الصباح” تتهم جريدة “السبيل” بالتطرف والتحريض على القتل.. معذرة سنفكر في التوبة!!
إبراهيم الطالب (مدير جريدة السبيل وهوية بريس)
كعادة العلمانيين دعاة “التنوير” يمارسون كل أنواع الحقد والكراهية والاستئصال، ثم يكتبون المقالات بالكذب والبهتان والتزوير، لا أدري أي ضمير لدى هؤلاء؟ وأية مهنية تجعلهم يتبجحون بممارسة الصحافة؟
في صفحتها الرئيسة اتهمت جريدة الصباح جريدة السبيل بأنها من المنابر الإعلامية للتيار الأصولي المتشدد بالمغرب، فاستهلت مقالها المشبع بكل معاني التحريض والاستئصال بقولها:
“مرَّت المنابر الإعلامية للتيار الأصولي المتشدد بالمغرب، أخيرا، إلى السرعة القصوى في مسلسل تحريضها على القتل والدعوة إلى تصفية المخالفين في الرأي” رافضة فيه انتقادنا لما ينشره من سمتهم بالتنويريين أحمد عصيد ونشيد والمسيّح والغلام أيلال.
هكذا دفعة واحدة: “أصولية” وتشدد وتحريض على الجريمة، وتصفية للمخالفين في الرأي؟ والدعوة إلى القتل، لمجرد أننا نمارس النقد ونرفض إلغاء عقوبة الإعدام.
لم نحسب أننا صناع الإرهاب في المغرب، كنا قبل اليوم نعتبر أنفسنا وسطيين وديعين متعقلين، نمارس الصحافة التي أسّسها أمثال: الأستاذ سعيد حجي ومحمد داود التطواني والمكي الناصري وعلال الفاسي رحمه الله الجميع، لكن فجأة اكتشفنا أننا إرهابيون دعاة للقتل والكراهية والحقد.
لكن هذا اتهام بالتقصير لـ”البسيج” ورئيسها السيد الخيام ورجاله، ولكل الأجهزة الأمنية، وللوكيل العام للملك، وللفرقة الوطنية لمكافحة الإرهاب، فعدد السبيل دليل الاتهام في الأسواق منذ بداية شهر أكتوبر الجاري، ونحن اليوم نقترب من نهايته، ولَم يأتينا استدعاء من أي جهة لمساءلتنا عن هذا الإرهاب، وهذه الجنايات التي ارتكبناها دفعة واحدة، في حق “التنويريين المساكين”، الوديعين مثل الخرفان وبنات الغزلان، لا يقومون بشيء سوى التفكير والتعبير، في حين نحن المجرمين عشاق القتل والدماء نمارس التنفير والتكفير. ويلنا! يا لنا من إرهابيين!
في الحقيقة لقد أخافتنا اتهامات الصباح وإعلام التشهير وتحريضها للسلطات لاعتقالنا، لذا سأجمع كل الصحافيين في المؤسسة، وسنعلن توبتنا الجماعية من صحافة الإرهاب التي كنا نعشقها، لكن لن نمزق بطائق الصحافة ولن نكسر الأقلام، سنوظفها في حرب الإسلاميين سنسقط البيجيدي في الانتخابات القادمة، سننشر أبحاث المسيّح التي تطعن في القرآن الكريم، سنعطي مساحات للباحث المتنور الأستاذ المبجل أحمد عصيد ليحدث المغاربة عن رسائل نبيهم الإرهابية، سننشر كل أفكاره التنويرية التي توضح أن نصوص الشريعة إرهابية والحدود الشرعية متوحشة، وأن العرب كلهم بما فيهم مَن في القصور عليهم أن يتركوا المغرب لأصحابه الأمازيغ، كي تسود فيه شريعة الإله ياكوش الذي كتب عصيد باسمه عقد ممارسة الجنس التنويري المقدس بمليكة مزان.
