما.
وقال إن الدين الإسلامي الحنيف دين الأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة، والصفات النبيلة، حيث جاءت تعاليمه وقيمه آمرة بالمحافظة على الأخلاق الحسنة في كل أحوال المسلم، صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، مشيرا إلى أن من الأخلاق الفاضلة التي أمر بها الإسلام خلق الحياء، من الله، و من الناس.
و أوضح الخطيب أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر خلق الحياء شعبة من شعب الإيمان، في قوله “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان“.
و أكد أن الحياء خلق فاضل من أخلاق أهل الإيمان، يحمل صاحبه على ترك القبيح من الصفات من الأفعال والأقوال، ويمنعه من التقصير في حق الله، ويحثه على القيام بواجب شكر نعمه وآلائه العظيمة، لأن الحياء هو امتناع النفس عن فعل ما هو قبيح شرعا ومذموم عقلا وتنفر منه النفوس طبعا، مشيرا إلى أن الدعوة إلى التخلق بالحياء وملازمته إنما هي دعوة إلى الامتناع عن كل معصية، والالتزام بأوامر الله سبحانه.
وبعدما أكد الخطيب بأن الحياء مدار كثير من الأحكام، و أصل كل عمل ومبرة، اعتبر أن هذه الخصلة دليل الإيمان، إذا تخلق به المسلم كان تعبيرا عن حسن أدبه وسلوكه، وصلاح ظاهره، ونقاء سريرته، وكمال تدينه، مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :” إن لكل دين خلقا، وخلق الإسلام الحياء”.
غير أن الخطيب أكد أنه إذا كان الحياء محمودا ومرغوبا في الاسلام، فلا ينبغي للمسلم أن يمنعه هذا الخلق الكريم من طلب الحق وقول الحق، وفهم دينه وعقيدته ليعبد ربه على علم ومعرفة، مشيرا إلى أن الحياء الذي يمنع صاحبه من السعي في ما ينفعه في دنياه أو أخراه هو حياء مذموم غير محمود، حسب “لاماب”.