العلمانية في بلداننا الإسلامية باختصار تعني الإلحاد
عبد السلام أجرير الغماري
هوية بريس – الخميس 15 أكتوبر 2015
العلمانية في الغرب تعني فصل الدين عن السياسة وعدم مزجهما في مؤسسة واحدة، مع احترام مؤسسة الكنيسة كممثل شرعي للدين، واحترام الحكومات المنتخبة كممثل شرعي للسياسة… لأن الكنيسة لم تستطع التوفيق بين تعاليمها وبين التطور العلمي والسياسي في الغرب، فكان الفصل هو الحل الأمثل للتخلص من الصراعات والحروب والتخلف. أما من يرد على الكنيسة ويستهزئ بتعاليمها فيسمى عندهم ملحدا.
فهم في الغرب يفرقون بين العلمانية (La laïcité)، وبين الإلحاد (athéisme)..
أما في بلادنا العربية والإسلامية فلا تعني العلمانية سوى الإلحاد بوجه من الأوجه، فقط تتراوح درجاته بصور مختلفة… فالعلماني عندنا هو الملحد في الغرب ولا فرق كبير بينهما.
لن تجد علمانيا “مسلما” يحترم موروثه ودينه وعلماء أمته كما نجدهم في الغرب… ربما لكون هؤلاء تيقنوا أن الإسلام لا يقبل الفصل بينه وبين السياسة والحياة اليومية… فقاموا بالطعن فيه رأسا.
خلاصة الأمر: أن العلمانية اسم مشترك اللفظ، متغاير المعنى والمدلول، كما هو الحال في لفظ “القهوة” بمعنى حب البن المعروف عندنا اليوم وبين القهوة بمعنى الخمر عند العرب الأوائل… أو كما لو قلت إن الروافض شيعة، وأتباع علي بن أبي طالب من المسلمين في زمانه من الصحابة والتابعين شيعة أيضا… فهو اسم واحد مشترك بين معنيين مختلفين، والاختلاف بينهما كما بين السماء والأرض ولا شك.
والله المستعان.