سنكتب بقوة أن الإسلاميين خونة للوطن، لهم ولاء للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي يصنفه السيسي منظمة إرهابية، سنرحب بحامد عبد الصمد المصري عندما يزور الأستاذ عصيد في المرة القادمة، سنعطيه الفرصة ليحدث المغاربة عن خطر الحجاب، ويطلعهم على ما في صندوق الإسلام الأسود الذي اكتشفه في واحد من الأهرامات قرب تابوت الفرعون رمسيس، سندعه يسترسل في شرح تناقضات الإسلام، وبيان الأسباب الخفية لنجاح الفتوحات الإسلامية.
سنستضيف سيد القمني المصري كذلك ونتغدى معه نهارا في يوم من أيام رمضان المقبل كما فعلت الأحداث المغربية التنويرية وحركة ضمير، سنقوم بعقد الندوات الفكرية التنويرية ليشرح لنا أكثر كيف أنه: “إذا كانت دولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي فعلا دولة الله المرجوة؟ لماذا تفككت بعد موته لولا تدخل أبو بكر بحروب الردة المشهورة ليعيد بعض الأمور إلى نصابها؟”؟ كما صرح آخر زيارة له ونقلت عنه ذلك الأحداث في صفحاتها.
سنكف عن متابعة ما تنشره الصباح من أخبار كاذبة ضد الإسلاميين والسلفيين وضد الإسلام، كل هذا سنقترفه مع سبق الإصرار والتخطيط حتى نحظى بقبولنا ضمن نادي الصحافة العلمانية المتنورة.
كفى! لنترك الأسلوب الساخر ونتكلم بجدية، فالأمر فيه تهمة الإرهاب، تهمة القرن مفتاحُ غوانتانامو، وباب سردابٍ مَن ولجه لبث في بطن السجن سنين عددا.
إن الآنسة الشمطاء “صباح” تدعي “التنوير”، فإذا كان ما تنتجه هو التنوير، فإننا نعتبره ظلامية ورجعية وتخلفا، وتقليدا مشوها للعلمانية الغربية، فالصباح لا تعرف التنوير إلا في ما يخالف القوانين والأعراف المغربية والشريعة الإسلامية، تحاكمنا وتحاكم كل الإسلاميين وبعض المسؤولين، بما فيهم بعض رؤساء المجالس العلمية وكذا خطباء المساجد، إلى معاييرها وتصوراتها العَلمانية، تمارس الترهيب في حق كل الفاعلين بل في حق وزير الأوقاف ورؤساء المجالس العلمية كما أسلفنا، حتى يستجيب الجميع لما تؤمن به من معتقدات عَلمانية تسميها تنويرا، إنها تحس بالقوة لأنها تملك حصة الأسد من مال الإشهار وتحصل على الدعم الفاحش، وتتمتع بالنفوذ القوي.
فمن يرفض اللواط ويحاربه بالكلمة والبيان فهو متطرف، ومن يدعو للتمسك بالإسلام فهو عدوها، ملايين النسخ من الصور الفاضحة الماجنة تنشرها في السنة الواحدة، ولا رقيب، تسلط “تنويرها” الكسيف على الأثداء والفروج والأفخاذ والعورات المغلظة، لتكشفها في مخالفة صريحة للشرع والقانون، فمؤخرتها هي حائط تعلق فيه يوميا صور العهر، قياما بواجبها التنويري في نشر الانفتاح بين الشباب على الجنس المتسيب، وعندما نكتب عن هذا الإفساد وننتقد مخالفاتها للشرع والقانون نصبح لديها متطرفين دعاة للقتل!
هي اليوم تضرب تحت الحزام لتصفي حساباتها القديمة معنا، نشرتْ ترهات المسيّح الذي تسميه “باحثا في المخطوطات” يصرح علنا أن كل الأديان هي صناعة بشرية، تنشر له تشكيكه في القرآن الكريم، وتروج أطروحته المخالفة للقانون والدين، ثم إذا انتقدناها وكتبنا عنها، ورفضنا طعنها في كتاب الله، اتهمتنا بأننا نحرض على التنويريين وندعو إلى قتل التنويريين.
