قال علماء إن الحماية التي تقدمها لقاحات الوقاية من فيروس كورونا وتطوره لأعراض خطرة من المرجح للغاية أنها ستتراجع بمرور الوقت، فيما حذرت دراسة جديدة من التخفيف المتسرع للقيود المفروضة لمواجهة الجائحة.
وأظهر ملخص لوثيقة أعدها مجموعة من العلماء ضمن مشورة للحكومة البريطانية أنه “من المرجح للغاية أن المناعة التي استحثتها اللقاحات وقاية من عدوى (سارس-كوف-2) ومن الإصابة بأعراض خطرة بسببه ستتراجع بمرور الوقت” لكن بدرجة أقل فيما يتعلق بشدة الأعراض.
وأضاف العلماء “وبالتالي من المرجح أيضا أن حملات التطعيم للوقاية من (سارس-كوف-2) ستستمر لسنوات مقبلة لكن حاليا لا نعلم ما هو التواتر الأمثل المطلوب لإعادة التطعيم لحماية الأكثر عرضة للخطر من مرض كوفيد”.
الوثيقة التي نقلت مقتطفاتها وكالة رويترز، تحمل عنوان “ما المدة المتوقعة لاستمرار إعطاء لقاحات للوقاية من كوفيد؟”، وكتبها فريق من علماء الفيروسات البارزين والمختصين بعلوم الأوبئة من إمبريال كوليدج لندن وجامعة برمينغهام وخدمة الصحة العامة في إنجلترا.
تخفيف القيود
من جانب آخر، أظهرت دراسة نشرت الجمعة أن تخفيف القيود الصحية مثل عدم فرض وضع الكمامة والتزام التباعد الجسدي في وقت لم يحصّن جميع سكان الكوكب بعد، يزيد بشكل كبير من خطر ظهور متحورات أكثر مقاومة للقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وفي حين أن قرابة 60% من الأوروبيين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح المضاد لكوفيد-19، فإن هذه الدراسة تظهر الحاجة إلى الحفاظ على تدابير أخرى بالإضافة إلى اللقاح حتى يتم تلقيح الجميع، كما أوضح مؤلفوها.
وبهدف دراسة كيف يمكن لفيروس كورونا أن يتحور استجابة لحملات التلقيح المتزايدة، قام فريق من الباحثين من دول أوروبية عدة بمحاكاة احتمال ظهور سلالة مقاومة للقاح لدى مجموعة سكانية يبلغ عددها 10 ملايين شخص في غضون 3 سنوات.
وضم النموذج الذي وضعوه متغيرات منها نسبة تلقيح السكان ومعدل تحور الفيروس وسرعة انتقاله، وتوقع “موجات” متتالية مع زيادة في عدد الإصابات يليها انخفاض في الإصابات الجديدة بعد إدخال قيود.
وخلصت الدراسة التي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية عن مجلة “نيتشر ساينتفيك ريبورتس” (Nature Scientific Reports)، إلى أن التلقيح السريع يقلل من خطر ظهور سلالة مقاومة.
ضغط الانتقاء
لكن النموذج المعتمد في الدراسة يظهر أيضا أن خطر ظهور سلالة مقاومة يكون بحده الأقصى عندما يكون جزء كبير من السكان ملقحا لكن ليس بشكل كاف لضمان مناعة القطيع.
وهذه الظاهرة أطلق عليها الباحثون “ضغط الانتقاء”، وكلما طور عدد أكبر من السكان أجساما مضادة للفيروس، تزداد الأفضلية التنافسية للسلالات الأكثر مقاومة.
ووفقا للباحثين، يصبح احتمال ظهور متحورات أكثر مقاومة مرتفعا عندما يكون 60% وأكثر من السكان ملقحين، وهذا الأمر يتوافق مع الوضع الوبائي الحالي في معظم الدول الأوروبية التي تشهد انتشارا سريعا لمتحور دلتا.
وتظهر هذه النتائج الحاجة إلى الحفاظ على التدابير الاحترازية حتى يحصّن الجميع وبذل “جهد تطعيم عالمي حقيقي” وإلا “سيكون من الممكن القضاء على سلالات مقاومة للقاحات في بعض المناطق، لكنها ستستمر في أماكن أخرى” قبل انتشارها مجددا، كما أكد الباحثون.
هل اللجنة العلمية المغربية على علم بهده الدراسة وما هو رأيها و هل ستغير اللقاح او موقفها من التلقيح ؟