قرابة 20 ألف مصل وراء الشيخ عبد العزيز الكرعاني في مصلى حي الإنبعاث بسلا
هوية بريس – إبراهيم بيدون
الأربعاء 15 يوليوز 2015
استقبل مصلى حي الإنبعاث كعادته منذ خمس سنوات في الليلة التي تلي ليلة 27، المقرئ المغربي الشهير عبد العزيز الكرعاني، صاحب الصوت الندي والقراءة الطيبة الخاشعة، وقد أقبلت على المصلى أعداد هائلة من المصلين قدرها البعض بقرابة 20 ألف مصل.
نعم، إنها الليلة الأكثر تميزا في مصلى حي الإنبعاث؛ الليلة التي لها طعم خاص حسب المنظمين والمصلين، والشيخ الكرعاني بنفسه، الذي ما فتئ يذكر مرارا بأن له علاقة خاصة بهذه المصلى والقائمين عليها، وبأن حبه للسلويين حب خاص.
فقد أقبلت الجموع وحدانا وزرافات، وأقبلت الأسر مجتمعة إلى فضاءات المصلى، الزوج رفقة زوجته وأبنائه، الجد رفقة أحفاده، الأصدقاء والأقرباء.. من سواحل سلا وسهولها وجميع أحيائها، بل وأقبل الرباطيون يسابقون السلويين منذ الساعات الأولى من هذه الليلة على الصفوف الأولى (بل حسب المنظمين هناك من قضى أكثر من 24 ساعة وهو جالس في مكانه في الصفوف الأولى)؛ كما حضر مصلون من عدد من المدن القريبة الأخرى، كتمارة، والصخيرات وبوزنيقة، والكاموني والقنيطرة.. وما إن بدأ الشيخ بإلقاء كلمته بين يدي الصلاة، حتى تحولت المصلى إلى لوحة تشع بنور مصورات هواتف المصلين الكثيرة.
وقد حضر الصلاة وراء الشيخ الكرعاني جمع من المسؤولين على رأسهم عمدة مدينة سلا نور الدين الأزرق، وذلك لما صار لهذه المصلى من حضور قوي على مستوى الفضاءات التي تنشط في رمضان في المدينة، بل هي أكبر مصلى في الجهة إن لم نقل من كبريات المصليات في المغرب، والتي تحظى بتغطية إعلامية مميزة على مدار شهر رمضان الكريم كله.
وتقدم الشيخ الكرعاني قبل الصلاة بكلمة للجموع التي أقبلت للصلاة وراءه، شكر في بدايتها المصلين رجال ونساء والذين تجمعوا في هذا التجمع القرآني، من أجل كلام الله سبحانه وتعالى، ومؤكدا أن الأمة “لا زالت على خير ما دامت تجتمع على كتاب الله، وأن ذلك يدل على محبتها لله تبارك وتعالى، ومحبتها لكلام الله، ومحبتها للائتلاف وجمع الكلمة ولمّ الشمل، والإحساس بروح الفريق الواحد، روح الجماعة”.
كما سأل الله سبحانه أن “يجعل المغاربة كلهم إخوانا على سرر متقابلين في الدنيا والآخرة، وأن يحفظ المغرب من كل كروه وسوء”، مشيرا إلى أن الله سبحانه قد حفظ هذه البلاد بالقرآن الكريم.
ثم توجه بوصية للجميع بالعناية بالقرآن الكريم، حفظا وتعلما وفهما لمعانيه وما أيد به، وأنه لن يخيب شعب تعلق بالقرآن الكريم.
ثم قال وهو يبتسم: “وهذه الليلة لها طابعها الخاص، وأنا أحس -والله شاهد على ما أقول- بأنني واحد من أفراد هذه الثلة من المؤمنين والمؤمنات، وأنا أبادلكم نفس الشعور، إني أحبكم جميعا في الله تبارك وتعالى، فكما هو سبحانه جمعنا في هذا المكان وفي هذه الليلة، واجتمع شرف الزمان والمكان، فأما الزمان فرمضان، وأما المكان فهذه البقعة التي جمعت هذه الجباه الساجدة، والأيادي المتوضئة”.
وفي ختام كلمته رفع أكف الضراعة إلى الله تبارك وتعالى أن يحفظ أمير المؤمنين محمدا السادس بالقرآن الكريم، ويحفظ أسرته وشعبه؛ وشكر كل من أسهم من قريب أو بعيد بشيء من أجل إنجاح هذه الليالي المباركة؛ مؤكدا أنها ناجحة لأنها على مائدة القرآن الكريم.
وفي اتصال مع السيد جمال بنعكراش القائم والمسؤول الأول على تنظيم المصلى، تقدم بالشكر للشيخ الكرعاني على قبوله الحضور كعادته في مثل هذه الليلة من كل رمضان على مدار خمس سنوات، ثم وجه شكره إلى جميع تشكيلات السلطات المحلية على تعاونهم الكبير في تيسير أمور تنظيم المصلى، وكل من أسهم في إنجاح ليالي المصلى من قراء ومشايخ ومحسنين وأعضاء لجنة التنظيم.