كيف كان مصلى حي اشماعو اليوم؟
هوية بريس – ذ.عبدالرزاق المصلوحي
ظلت قلوب المغاربة تنتظر فرحة العيد، عيد الفطر، حتى يشهدوا مشهدا عظيما جليلا، مشهدا قل نظيره إلا مرتين في السنة، يوم عيد الفطر وعيد الأضحى، مشهدا تعبديا إيمانيا بشكل جماعي، مشهد المصلّى صبيحة العيد، عيد الفطر، لكن كيف كان الوضع بمصلى حي اشماعوا، بمدينة سلا؟
حي اشماعوا تباع لمقاطعة باب لمريسة، وقد تم اختيار مسجد الخليل الواقع في قلب الحي، من أجل إقامة صلاة العيد، بالإضافة إلى الفضاءات المجاورة للحي، وهي فضاءات تكون قبل ليلة العيد مكتظة بالباعة المتجولين، لآخر ساعة من ليلة عيد الفطر والأضحى، بالإضافة إلى كونها لن تستوعب آلاف المصلين الذين ينطلقون نحو المصلى قبل السادسة صباحا، شوقا للصلاة وشغفا بهذا المشهد المهيب، وهم يأتون من أحياء راقية بمدينة سلا: من سعيد حجي، وحي الأمل وحي اشماعوا وحي النهضة والشرف، وأحياء مبروكة ومرزوقة… وصولا إلى حي سيدي موسى.
يأتون على اختلاف أجناسهم وأعمارهم، أطفالا صغارا، ورجالا كبارا، ذكرانا وإناثا، فتيانا وفتيات… ما من بيت إلا ويخرج أهله للمصلى، ليكونوا من الساجدين الراكعين لله رب العالمين. لكن وللأسف وجدوا المصلى دون دون المستوى. مصلى بلا تنظيم، مصلى عشوائية، مصلى اختلط في كثير من جنباتها الرجال بالنساء، مصلى رأيت فيه لأول مرة في حياتي النساء يمررن بين صفوف الرجال، وليس لهن حيلة ولا وسيلة للمرور لسوء التنظيم. ثم الصوتيات ومكبرات الصوت، فقد تجدها بدقة وجودة عالية في موازين، أما مصلّى حي اشماعوا فقد بقيت طول مدة خطبة الإمام جالسا، ولم أسمع كلمة واحدة من خطبته، عدا التكبيرات التي تهز جنبات المصلى، فلا أدري ما كان موضوع خطبته، ولا وحول ولا قوة إلا بالله.
مصلى بين الدروب والأزقة، وكأن مقاطعة لمريسة خلت من فضاءات واسعة للمصليات، وكأن مدينة سلا انعدمت فيها الملاعب الرياضية، حتى لا تفتح للتكبير والتهليل والتحميد لله رب العالمين.
لقد كانت اليوم مصلى حي اشماعوا شاهدة على سوء الاعتناء بالشأن الديني، شاهدة على سوء تسيير المصلى وتنظيمه للمصلين حتى تمر لحظاته في أجواء إيمانية تراحمية تواصلية تعبدية. وحتى تكتمل فرحة الصيام والقيام، بفرحة صلاة العيد وأجواء المصلى، فشعرت بحسرة وألم. وتساءلت مع نفسي، أين هو المجلس العلمي المحلي لمدينة سلا؟ وأين عنايته بساكنة سلا؟ وأين السيد المندوب ومندوبية وزارة الأوقاف من هذا الإهمال وسوء التنظيم؟ وأين مسؤولية مقاطعة باب لمريسة من كل ذلك؟
لقد وجدت من المصلين من يقول: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، ومن يقول: “حشومة عليهم”، وآخر يقول: “إهانة للمواطن هاد شي”، ورابع يقول: “لو كنت أعرف أن الأمر هكذا لصليت في بيتي”.
كل من تكلمت معه، كان غير راض بتاتا على المصلى، ومتحسر للوضع الذي كان عليه، فرحة العيد لم تكتمل عندهم يا سادة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فاتقوا الله في المغاربة، واتقوا الله في دينهم، ولنكن عونا لهم على التدين والعبادة لله رب العاليمن. بما نعظم به في نفوسهم أمر الله تعالى، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ“.