أبكيك مثل الغيث يا غيث النهى
هوية بريس – د. عبد الحميد بنعلي
مات الفقيه الألمعي محمد
فكأنما مات النبي محمدٌ !
والناس كالأصحاب يوم رزيةٍ
ما آمنوا أن الرسول ملَحَّدٌ
تبكي المنابر إذ خلت من فارس
هل ينفع الخيلَ العتيقةَ أرعدُ؟
ومعاهد التعليم يا لَمصابها
غاب الذي بفصولها يتردد
والويل ثم الويل للكتب التي
حارت بمشكلها عقول سُدد
أين (السعيديُّ) الخبير بلغزها
أين الذي للمشكلات يبددُ
والبيت في إطراقه متنحب
يبكي الذي بفنائه يتعبد
وأرامل الأيتام أين دليلهم
للمحسنين إذا افتقرن ومرشد
من للأنام إذا استقوا لِسقاهم
من للمعضلات النازلات يمهد
من للأقارب إذ تشتت شملهم
يسعى للم شذوذهم ويوحد
ما ظنكم بالملحدين إذا همُ
تاهوا بمحض ظنونهم وتمردوا
أين الذي خبر الظنون بأسرها
نِعم الطبيبُ لها ونعم المنجد
غاب الفقيد بخيره وعلومه
ولفقده تبكي الغيومُ وتُرعد
يا أهل طنجة أبشروا فإمامكم
زرع الغراس وجنيُها مستمجِد
فإذا سما فالوارثون لعلمه
في كثرة الطير الصوافِ تغرد
هم كالبزاة لكل رخم ملحد
وهمُ لمن طلب النصيحة مَقصَد
أبكيك مثل الغيث يا غيث النهى
فالدمع للقلب الفجيع مبرِّد
صلى عليك الله في عليائه
وملائك العرش العظيم السُّجد
وحباك بالنزُل الكريم وصُحبةً
فيها أولو العزم الكرامُ وأحمدُ (صلى الله عليه وسلم)