نظمت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية – فرع شيشاوة ندوة علمية كللت أعمالها بالنجاح والتوفيق في موضوع: “تجديد التعليم الديني في المغرب: قضايا وإشكالات واقتراحات“، وذلك يوم الأحد 27 مارس 2016 بمعهد أم القرى للتعليم العتيق بشيشاوة.
وقد عرفت الندوة مشاركة ثلة من الباحثين والخبراء في قضايا التربية والتكوين وممارسين ومشرفين تربويين بالتعليم العتيق بأوراق بحثية أصيلة، وحضورًا وازنًا من لدن أساتذة مادة التربية الإسلامية والفاعلين في قطاع التعليم العتيق وشركاء المنظومة، وأنتجت أفكاراً وتوصيات وحلولاً ناجعة ومداخل للإصلاح موفقة.
تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، وكلمة المجلس العلمي المحلي، وكلمة المكتب الوطني للجمعية، بالإضافة إلى كلمة المكتب المحلي، وأكدت جميعها على أهمية هذا اللقاء العلمي في بلورة اقتراحات وتوصيات لتجديد التعليم الديني بالمغرب.
وتوزعت الندوة بين جلستين علميتين وأربع ورشات اقتراحية، أما الجلسة الأولى كانت في ثلاث مداخلات: الأولى للدكتور د. محمد المسكيني تطرق فيها لموضوع: “كرونولوجيا إصلاح منهاج التربية الإسلامية بالمغرب: الإصلاح المنشود“، عرض فيه مختلف المراحل التي مرت منها مادة التربية الإسلامية، وبعض النماذج الإصلاحية في التراث التربوي الإسلامي، ليخلص إلى مجموعة من الاستنتاجات والمؤاخذات على سيرورة الإصلاح، منها أن الإصلاحات الفوقية المتوالية لم تستطع تغيير الممارسة اليومية داخل الفصول الدراسية.
واقترح مجموعة من المداخل لإصلاح منهاج مادة التربية الإسلامية، منها مدخل البحث التربوي وضرورة قيام الإصلاح على تشخيص دقيق وعلى بحوث تربوية وميدانية، وجعل مسؤولية ترسيخ القيم إلى المدرسة عموما بكل أطرها مؤكدا على أهمية تجديد التخصص الشرعي في الجامعات وعلى مأسسة العمل الجماعي بين المدرسين، وإعادة إنتاج كتب مدرسية بمنطق الكفايات.
أما المداخلة الثانية فكانت للدكتور طارق الفاطمي، تناول فيها موضوع: “إصلاح مناهج التربية الدينية في المغرب بين مطلب التعديل وانتظارات المجتمع“، وهي ملخص لدراسة تحليلية قام بها الباحث هدفها تحديد حاجيات المجتمع وتمثلاته حول مضامين التعليم الديني بالمغرب، مع بلورة اقتراحات الفاعلين والمتدخلين الميدانيين ليركزها في خمسة أقطاب: أما الأول فتجديد الخطاب الديني بما يخدم مقاصده ويسمح بمواجهة التحديات وكسب الرهانات، والثاني الحسم في مرجعيات إصلاح التعليم الديني بالمغرب، والثالث أن إصلاح مناهج التربية الدينية جزء من إصلاح شامل في المنهاج الدراسي المغربي، والرابع أن إعادة بناء المضامين العلمية المقترحة للتدريس بما يكسب المتعلم الشخصية المتوازنة فكراً وعقيدة وسلوكاً، والخامس إصلاح المقاربات المنهجية في تدريس التربية الدينية والعلوم الشرعية.
وختمت الجلسة الأولى بمداخلة للأستاذ كمال وجاد ركز فيها على مداخل التطوير وسبل التنزيل في منهاج التربية الإسلامية. بحيث ثمن ما حققته المادة من مكاسب، مشددا على أن الإصلاح ينبغي أن يتم بإشراك أول المعنيين وهم الأساتذة وعلى أن عملية إصلاح منهاج التربية الإسلامية لا ينبغي أن تنفصل عن مراجعة كل المناهج الأخرى نظرا للعلاقة التكاملية فيما بينها.
وبعد استراحة عرضت فيها حقيبة إلكترونية من إنجاز ذ. إبراهيم أيت باخة تضم موارد رقمية لمادة التربية الإسلامية، تم الانتقال إلى الجلسة الثانية حول التعليم العتيق، وتضمنت مداخلتين: الأولى للفقيه محمد نيت عبد الله، عرض فيها قراءة في إصلاحات التعليم العتيق، ومن جهته قدم الدكتور عادل فائز عرضا حول تدريس مواد التعليم العتيق بين التنظير والتنزيل، عرض فيها أهم الإشكالات التي تحد من جودة التعليم العتيق ومخرجاته، مقترحاً تبني المقاربات البيداغوجية المعاصرة في تدريس مواد التعليم العتيق بما يناسب طبيعتها ويحقق أهدافها.
وفي الحصة المسائية تم الاشتغال في ورشات أربع على المضامين والقيم في منهاج التربية الإسلامية، وعلى المقاربات البيداغوجية الأنسب للمادة، وعلى التقويم وإشكالية تقويم القيم. بالإضافة إلى ورشة التعليم العتيق.