إننا في جريدة السبيل نقدر مدى الغيظ والحقد والكراهية التي تكنها لنا جريدة الصباح وغيرها من منابر التحريض، فنحن في سجال معها دائما منذ سنين، ترد علينا بالسب والشتم والطعن في كل مرة، فنتفهم ذلك، فالصراخ على قدر الألم، لكننا سنبقى كلما كذبت لا نفعل شيئا سوى أننا نقول للمغاربة إن الصباح تسمم أفكاركم بالكذب، وهي تعلم أنها لن تجد أدلة تدعم تزويراتها وكِذباتها عندما نكشفها، لذا فإننا نعلم مسبقا أنها ستلجأ إلى الاتهام بالإرهاب والتطرف.
في أحد أعدادها كتبت بالبند العريض في الصفحة الأولى: “سلفيون يجردون فتاة في السويقة بالرباط”، فأجرينا في السبيل تحقيقا صحفيا، وسألنا شهودا عاينوا الواقعة، من أصحاب الحوانيت والباعة بمكان الحادث، هل كان في مسرح الجريمة أصحاب لحى أو متدينون شاركوا في عملية تعرية الفتاة؟؟
فكانت شهادات الجميع تدل على كذب الآنسة “صباح” الكذوب اللعوب، وأكدوا بالصوت والصورة أن الذي قام بهذا الفعل هم مراهقون تحرشوا بفتاة منحرفة، كانت لا تلبس سوى جوارب طويلة لا تستر عورتها، فكالت لهم السب والشتم، مما استفزهم فقاموا بتمزيق الجوارب الشفافة، فتعرت بالكامل، واحتراما للمصداقية وقياما بالواجب المهني، سجلنا الشهادات في شريط مصور ونشرناها على اليوتيوب وعلى صفحات السبيل، فانكشفت مهنية الصباح وتبيَّن للمغاربة قيمة التنويريين المغاربة، خصوصا بعد تصريحات الأمازيغي المتطرف عصيد وفرحه العارم بما كتبته الصباح، وتبني بيت الحكمة بقيادة “التنويرية” خديجة الرويسي التي أسرعت بتدبيج بيان دعت فيه النيابة العامة إلى القيام بتحقيق واعتقال الجناة، معتبرة أن السلفيين الذين قاموا بتجريد فتاة السويقة من ثيابها أقاموا هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هذه هي جريمتنا الوحيدة في السبيل وهوية بريس، لا نقبل أن نغني مع سرب اللادينيين ترانيم كنيسة الديانة العَلمانية، نرفض أن نقبل بالكذب والتزوير وحرب الإسلاميين غرماء الصباح ومن يشابهها من التنويريين المزوّرين، على الإعرابين اسم فاعل واسم مفعول.
نعلم أن هجوم أدعياء التنوير والحداثة والديمقراطية علينا، هو بسبب تشبثنا بحقنا في اختيار الخط التحريري الذي نراه مناسبا لمؤسستنا الصحفية، سواء كان يرضي العلمانيين أم لا، ما دمنا لا نخالف الشرع ولا القانون.
الصباح رغم فضيحة قضية “تعرية الفتاة”، لم تعتذر لقرائها لا هي ولا خديجة الرويسي؛ فليحي التنوير! ولتعش المهنية!
كنا ننتظر أن تعتذر السيدة الرويسي والآنسة “صباح” عن اتهام الأبرياء بالتطرف والإرهاب؛ لكن العكس هو ما وقع، فلم تمر على الفضيحة سوى بضعة أشهر فقط، حتى نشرت الصباح فرية أخرى، على صفحتها الرئيسة وبأكبر الحروف الممكنة، كاذبةً مرة أخرى على قرائها كاتبةً:
“سلفيون مغاربة يدمرون نقوشا صخرية عمرها 8000 سنة فوق قمم جبال الأطلس الكبير جنوب المغرب”.
