تندوف.. كيف جعلتها فرنسا نقطة ملتبسة (5/5) الكيدورسي يستأثر بتندوف والصحراء!!!
هوية بريس – ذ.إدريس كرم
ملخص:
لما كان الصراع على الصحراء الغربية، لم يحسب بين الوزارات الفرنسية الثلاث، التي تملك قوات على الأرض المحيطة بها، وهي: الداخلية والخارجية والمستعمرات، حيث أصرت الخارجية، الممثلة بمقيم عام في المغرب الذي تلزمه اتفاقات دولية، بالحفاظ على أراضي الإمبراطورية الشريفة، وضمنها امتدادها الصحراوي، لغاية حدودها مع إفريقيا الفرنسية الغربية، المدارة من قبل وزارة المستعمرات، التي رفضت مشاركة قوات الداخلية بالجزائر، في عمليات تهدئة الصحراء المتاخمة لها.
ورغبة من قوات الداخلية الممثلة في الفيلق 19 المعسكر بالجزائر، التوسع نحوالغرب والجنوب الغربي، على حساب الحماية، -أي المغرب-، فكانت تندوف النقطة التي تركز حولها النقاش بين الممثلين العسكريين لتلك الوزارات، فاقترح الكيدورسي ترك الموضوع له، يدبره حسب المصلحة الفرنسية العليا، فكان التدبير، أن حوَّل تندوف لباب، يغلق جنوب المغرب بقفل، يتحكم في إدارته حسب الحاجة، تحت إدارة الجزائر، وحماية المغرب، تنفيذا لرأي وزير الحرب المرشال بينان، بأنه لا يمكن الذهاب لتهدئة الصحراء في غياب المغرب.
وبذلك تكون الصحراء مغربية، والاستفادة فرنسية، وهو التباس يفرض على فرنسا فتح الباب الذي أغلقته منذ 1934.
كلمات دالة:
مجلس ما بين الوزارات، -تعريف جديد للحدود المغربية الجزائرية، -تأسيس قاعدة تهدئة الصحراء على المغرب، -احتلال تندوف باسم فرنسا -مستقبل الحدود المغربية الجزائرية، -سيبقى موقوفا، -توفير ممر نحو الجنوب في اتجاه موريطانيا، متاحا للتنقل، -الجزائر حاملة للراية الفرنسية، -اتفاقية نيامي للحدود، -طريق الجنوب يوجد سياديا في يد المغرب. -الجنرالات: جيرو، هوري، جورج، المرشال بيتان.
الـــنـــــص:
….في 1933/4/6 عقد وزير الحرب مجلسا ما بين الوزارات، في مكتب رئيس الأمانة العامة للدفاع الوطني، كان موضوعه، تنسيق جميع المسائل المشتركة بين الوزارات، المتعلقة بالدفاع الوطني، هدفه، ووظيفته، إبعاد كل ما يعرقل، تحقيق المصالح العليا، لبلدنا فرنسا عن التفكير.
من هذا الإجتماع المنعقد في قلب باريس، كان مصير تندوف متوقفا، على الخروج بتعريف جديد، للحدود الجزائرية المغربية.
في بداية الجلسة، قرئت رسالة، تبين النتائج التي توصل إليها رئيس المجلس ووزير الحرب، بعد دفاع مختلف الوزراء المعنيين، عن آرائهم، لمدة ثلاثة أشهر؛ أظهر (إدوارد دلاديير) نفسه حساسية تجاه “مصالح فرنسا”.
“لا يجب أن يخضع التنظيم المستقبلي، بأي حال من الأحوال، للتنظيم الإداري، لأن المصلحة الوطنية بالطبع تقتضي التقليص من الأراضي، الموضوعة تحت الحماية، للحد الأدنى، المتوافق مع المعاهدات، بحيث يمكن تمدد ممتلكاتنا الجزائرية نحو الغرب”.
كانت تلك نقطة في صالح الجزائر، بيد أنه أضاف “لكن لأسباب استراتيجية، فإن العمليات السياسية والعسكرية لتهدئة الصحراء العاصية، يجب تأسيس قاعدتها على المغرب” وهي نقطة لصالح المغرب، تبقى تندوف!! أشار رئيس المجلس بوضوح، بأن العناصر الجزائرية المتقدمة، يجب أن تكون في ناحية تندوف، وعين عبد المالك، واختتم:
“بمجرد انتهاء مرحلة التهدئة، يجب مراعاة الاعتبارات الوطنية المذكورة أعلاه، ومنح الجزائر السيادة الكاملة على أراضيها الصحراوية، التي سيتم إدخالها بشكل مؤقت، في قيادة الحدود الجزائرية المغربية
مرجع:…………………….A.N.A.O.M. 8 H 40;
مراسلة رئيس المجلس، وزير الحرب (إدوار دلاديير) للكاتب العام للدفاع الوطني، بتاريخ 1933/4/4 حول إعادة تنظيم الإدارة العسكرية C.M للحدود الجزائرية المغربية).
