جمعية حقوقية تحمل وزارة الصحة مسؤولية وفاة تلاميذ بإقليم الرشيدية
هوية بريس- متابعة
حمل الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الانسان بالرشيدية، المسؤولية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية في شخص مديريتها الجهوية والإقليمية المسؤولتين على اعتبار الجهة الوصية التي سقط جدارها على ثلاث تلاميذ مما تسبب في وفاتهم.
وقال التنظيم الحقوقي في بلاغ له أنه يُتابع بقلق شديد فاجعة وفاة ثلاث تلاميذ ينحذرون من جماعة الطاوس إقليم الرشيدية نتيجة سقوط جدار مستوصف صحي، يوم الثلاثاء 24 ماي الجاري، وهم يحتمون من أشعة الشمس والرياح قبل الحصص المدرسية المسائية.
وأكد التنظيم الحقوقي في البلاغ ذاته أنه توصل بمعطيات تؤكد أن المستوصف عبارة عن بناية هشة، بحيث القاعدة التي تم بناؤها عليها عبارة عن سبخة مرملة نقلتها الرياح من وادي الطاوس المجاور ذي التربة المالحة الممزوجة بأوراق “التلاي” بالإضافة لمياه الصرف الصحي المتسللة لها، مما جعل البناية مهددة بالسقوط في أي لحظة، الشيء الذي يسائل الوزارة المعنية ومديريتها الجهوية والإقليمية. مع العلم أن الحائط الذي سقط كان في وضعية تحتاج التدخل العاجل منذ سنوات وهو ما تؤكده الشقوق الملاحظة قبل سقوطه، مما يوضح غياب المراقبة من طرف المسؤولين المحليين.
وأشار التنظيم الحقوقي في البلاغ نفسه الى أنه بخصوص التلاميذ وبالنظر لبعد المدرسة عن مساكنهم ونتيجة للفقر والهشاشة والتهميش الذي تعيشه المنقطة بصفة عامة والمنطقة الحدودية من الجنوب الشرقي بصفة خاصة، فقد جعلهم يحتمون بهذا الجدار ضد أشعة الشمس والرياح قبيل دخولهم للمدرسة في غياب تام لمكان ينقذ هؤلاء الأطفال من هذه العوامل الطبيعية.
كما كشف التنظيم الحقوقي في بلاغه، أن المستوصف المفروض فيه حماية الأطفال والساكنة عوض قتلهم، فهو عبارة عن بناية تشتغل بها ممرضة ولا يتواجد بها طبيب وفي غياب الأدوات والتجهيزات الضرورية وفي ظل عدم توفر سيارة الإسعاف. فعندما حلت الفاجعة لم يتم إنقاذ التلاميذ في الوقت المناسب للأسباب المذكورة وأيضا لعدم توفر سيارة الإسعاف التي استعملت لنقل الأطفال على المعدات اللازمة للإسعاف والتي جاءت من مرزوكة. هذا الوضع الكارثي للوضع الصحي بإقليم الرشيدية وبجهة درعة تافيلالت عموما هو نفسه ما حذر منه الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرشيدية في السنوات الأخيرة.
وفي هذا الصدد، طالب التنظيم الحقوقي في بلاغ عينه من الحكومة والجهات المعنية برفع التهميش والإقصاء عن المنطقة لتوفير بنيات تحتية للسكان بصفة عامة وللتلاميذ لحمايتهم من المخاطر المحتملة، وبتوفير أطقم طبية كافية بهذه المناطق مع المعدات والأجهزة والمستلزمات وسيارات الإسعاف المجهزة والكافية. كما جدد مطالبته بإنجاز كلية الطب والصيدلة ومستشفى جامعي بالجهة.
أما بخصوص الحادث فكانت السلطات المحلية لعمالة إقليم الرشيدية قد افادت بأن 3 فتيان، تتراوح أعمارهم ما بين 10 و12 سنة، لقوا مصرعهم اليوم الثلاثاء، فيما أصيب آخر يبلغ من العمر حوالي 15 سنة بجروح بليغة، إثر انهيار جزئي للسور الخارجي للمركز الصحي الطاوس، الكائن بجماعة الطاوس، إقليم الرشيدية.
وأضافت السلطات المحلية أن الفتيان الأربعة، المتمدرسين بمدرسة ابتدائية مجاورة للمركز الصحي المذكور، كانوا يستندون إلى الحائط المنهار حين مرور عاصفة رملية قوية بالمنطقة.
وأوضح المصدر ذاته أن السلطات المحلية والأمنية وعناصر الوقاية المدنية تدخلت لاتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث جرى نقل المصاب إلى المركز الاستشفائي الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية لتلقي العلاجات التي تستلزمها حالته الصحية.