هذا ما اكتشفه الأطباء في إيطاليا عند تشريح جثث وفيات كورونا بعد شهر من الموت
هوية بريس – وكالة
كشفت دراسة ألمانية نشرت العام الماضي، ونشرت في تقرير مفصل في الجزيرة نت، أن جثث بعض ضحايا فيروس كورونا قد تظل معدية لفترة بعد الوفاة تصل إلى أسبوع.
نبدأ من دراسة نشرت في “المجلة الدولية للأمراض المعدية” (International Journal of Infectious Diseases) في ماي الماضي، إذ قام الباحثون بتشريح جثة شخص توفي بسبب كوفيد-19 قبل شهر واحد، وذلك في معهد الطب الشرعي بجامعة “سيينا” في إيطاليا.
وعثر الباحثون على جينوم كورونا في جثة المتوفى، كما كانت هناك آثار جينومية في الرئتين والقلب.
بالمقابل، قال الباحثون إن الفيروس لم يكن حيا في الجثة. وأوضحوا أنه يجب مراعاة المخاطر المعدية من الجثث البشرية لأخصائيي الأمراض والفنيين في غرف التشريح والأشخاص الذين هم على اتصال بالجثث أثناء ممارسات طقوس تجهيز الجنازة والدفن.
مقاومة الظروف القاسية
ننتقل إلى الدراسة الثانية، التي أجراها أيضا باحثون من إيطاليا، ونشرت في “مجلة علوم الطب الشرعي والطب وعلم الأمراض” (Forensic Science, Medicine and Pathology) في ماي الماضي أيضا.
ووجد الباحثون أن فيروس كورونا -اسمه العلمي “سارس كوف-2” (SARS-CoV-2)- استطاع أن يعيش في أنسجة جثث متعددة بعد عدة أيام من الموت، على الرغم من بعض الظروف القاسية التي حفظت فيها الجثة بعد الوفاة.
وقام الباحثون بتشريح 5 جثث في مستشفى باري لأشخاص توفوا بكوفيد-19.
تراوحت الفترة الزمنية بين لحظة الوفاة وتشريح الجثة بين 22 و27 يوما. خلال هذه الفترة، بقيت الجثث لفترة (من 20 إلى 25 يوما) في الثلاجة عند درجة حرارة 15 درجة مئوية تحت الصفر. كما تم دفن جثة واحدة لمدة 5 أيام قبل وضعها في الثلاجة.
وقال الباحثون “تظهر نتائج دراستنا أن الحماية الشخصية للفاحصين وتطهير غرف التشريح والأماكن المحيطة والأدوات يجب أن تؤخذ على محمل الجد، لتجنب إصابة الفاحصين بالفيروس بسبب الحماية غير الكافية أو العملية غير المبالية”.
وأضافوا أنه نظرا لأن رفات المرضى الذين ماتوا بسبب كوفيد-19 قد يحمل كمية كبيرة من الفيروس، فإن منع وصول أقارب المتوفين للجثة وتسريع إجراءات الدفن أمر مبرر تماما.
ووجد الباحثون أن عدوى كوفيد-19 تتميز بأنها تتوزع على العديد من الأعضاء في الجسم.
وقال الباحثون إن وجود فيروس كورونا حتى بعد فترة طويلة من الوفاة وأيضا في الجثث التي تعرضت للدفن والتبريد أو أحد الأمرين هو نتيجة غير عادية، مما يدل على المقاومة العالية لهذا الفيروس للظروف البيئية “غير المريحة”.
الحمض النووي الريبي الفيروسي
ننتقل إلى الدراسة الثالثة، وهي مراجعة بحثية نشرها “المركز الوطني التعاوني للصحة البيئية” (National Collaborating Centre for Environmental Health) في كندا، في فبراير الماضي.
وقالت المراجعة البحثية إنه أبلغت العديد من الدراسات عن اكتشاف “الحمض النووي الريبي الفيروسي” (RNA) لفيروس كورونا في الجثث. وإن وجود الحمض النووي الريبي الفيروسي لا يشير بالضرورة إلى وجود فيروس معدي.
وأضافت المراجعة البحثية أنه قد ثبت أن الحمض النووي الريبي الفيروسي يتضاءل بمرور الوقت، ولكن قد يستمر اكتشافه بعد توقف الجسيمات الفيروسية عن العدوى.
وقالت إنه تم اكتشاف الحمض النووي الريبي لفيروس كورونا بعد الوفاة -بعدة أيام- على العينين، والأنف، والفم، والنسيج حول الأسنان، والجهاز التنفسي بما في ذلك البلعوم الأنفي، والحلق، والرئتين، وأنسجة الجسم والسوائل الأخرى.
وقالت المرجعة البحثية إن الأدبيات العلمية المتزايدة حول وجود الحمض النووي الريبي الفيروسي لفيروس كورونا في جسم الميت أو عليه تشير إلى أن الفيروس قد يكون موجودا في مجموعة واسعة من أنسجة الجسم والسوائل، ويمكن اكتشافه على فترات ممتدة من عدة ساعات إلى أيام بعد الموت.
ولا يعني اكتشاف الحمض النووي الريبي الفيروسي -بالضرورة- خطر الانتقال المؤدي إلى العدوى، ولكنه يوفر مؤشرا للأنسجة والسوائل التي قد تشكل خطرا. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لفهم وجود ومدة بقاء الفيروس في الأنسجة والسوائل المختلفة، وكذلك احتمال حدوث انتقال غير مباشر. (عن الجزيرة).