ذ. الطالب يكتب ردا على مطالبة قياديين في البام بإباحة الإجهاض مطلقا: أينكم يا عقلاء المغاربة؟؟
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تحت عنوان “أينكم يا عقلاء المغاربة؟؟”، تساءل ذ. إبراهيم الطالب “هل يعقل أن يتقدم حزب سياسي في بلاد ترأسها إمارة المؤمنين وينيط القانون بها حماية الدين والملة، ويعلن دستورها أن الإسلام دين الدولة، بمقترح يبيح قتل أبناء المسلمين”، مردفا “نعم وقع في مغرب الإسلام حيث تقدم النائبان عبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري عن حزب الأصالة والمعاصرة بمقترح قانون يطلبان فيه استباحة الإجهاض”.
وأضاف مدير مؤسسة السبيل في تدوينة نشرها في حسابه على فيسبوك “فإما أن هؤلاء جنوا أو يخادعون المغاربة المسلمين؛ فحتى عقلاء الكفار لا يقولون بسن مثل هذه القوانين”.
وتابع في كلام مطول “إننا اليوم نمر بأخطر مرحلة مر بها المغاربة، حيث لم يصل هذا الانتهاك السافر للدين والشريعة، إلى مستوى يستهزأ فيه بالمقطوع به في الدين صحة ودلالة، لن يبقى معنى لأي شيء في هذه البلاد.
جدل مقيت مستفز لمشاعر المسلمين، هذا الذي ما مر مثله في المغرب منذ كان دولة من عهد الأدارسة إلى العلويين بل ما مر مثله في بلاد المسلمين إلا بعد أن غزاهم الغرب العلماني الذي استباح هويتنا بعد أن قتل إلهه؛ الذي كان يعبده من دون الله، وفكك دينه الذي حرفه أحباره ورهبانه ونبذ كتابه بعهديه القديم والجديد.
في أجواء هذا الاعتداء على الدين وهذا الاستهزاء بالحرمات؛ أدعو كل مسلم يدين بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا إلى التأمل في هذه الآيات من سورة الروم:
قال الله الذي له الخلق والأمر سبحانه وتعالى:
(ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ(28)
فإذا كنّا لا نرضى أن يشاركنا أحد فيما نملك، هل يعقل أن نشارك الله خالق الكون فيما يملك، هو المشرع، له الخلق فكيف لا يكون له الأمر، إن البرلمان لا يحق له أن يحرم حلالا ولا أن يحل حراما”.
ثم تساءل ذ. الطالب: “أفبعد هذا البيان من الله وأمره للأمة بإقامة الدين، وللمسلمين بامتثال أوامر الله حنفاء منيبين تائبين، نقبل بقتل أبنائنا وتشريع الزنا واللواط؟؟
أوبعد تحذير الله لنا من أن نكون من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا؛ نقبل ببقاء حزب صرح أنه جاء ليحارب أسلمة المغرب واليوم هو يحارب ما تبقى من دين المغاربة، عبر بوابة البرلمان؟؟
أيريدنا بنو علمان أن نتبع أهواءنا تقليدا للغرب، فنستحل الإجهاض والزنا واللواط والسحاق؟؟
أيعقل أن يكون هذا هو المستوى الذي وصله العقل المغربي وبلغته المؤسسات المغربية؟؟”.
والله لقد سقطت هيبة الدولة، يقول الطالب، ثم يضيف “والمؤسسات عندما أصبح فيها من يزايد على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويدعو إلى استحلال الحرام ويتقدم به كمقترح قانون.
مهما وسعنا دوائر الحرية لا ينبغي أن تشمل المعلوم من الدين بالضرورة”.
ثم ختم تدوينته بالتأكيد على أننا “نعلم أن مؤسسات العلماء بما فيها المجلس الأعلى العلمي لا يخول لها القانون أن تُمارس الرقابة على البرلمان ولا الحكومة، وهذا من بقايا ما شرعه الاحتلال الفرنسي، وتم إقراره بعد الاستقلال، فلم يبق إلا إمارة المؤمنين وهي التي ترأس المجلس العلمي الأعلى لتتدخل من أجل الحد من هذه الفوضى السياسية، إذ لا يعقل أن تترك حمى الدين مستباحة لكل مأفون لا يرعى لله ولا لرسوله ولا لدينه حرمة ولا كرامة”.
اللهم جازه عنا خيرا .