بلجيكا توْدع الإمام المغربي إيكويسن في مركز مغلق تمهيدا لإبعاده
هوية بريس – وكالات
أعلنت وزيرة الدولة البلجيكية للجوء والهجرة نيكول دي مور، اليوم الأربعاء، وضع الإمام المغربي حسن إيكويسن -الذي تطالب السلطات الفرنسية بتسليمه- في مركز مغلق بهدف ترحيله من الأراضي البلجيكية، وهو ما اعتبره محاموه “فضيحة”.
وذكرت الحكومة البلجيكية أن الإمام يقيم بشكل غير قانوني في بلجيكا، ولا ينوي البقاء هناك.
وقالت الوزيرة دي مور -في بيان- إن “الرجل خسر حقه في الإقامة في فرنسا، ويجب أن يعود إلى بلده الأصلي”، موضحة أنه “وضع في مركز مغلق للعودة، من أجل إبعاده من الأراضي البلجيكية”.
وأضافت الوزيرة البلجيكية أن إيكويسن “لا يعطي أي إشارة إلى أنه يرغب في العودة طوعا، والسلطات الفرنسية ما زالت تطالب بهذا الشخص لتتمكن من إعادته إلى المغرب”، مشيرة إلى أنه “ليس لديه تصريح للإقامة على الأراضي البلجيكية”.
وجاء إعلان الطرد عقب رفض القضاء البلجيكي تسليم الإمام المغربي إلى العدالة الفرنسية بموجب مذكرة توقيف أوروبية.
التهمة الفرنسية
ويرى محامو الإمام إيكويسن أن التهمة التي وجهتها فرنسا إلى موكلهم (التهرب من تنفيذ قرار الترحيل) غير موجودة في القانون البلجيكي، وهو شرط لكي تنفذ مذكرة التوقيف الأوروبية.
وكان القضاء البلجيكي رفض -أمس الثلاثاء- للمرة الثانية تسليم الإمام إلى فرنسا بموجب مذكرة توقيف أوروبية، وأكدت المحكمة قرارا صادرا عن محكمة تورناي الابتدائية يوم 21 أكتوبر الماضي.
واعتبرت محامية الإمام الفرنسية لوسي سيمون -في تغريدة على تويتر- أن إبقاء موكلها في مركز مغلق بهدف ترحيله “فضيحة تامة”، معربة عن أملها في أن يكون موقف السلطة السياسية في هذه القضية معاكسا للقضاء.
واتهمت سيمون سلطات الهجرة البلجيكية بـ”الاتفاق مع المحكمة”، لكي يأخذ الملف مسارا إداريا.
وكانت السلطات البلجيكية أوقفت يوم 30 سبتمبر الماضي الإمام المغربي حسن إيكويسن الملاحق من قبل فرنسا، بسبب تصريحات له اعتُبرت “مخالفة لقيم الجمهورية”.
وتوارى الإمام عن الأنظار منذ قرار مجلس الدولة الفرنسي السماح بطرده نهاية أغسطس/آب الماضي، ثم صدرت مذكرة توقيف أوروبية بحقه بتهمة “التهرب من تنفيذ قرار الترحيل”.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان -نهاية يوليو/تموز الماضي- طرد أجهزة الاستخبارات لهذا الداعية. وجاء في المرسوم الذي وقعه الوزير تعليل القرار بصدور تصريحات عن إيكويسن “تحرض على الكراهية والتمييز، وتحمل رؤية عن الإسلام مخالفة لقيم الجمهورية”.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية اليومية، اعترف الإمام إيكويسن بأنه ربما تفوّه في الماضي “بتصريحات لم تكن في محلها، وببعض العبارات المضللة”.
وقال حينها “أنا مستعد لتقبل اللوم والمحاكمة. أنا على استعداد لأن تتم إدانتي، لأنه من المؤكد أنني قلت أشياء أدان عليها. ولكن طردي من المكان الذي ولدت فيه، حيث كنت أعيش دائما، بمنزلة اقتلاع شجرة من جذورها”.
بداية القصة
يذكر أن الإمام إيكويسن أثار جدلا أول مرة عام 2004، بسبب تصريحات عُدّت معادية للسامية، في خطاب ألقاه عن فلسطين، واعترف لاحقًا بأن “تعليقاته غير لائقة” واعتذر.
وظهر اسمه مجددا بانتظام في الصحافة والمناظرات العامة.
ويتابع 178 ألف مشارك قناته على منصة “يوتيوب” (YouTube) التي يلقي عبرها دروسًا وخطبًا عن الإسلام في الحياة اليومية، ويتناول فيها مواضيع الفقر والعنف وغيرها.
وإيكويسن وُلد في فرنسا، وقرر عندما بلغ سن الرشد ألا يطلب الجنسية الفرنسية، ويقول إنه تخلى عنها في سن الـ17 تحت تأثير والده ، ثم حاول استعادتها ولكن من دون جدوى، أما أولاده الخمسة وأحفاده الـ15 فهم فرنسيون ويقيمون شمالي فرنسا، حسب “الجزيرة”.