لماذا حرم المغاربة من الاستفادة من جواز اللقاح الأوروبي؟
هوية بريس – متابعات
لن يكون بإمكان المغاربة الراغبين في السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، الاستفادة من “الجواز الأوروبي” الذي دخل نطاق الخدمة في فاتح يوليوز الجاري، وتم تحديد اللقاحات التي تتيح ولوج الأراضي الأوروبية في “فايزر/بايونتيك”، و”موديرنا”، و”جونسون آند جونسون”، و”أسترازينيكا” باستثناء النسخة المصنعة في الهند، مما يطرح تساؤلات عن الأسباب الكامنة وراء هذه الاختيارات.
قال البروفيسور جعفر هيكل، اختصاصي الأمراض المعدية والطب الوقائي، إن استبعاد الاتحاد الأوروبي للقاحات “أسترازينيكا” المصنعة بالهند، ولقاح “سينوفارم” الصيني، من “الجواز الصحي”، الذي يتيح دخول الأراضي الأوروبية، أمر غير منطقي، على اعتبار أن أزيد من 60 بالمائة من اللقاحات العالمية، يتم تصنيعها بالهند والصين.
وأوضح هيكل، في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن المغرب اختار الاعتماد على لقاحي “سينوفارم”، و”أسترازينيكا”، في حملة التطعيم ضد فيروس “كورونا” بناء على معايير الجودة والفعالية، والتأكد من عدم تشكيلها أية خطورة على صحة المواطنين، وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية، ومؤسسات دولية أخرى.
وكشف هيكل، أن المعطيات الوبائية بالمغرب، تكشف فعالية اللقاحات التي تم اعتمادها، من خلال الأرقام التي تبين انخفاض نسبة الإماتة إلى أقل من 1,7 بالمائة، والحالات الحرجة التي تناقصت بنسبة كبيرة، إضافة إلى ارتفاع نسبة الشفاء التي تبلغ 97,5 بالمائة، وهذه المعطيات تعتبر دليلا على نجاعة الاختيارات التي نهجتها المملكة منذ بداية الجائحة.
وأكد عضو اللجنة العلمية للتلقيح، أن قرار الاتحاد الأوروبي، بإقصاء اللقاح الصيني، ولقاح “أسترازينيكا” المصنع بالهند، من “الجواز الأوروبي”، غريب وغير مبرر، معتبرا أن هذا الاختيار تم اعتمادا على معايير بعيدة عن المعطيات العلمية، حيث أن المغاربة الملقحين بـ”سينوفارم” ممنوعون من دخول فرنسا، فيما يسمح لهم بدخول إسبانيا.
وأضاف المتحدث ذاته، أن العديد من اللقاحات التي تعتمدها الدول الأوروبية، مثل لقاحات الأطفال وغيرها، مصنوعة بالهند، مشيرا إلى أنه إضافة إلى الأبعاد الصحية والاجتماعية والاقتصادية للجائحة، فقد أخذت أبعادا أخرى تهم الجانب السياسي، هي التي تؤثر على العديد من القرارات.
وكان المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها والاتحاد الإفريقي، نبه إلى مخاطر التمييز في إفريقيا إذا لم يتم أخذ النسخة الهندية من لقاح أسترازينيكا في الاعتبار ضمن الشهادة الصحية الأوروبية.
وجاء في بلاغ مشترك للمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها والاتحاد الإفريقي مشترك، أن “القواعد الحالية تهدد المعاملة العادلة للأشخاص الذين تم تلقيحهم في البلدان التي تستخدم برنامج كوفاكس، بما في ذلك في غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي”.
واعتبر أن “هذه التطورات مثيرة للقلق لأن كوفيشيلد (نسخة أسترازينيكا المنتجة في الهند) تشكل العمود الفقري لآلية كوفاكس، بدعم من الاتحاد الأوروبي، لدعم برامج التلقيح في بلدان الاتحاد الأفريقي”.