أستاذ جامعي: إسبانيا من طعنت بلادنا من وراء الظهر حين أخلت بالتزامات حسن الجوار
هوية بريس- متابعة
قال إسماعيل حمودي أستاذ العلوم السياسية بالكلية متعددة التخصصات تازة، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، أن “ما أدى إلى تدفق المهاجرين باتجاه سبتة المحتلة، بينهم أطفال، فإن اللوم يجب أن يتوجه إلى إسبانيا وليس إلى المغرب، فإسبانيا من طعنت بلادنا من وراء الظهر، حين أخلت بالتزاماتها وبمقتضيات معاهدة حسن الجوار”.
وأضاف حمودي، الحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 2018، حول السياسة الأمنية للمغرب، أن “القضية سياسية في جوهرها، وليست حقوقية حتى يجعل البعض من قضية القاصرين، مطية لقلب الحقائق، وأظن أن التركيز على قضية القاصرين أو على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بعض مدن الشمال مثل الفنيدق والمضيق أو الناظور ونواحيها يصب في تزكية الطرح الإسباني، على حساب الحقائق الموضوعية وأبرزها ما يتعلق باستقبال اسبانيا لرئيس جبهة البوليساريو ابراهيم غالي”.
وتابع المتحدث، في منشور له على “فايسبوك”، “في فبراير 2019 استقبل المغرب الملك الإسباني فليبي السادس، وجرى التوقيع عى اتفاقية شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، أرادت الارتقاء بالعلاقات بين البلدين نحو آفاق واسعة، أمنيا وسياسيا واقتصاديا وتجاريا وإنسانيا. وقبل ذلك كانت إسبانيا قد احتفت بالتعاون الأمني مع المغرب أكثر من مرة، كما أضحت منذ 2012 الشريك التجاري الأول للمغرب، فضلا عن مكتسبات أخرى، لكن منذ 2020 أظهر السلوك السياسي لبعض وزراء الحكومة الإسبانية أن الدولة الإسبانية غير جادة بخصوص المضي نحو تنفيذ الالتزامات المشتركة كما سطرتها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين حكومتي البلدين”.
وأوضح حمودي، الصحافي البارز سابقا بجريدة “أخبار اليوم”، “أتذكر هنا استضافة وزير في الحكومة الإسبانية لقيادي في جبهة البوليساريو بصفته وزيرا في حكومة الجمهورية المزعومة، وقد قيل حينها إنه تصرف فردي لا تتحمل الحكومة الإسبانية مسؤوليته، لكن التبرير كان غير مقنع، وإن بادرت وزيرة الخارجية الإسبانية إلى التوضيح… وإثر الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في دجنبر 2020، تبين مرة أخرى أن اسبانيا تظهر غير ما تبطن، إذ اتسم موقفها من القرار الأمريكي بالغموض، وتبيّن أنها غير جادة في التقدم نحو دعم الحكم الذاتي بله الإقرار بمغربية الصحراء”.
وأردف المتحدث، “قبل أسبوعين صدر تقرير استراتيجي اسباني يكشف عن خلفيات التصور الاستراتيجي الإسباني اتجاه المغرب، وموقفها العميق من قرار أمريكا الاعتراف بمغربية الصحراء، إذ تتصور أن مغربا موحدا بدون مشكلة الصحراء قد يصبح قوة اقليمية في المنطقة، أي قوة لن يكون سهلا على إسبانيا لوحدها ليّ ذراعها بسبب الصحراء، معنى ذلك أن إسبانيا تريد استمرار نزاع الصحراء حتى يكون بمقدروها ليّ ذراع بلادنا باستمرار، وهو موقف الجزائر كذلك، كلاهما يريد مغربا يعيش حالة حرب مفتوحة حتى لا يقف على قدميه أبدا”.
وختم حمودي منشوره “هذا هو جوهر الصراع، أما وقائع البارحة فهي أعراض أزمة فقط. وعليه، من يريد إحراج المغرب بورقة القاصرين، كان عليه أن ينتبه قبيل ذلك إلى قرار رئيس المحكمة الوطنية في مدريد رفض اتخاذ أي إجراءات قضائية ضد ابراهيم غالي، رغم تلقي القاضي الإسباني المكلف بالملف عشرات الشكايات ضده بالتعذيب والقتل، وأن يتساءل عن مدى استقلالية القضاء الإسباني، وعن مدى جدية إسبانيا إزاء حقوق الضحايا، وهلم جرا….
حين تكون القضية سياسية وتتعلق بالمصلحة العليا للمغرب والمغاربة، من غير المستساغ الانسياق وراء الآثار الجانبية للقضية، رغم وجاهتها أحيانا… صحيح أن قضية القاصرين محرجة، لكن لا يمكن تحميل مسؤوليتها للدولة المغربية، إنها إحدى نتائج تخلي إسبانيا عن التزاماتها السياسية اتجاه المغرب، وليس العكس”.