بالنسبة لـ(دلاديير) منح تندوف للجزائر لا شك فيه، قد وجد في مذكرة بمراسلاته؛ مذكرة بعث بها للفيلق 19 بالجزائر توافق على ذلك:
“ترك المغرب في القيادة خلال الفترة الإنتقالية، لمنع أي اعتراض ينال الحكومة، التي ثبتت مسبقا الحدود النهائية بين المغرب والجزائر، وحددت فقط الخطوة الأولى للإجراءات المحددة، التي سيتم اتخاذها بشكل مشترك في الزمان والمكان، بإقامة جبهة جنوب المغرب، وتنظيم قاعدة جزائرية ثابتة في تندوف”
مرجع:……………………..(A.N.A.M. 8 H 40:
بيان للفيلق 19 بتوقيع الجنرال (جورج) سلمت للحاكم العام للجزائر G.G.A. في 1933/3/24 في موضوع تهدئة الصحراء الغربية).
خلال الإجتماع (ديسان كوينتين) ممثل الكيدورسي، عرف قناعة بأنه لا يمكن تثبيت رسم حدود، بين الجزائر والمغرب، فبقيت مسألة الحدود محجوزة، لكن يجب انجاح احتلال تندوف، باسم فرنسا، من قبل الجزائر، للتعامل معها كأنها نقطة في التراب الجزائري.
احتفظت المحمية بالقيادة الجديدة للحدود المغربية الجزائرية، وتم الإعتراف بدورها العسكري والسياسي في تهدئة الصحراء الغربية، وبقيت القيادة في التراب المغربي.
مسألة الحدود لم تسو فوريا، فبقي مستقبلها موقوفا، وبقي ممرا نحو الجنوب، في اتجاه موريطانيا، متاحا للتنقل كما كان دائما، بالرغم من الوعد القوي، لإضفاء الصبغة الجزائرية على تندوف.
فشلت فكرة الجزائر، في إيجاد قيادة واحدة مستقلة بقيادتها، ولحد ما تأثيرها، لكنها حصلت على ضمانات لتمددها غربا، وفقا لاتفاقية (نيامي).
قوات احتياطي A.O.F. في كلون موريطانيا، تحملت وطأة المقاومة الصحراوية، ولم تسمح للجزائر بوضع قوات الحدود الجزائرية الموريطانية مكانها.
استفاد المغرب من تكتيك (عسكري) للوضع، وأكدت الجزائر دورها بصفتها حاملة الراية الوطنية الفرنسية، المستفيدة من التقدير(السياسي) ولكن سياسة دفاع عسكري.
كل هذا قيل، لكن ما يزال عليه أن يكتب رسميا، صادق اجتماع 1933/6/6 على مشروع يتعلق بالحدود الجزائرية المغربية الجديدة، التي أصبحت قضية مواجهة وصراع، فكان من الضروري التأكد مجددا، من أن المبادئ المكتسبة، ستكون محددة، بشكل جيد في المرسوم النهائي.
ابتداء من شهر ماي، شعر الحاكم العام للجزائر بقلق، بعدما لم يشر مشروع المرسوم، ولم يذكر، لا في عرضه الدوافع، ولا في السياق، ولا في التعليمات التطبيقية، لمجال السلطة المغربية المحددة، بوادي درعة.
تندوف المعينة بالاسم على أنها ضمن التراب الجزائري أو حتى اتفاقية نيامي في 1909/6/20 والعديد من النقط الأخرى؛ لم ترد في
مرجع:………………………….(A.N.A.O.M. 8 H 40
مراسلة الحاكم العام للجزائر G.G.A لرئيس المجلس الحربي، بتاريخ 1933/5/24).
النسخة الأولى من المرسوم الصادر في 1933/8/5.
مما يدل على السأم من هذا النقاش، واضطر للتقدم، الوزراء وقعوا في أول استحقاق لمرسوم صادر في 1933/6/20 ولم يدخل حيز التنفيذ حتى تاريخ حدد لاحقا.
على أي حال بعد اكتمال “تهدئة” الناحية، أتوا لتجربة السلطة، لكن الحكومة لم تقدر على فقدان ماء الوجه بتعديل فوري لمرسوم قد أصدرته للتَّوِ؛ لذلك تركزت المعركة على صياغة التعليمات الوزارية، لتنفيذ مرسوم الخامس من غشت، كانت الحيازة الجديدة أمام استشارة كل واحد، ليضبط بوضوح، مجمل المنطقة التي سيتم فيها إنشاء حدود جديدة.
الحماية دفعت من جديد بنقاط قوتها، أكدير، وتزنيت كقاعدة للحدود، في موضع الأراضي الداخلة في الحدود، لم يتم تنشيط غزو تلك القوات، الإقامة العامة بقيت عند التوقعات، المكاتب التي سبق إنشاؤها فقط في {(باني) تيسينت، طاطا، أقا}.
