الكِبْرُ داءٌ عُضالٌ وحِجابٌ
هوية بريس – د. عبد الله الشارف
كثيرا ما تكون بعض الأخلاق والصفات البشرية سببا في تعاسة الإنسان وحرمانه من الخير والسعادة. ولعل من بين هذه الأخلاق؛ خُلُقُ الكِبْرِ. ذلك أن المتكبر يصعب عليه إقامة تواصل طبيعي وبنَّاء مع محيطه الاجتماعي، لأن الناس ينفرون منه ولا يتعاملون معه إلا مكرَهين، أو طمعاً في تحقيق مصلحة، أو عند الضرورة.
إن الناس عادة ما ما ينجذبون نحو الأشخاص الطيبين الموسومين بالألفة والمودة والأنس، ويجتنبون المتكبرين المتغطرسين الخبثاء. ولذا يتعذر على المتكبر كسب مودتهم وثقتهم، أو نسج علاقة الصداقة مثلا، مع بعض زملاء العمل أو بعض أفراد الحي. ولعل من المنطقي إدراجُ الكبر في قائمة الأمراض النفسية المستعصية على العلاج.
وأكثر من أصيب وابتلي بمرض الكبر في زماننا هذا، طائفة من الذين تقلدوا مناصب المسؤولية في قطاعات التعليم، والصحة، والعمل والاقتصاد، وغيرها من القطاعات والدوائر الإدارية. وبسبب كبرهم وعجرفتهم وقسوة قلوبهم، تضيع مصالح البلاد والعباد.
وبعد التأمل وإمعان النظر في الكبر، وكونه مرضا وحجابا مانعاً، خلُصتُ إلى ما يلي:
1- الكبر حجاب يمنع عن القلب نورَ العقل.
2- الكبر حجاب يمنع الإنسان من محبة الحق واتباعه.
3- الكبر حجاب يمنع الإنسان من ممارسة الرحمة والإحسان إلى الضعفاء والمحتاجين.
4- الكبر حجاب يمنع العبد من التقوى والعبودية لله.
5- الكبر حجاب يحول بين العبد والجنة.
6- الكبر حجاب يحول بين العبد ومعرفة عيوب نفسه.
7- الكبر مَجْمَعُ الأخلاق والصفات الذميمة من حقد، وحسد، وعجب وغرور، واحتقار للناس.
8- الكبر حال نفسي يدفع صاحبه إلى الاستعظام، والانتفاخ، والتعزُّز، والاستعلاء، واستحمار العامة واحتقارهم.
9- الكبر مرض نفسي من أصل إبليسي؛ ( أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ) ( سورة ص 75).