رسالة إلى سي “عزيز داودة”… “باب الأمر بقتل الوزغ”!
هوية بريس – طارق الحمودي
الحمد الله أما بعد، فقد رأيت مقطعا مرئيا من حلقة حوارية من برنامج يسمى ديكر يطاج “Décryptage” على راديو MFM، وكانت كلمات الثلاثة الحاضرين في ذلك المقطع من مادة التربية الإسلامية، وعجبت من قول السي “عزيز داودة” في حديث “قتل الوزغ” إنه من الخزعبلات، وأفترض أنه لا يعرف أنه استهزأ بـ “حديث نبوي شريف”، وظن أن ذلك من اجتهادات واضعي المقرر، وإلا فإنها جرأة عظيمة.
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ وقال: «كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام»، وعلى رأس هذا النوع السام الأبرص الذي يعيش في البيوت مع الناس، والحديث سمعته أم شريك والسيدة عائشة رضي الله عنهما، ورما غيرهما، من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في ذلك مخبر عن الله تعالى، ورواية أم شريك عند البخاري في صحيحه، ورواية السيدة عائشة في مسند أحمد وغيره من طرق كثيرة. وقد أجمع العلماء على صحة الحديث، وصحة نسبته بهذا السياق إلى النبي صلى الله عليه وسلم نسبة قطعية يقينية.
فالقول بأنه خزعبلات خطير جدا، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله كان أمرا حكيما، فقد ثبت ضرر هذا الوزغ، وحمله لأنواع من البكتيريا منها “السالمونيلا”، فكان لابد من قتله كلما ظهر قريبا من أماكن حياة الناس، خاصة حيث الأطفال الصغار.
وكونه كان ينفث في النار التي ألقي فيها سيدنا إبراهيم خبر عن أمر غيبي، وليس ذلك بالمستغرب، فإن الشيطان يمكنه دفع بعض الحيوانات للتسبب في إيقاع الضرر بالإنسان، فما بالك بالأنبياء، ومنه أنه قد يدفع الفأرة الصغيرة إلى الإطاحة بشمعة لإحراق البيت على النائمين، وقد ثبت في هذا حديث صحيح، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإطفاء النار عند النوم أو ما كان في معناه، ونصه عند البخاري من حديث جابر رضي الله عنه، من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «خمروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، وأكفتوا صبيانكم عند العشاء، فإن للجن انتشارا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت».
والمقصود بها المصابيح ذات الفتيلة، ويقاس عليها ما كان في معناها، تحصيلا للسلامة، والفويسقة هي الفأرة، وسميت كذلك لأنها فسقت، أي خرجت عن عادة سائر الحيوانات البيئية بإيقاعها الضرر في طعام الناس وشراكم وصحتهم، وربما مناعهم بالحرق بالطريقة الواردة في الحديث، وهذا حديث لائح عليه أنوار الحكمة، والوزغ مثل الفأرة في ذلك، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفه بأنه فويسقة أيضا، ففي صحيح مسلم عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
وإني أرجو السي عزيز أن يخرج للناس فيعتذر عن ما صدر منه، ولا يكن عونا للشيطان على الناس، ولست أخوض مع الخلقة خوض مستنكر عليهم ذلك، لدخولهم فيما لا يحسنونه، بمعارضتهم اللجنة الملكية التي كلفت بمراجعة مقررات مادة التربية الإسلامية، فقد فعل ذلك غيري، والذي أعرفه أن عزيز ينتمي إلى الأسرة الرياضية المغربية، فلتبادر إلى الاعتذار، وفقني الله وإياك لرضى الله تعالى.
السلام عليكم،
ورد في بعض الأحاديث الصحيحة الأمر بإطفاء النار وفِي أخرى المصابيح ،هكذا بإطلاق، وقد تكون من إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيب، فقد ثبت أن المصابيح الحالية مضرة، وكما تعلمون فإن تركها مضاءة في الغرفة المغلقة من وسائل التعذيب، فالمرء لا يبقى على النوم ما دامت المصابيح متوهجة،
والسلام عليكم، وجب التنبيه،
والسلام، والله أعلم،
السلام
على السيد عزيز إن يتفنن كما يروق في ميدان ألعاب القوى و يترك المواضيع الدينية لذوي الإختصاص احسن و انفع له و به وجب الإعلام.