الكنبوري: جميل أن يخترع عالم الكهرباء ليضيئ لك بيتك لكن الأجمل أن يقودك عالم إلى الكهرباء الذي يضيئ لك قبرك
هوية بريس – عابد عبد المنعم
كتب د.إدريس الكنبوري أنه “بين الحين والآخر يثور جدل عقيم حول العلم؛ هل علماء الدين المسلمون علماء أم العلماء هم أولئك الذين اهتموا بالاختراعات؟”.
وأضاف الكاتب والروائي المغربي “وعندي أن الذين يطرحون هذه القضايا لديهم مشكل في الفهم؛ وغرضهم ليس الدفاع عن العلم؛ فهم لم يخترعوا شيئا؛ بل غرضهم التعريض بالإسلام؛ ولذلك تجدهم لا هم من هؤلاء ولا من هؤلاء؛ ولكن يركبون هؤلاء ليضربوا هؤلاء.
الغريب أن الذين يطرحون هذه الأمور هم أنفسهم الذين يمجدون فلاسفة الغرب؛ فهل الفلاسفة مخترعون أم أصحاب نظريات؟ هذا تناقض كبير يقعون فيه.
الأمر الثاني أنهم يقارنون الشافعي بكوبرنيك مثلا؛ وابن تيمية بنيوتن؛ هؤلاء فقهاء وأولئك مخترعون؛ لكن لماذا لا يقارنون الشافعي بابن الهيثم المخترع؛ وابن تيمية بالخوارزمي المخترع؟
السبب هو عقدتهم من الحضارة الإسلامية”.
وتابع الكنبوري في تدوينة على حسابه بالفيسبوك “لا يذكرون هؤلاء المخترعين المسلمين إلا في حالة واحدة؛ عندما يريدون أن يقولوا لك بأن الفقهاء كفروهم مثلا؛ فهم لا يذكرونهم إلا من أجل الطعن في الفقهاء؛ وهذا ليس منهج مثقفين بل منهج ضفادع”، مردفا “تجد هؤلاء يتمسحون بابن رشد؛ وهو لم يخترع شيئا؛ ويمجدون المعتزلة؛ ولم يكن فيهم مخترع”.
وكنت أتحدث إلى صديق أمس، يقول الكنبوري “فقلت له: هل هناك عاقل يتصور أن ابن رشد كان يمكن أن يكون قاضيا وفي قرطبة بالذات إذا كان هو ابن رشد الذي يتخيلونه؟ ألم يكن القاضي مجتهدا عند المسلمين ويقضي بالحدود؛ التي يرفضها هؤلاء؟ فكيف يدافعون عن ابن رشد الذي كان يحكم بالكتاب والسنة وهم يحاربون الكتاب والسنة؛ أم أنهم مجرد مجانين؟
وشدد الكنبوري في آخر تدوينته أنه “لا يوجد في الإسلام تمييز بين علم ديني وآخر دنيوي؛ ولا تفضيل لأحدهما على الآخر؛ وإذا كان هناك من تفضيل ولا بد فهو تفضيل الشافعي على أديسون؛ يمكن أن تعيش في الظلام دون كهرباء في الدنيا إذا كنت ستسير في النور في الآخرة. جميل أن يخترع عالم الكهرباء ليضيئ لك بيتك؛ ولكن الأجمل أن يقودك عالم إلى الكهرباء الذي يضيئ لك قبرك”.