وفعلا تبين بعد البحث أنها تكذب، لم نتفاجأ أبدا، فهي الكذوب اللعوب، فتلك سيرتها وتلك بضاعتها، بل هي وظيفتها القذرة التي يأبى الشرفاء من الصحفيين أن يقوموا بها والتي حددت لها منذ سنين طويلة، وهذا ما ينزع عنها كل مصداقية مهنية وكل معاني النزاهة.
إننا إذا جئنا لنجْرُد حالات الكذب ومقالات الزور سنحتاج مجلدات وليس مقالة عجلى اضطرنا إلى تحريرها، لعلمنا أن الصباح لها من المكانة في الإدارة المغربية والمؤسسات الرسمية، ومن الحظوة بحيث لا تجد مكتبا لمسؤول إلا ويُوضع فوقه في كل صباح عددٌ يوميٌّ من جريدة الصباح، لذا اضطررنا إلى هذا البيان لكشف الأسباب الكامنة وراء كيلها لنا تلك التهم المذكورة.
ومن قرأ مقال الصباح الذي نرد عليه الآن، يعلم مدى الخسة المتناهية التي وصلتها هذه الجريدة المعتدية، ومِن صفاقتها أنها تريد أن تنزع عنا المصداقية باتهامنا بالسلفية، لأنها تعلم أن هذا النعت قد تم تشويهه في سنوات الحرب على الإرهاب، تريد أن تعطي بعض المصداقية لاتهامها لنا بالتحريض على القتل، هي تستثمر ما قامت به أمريكا والغرب ضد السلفيين بأطيافهم، لتلصق بِنَا هذا الوصف حتى تلحقنا اتهاماتها. إنها منتهى الوضاعة التنويرية، أيها السادة.
كل هذا ضمنته في فقرتين مشحونتين بالكذب والزور من مقالها التحريضي والذي تقول فيهما عن جريدة السبيل: “اختارت صحيفة ناطقة باسم السلفيين، تصدير أحد أعدادها لأكتوبر الجاري، بغلاف مثير مشبع بالتطرف، يحمل في طياته تحريضا مباشرا على القتل، مغلفا بفذلكة إخراجية، المراد منها إيجاد منفذ تأويلي لإبعاد التهمة عنها.
الجريدة التي تصدرها جمعية دعوية، وتشكل ملجأ لتيارات أصولية أخرى تلتقي مع مؤسسي هذه الجريدة في اعتناق عقيدة الحقد والكراهية، وضعت على صفحة غلاف العدد صورا لأربعة وهم أحمد عصيد ومحمد المسيّح وسعيد ناشيد ورشيد أيلال”؛ هكذا بكل وقاحة.
هي تعلم أننا لسنا ناطقين باسم السلفيين ولا باسم أي أحد، فالمغاربة بالنسبة لنا سواء، ولا نتْبع لأي جمعية أو حزب، فنحن نمارس الصحافة ونحترم قوانينها، وننضبط بأخلاقيات المهنة، ولا نغش أو نخدع قراءنا، بل نحاول المشاركة في رفع الوعي، وخدمة الصحافة حتى تصبح في مستوى ما يتطلَّبه الإصلاح في المغرب من مصداقية إعلامية، لا تتماهى مع الفساد ولا تثير الفتنة ولا توظَّف سياسيا أو طائفيا. وهذا ما يجعل أدعياء التنوير والحداثة غاضبين منا، ولنا حاقدين.
فارتقوا قليلا، وترفعوا عن هذا الحقد وهذه الكراهية، وهذا الإقصاء، فهب أننا إسلاميين سلفيين ألسنا مواطنين؟ أليس لنا الحق في ولوج مهنة الصحافة؟ أم أننا في هذا الزمن التافه أهله لا يسمح للمواطن أن يكون صحافيا إلا إذا كان علمانيا، ولا سياسيا إلا إذا كان لادينيا، ندعوكم إلى أن تطلعوا على التنوير الإسلامي وسماحة الإسلام.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
بارك الله فيكم ونفع بكم
خير الكلام ما قل و دل