إسبانيا تلجأ لقانون “الأسرار الرسمية” لرفض تقديم تفاصيل استقبالها لزعيم البوليساريو
هوية بريس – متابعات
بعد إشارات متبادلة على مدى الأسابيع الماضية عن حدوث انفراج في الأزمة بين المغرب وإسبانيا، قررت وزارة الداخلية الإسبانية اللجوء إلى قانون “الأسرار الرسمية” لرفض تقديم تفاصيل عن عملية تأمين دخول زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، للعلاج في إسبانيا.
ونقلت صحيفة “نيوس دياريو” الإسبانية أن وزارة الداخلية رفضت تقديم تقرير عن عدد أفراد الشرطة الوطنية أو الحرس المدني الذين شاركوا في تأمين ومراقبة محيط غالي.
وفي تعليقه على قرار الوزارة الإسبانية، يقول أستاذ العلوم السياسية و القانون الدستوري بجامعة ابن طفيل القنيطرة بالمغرب، رشيد لزرق، في حديث لموقع قناة الحرة، إن “إعمال مبدأ أعمال السيادة أو أسرار الدولة يضع الديمقراطية الإسبانية محط خدش أمام المنتظم الدولي”.
ويضيف لزرق “خاصة أن القضية تتعلق بجريمة دولية تتعلق بالإبادة و التعذيب و هذا يجعل (النظام الإسباني) محط سؤال”. ويتوقع لزرق أن الخطوة “تجعلها تصطدم مع الحركة الحقوقية الإسبانية و المجتمع المدني”.
كما رفضت الوزارة الإسبانية تقديم بيانات عن التكلفة المالية التي صرفها الجهاز الأمني من المال العام لتأمين الزيارة.
وبحسب الصحيفة، فقد أشهرت الوزارة قانون “الأسرار الرسمية” أمام طلبات الشفافية.
وتقول الصحيفة إن قانون الأسرار الرسمية الذي احتجت به الوزارة يمنع نشر مثل هذه البيانات.
وبحسب الصحيفة، فإن قضية دخول غالي إلى إسبانيا التي أثارت أزمة مع المغرب، لاتزال تثير الجدل في إسبانيا، بعد بدء القضاء التحقيق مع الرجل الثاني في وزارة الخارجية الإسبانية، في عهد الوزيرة السابقة، أرانتشا غونثاليث لايا، كاميلو فيلارينو، الذي تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته الأربعاء المقبل.
ويعد فيلارينو، المسؤول الأول عن دخول غالي إلى إسبانيا، وفق تقرير من صحيفة “إلكونفيدناشال”، التي قالت إن ذلك تسبب في سحب ترشيحه من تولي منصب سفير مدريد في موسكو.
وقالت الصحيفة إن وزارة الداخلية تلقت التماسين بموجب قانون الشفافية، الأول عن عدد أفراد الشرطة الوطنية أو الحرس المدني الذين شاركوا في تأمين الزيارة، والثاني يتعلق بطلب معلومات عن النفقات التي صرفت من الخزائن العامة.
ويستند الرفض الوزاري إلى قانون الأسرار الرسمية، الذي يعود تاريخه إلى عام 1968.
ويأتي رفض الوزارة في وقت كشفت وسائل إعلام إسبانية أن البلدين بدآ مفاوضات لفتح علاقات جديدة، ووصفت المفاوضات بأنها “حوار بدون محرمات أو حدود” حول الصحراء وسبتة ومليلية.
وكان الملك محمد السادس، أعرب في خطاب، الأسبوع الماضي، عن الأمل في “إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار”، متحدثا عن إسبانيا وفرنسا على وجه الخصوص.
ورد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بالترحيب على دعوة العاهل المغربي، وقال في مؤتمر صحفي “انطلاقا من الثقة، الاحترام والتعاون، بمقدورنا بناء علاقة أكثر تماسكاً من تلك التي جمعتنا إلى الآن”.
واندلعت أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء المغربية للعلاج. وبررت مدريد هذه الاستضافة “بأسباب إنسانية”، بينما أكدت الرباط أن غالي دخل إسبانيا قادما من الجزائر “بوثائق مزورة وهوية منتحلة”.