تم تحديدها بوضوح، بالنسبة للباقي المتعلق بمشروع مراكز، في إطار التهييئ، الذي كان متوقفا على تهدئة الأطلس الصغير، ولذلك ظلت حالة تندوف ومنطقتها غير واضحة، بسبب إغفال طوعي غامض؛بحثت الإقامة العامة بالخصوص في هذه اللحظة لتعزيز صلاحيات قيادة الحدود على أفضل وجه ممكن، بدا من المناسب التأكيد في التعليمات التطبيقية على:
“وحدة المشكلة الصحراوية من أي جانب يقترب منها، موريطانيا، الجزائر، المغرب، وتحت أي جانب يتم النظر فيه: اقتصاديا وسياسيا، وعسكريا، سيكون دور قائد الحدود، هو مركزة جميع المعلومات التي تحدد مجموعات الصحراء الغربية، وإعداد التوجيهات السياسية، والإقتصادية، التي من المستحسن تطبيقها على اتصالاتهم” وذلك بموافقة المقيم العام لفرنسا بالمغرب، الذي سيبلغ بنفسه الحاكم العام لــA.O.F… ما عدا تلك الخاصة بالجزائر.
مرجع:……………………………(A.N.A.O.M. 8 H 40
مراسلة الوزير المفوض ممثل الإقامة العامة الفرنسية بالمغرب (إيربان بلان) موجهة لرئيس المجلس وزير الحرب الرباط في 1933/10/6 في موضوع قيادة الحدود الجزائرية المغربية C.A.M).
من الواضح أثناء محاولة الجزائر أن تكون لها اليد العليا على جميع سكان الصحراء الغربية، كانت المحمية تحاول سرا، إخراج الجزائر من الإدارة المستقبلية للإقليم، بالطبع كانت الجزائر سريعة الرد، أخيرا أخذ النص النهائي التعليمات المشتركة بين الوزارات، وجهة نظره في الإعتبار إلى حد كبير، باعتراف الجميع، لم يتم الإعتراف بسيادة الجزائر على الأراضي الصحراوية الواقعة جنوب وادي درعة، ولكن تم تحديد أن “جميع المهام التي يتعين القيام بها” ستكون “باسم فرنسا” أخير وقبل كل شيء أضافت التعليمات:
هذا التنظيم الإقليمي لا يغير أبدا، الحدود بين الجزائر لــA.O.F كما تم تحديدها بموجب اتفاقية نيامي، المنعقدة في القرن العشرين، ولا تؤثر بأي حال من الأحوال على الحدود الجزائرية المغربية، التي يظل تحديدها بالكامل احتياطيا”.
طريق الجنوب مغلق سياديا من قبل المغرب، لأن الحدود الجزائرية مع إفريقا الفرنسية الغربية A.O.F. ألحقت بالحدود الشرقية للصحراء الإسبانية، جنوب تندوف، هناك حدود معينة، إلى الشمال، هناك حدود محمية، بحكم طبيعة حاجزها (الحاجز) يمكن أيضا أن ينثني ليجعل الواحة داخل التراب المغربي، الصبغة (المغربية) لتندوف تتوقف على وظيفتها، مع مراعاة العقبة التي شكلتها الحيازة الإسبانية، طريق الجنوب بالنسبة للمغرب يمر عبر منعطف إجباري عبر تندوف؛ الوظيفة (المغربية) لتندوف تتمثل في كونها محطة نحو الصحراء، ومنها نحو إفريقيا، بيد أن مصير هذا الممر كان قد حسم بالفعل، تندوف (المغربية) كانت بالفعل منفذا بدون أفق،، تندوف (الجزائرية) مرصد شامل، منذ اجتماع 1933/4/6 حيث تم إلقاء النرد، وكان احتلال الواحة ليس فقط سوى طلقة البارود الشرفية، وآخر خشخشة للحساسيات العسكرية.
رجلان يرمزان في النهاية للمواجهة بين المحمية المستعمرة: الجنرال (جيرو)، قائد الحدود الجزائرية المغربية منذ 1930 مكلف من قبل الجنرال (هوري) القائد الأعلى للقوات المغربية المكلفة بــ”تهدئة”.
الأطلس الصغير، الجنرال جيرو “المغربي” كان كمساعد للكلونيل ترانكيت “الجزائري” كمندار منطقة عين الصفراء، وكمندار مستقبلي، بشكل غير سمي للحدود الجديدة.
في ربيع 1934 تبين أن تقدم قوات الجنرال (جيرو) كان أسهل مما كان متوقعا، فلماذا لايتوجه لتندوف؟ التي اقترح الفيلق 19 الجزائري احتلالها قبل بضعة أشهر، لدعم “التهدئة” المغربية، الجنرال (هوري) طلب في 11 مارس من المقيم العام الحصول على إذن الحكومة بذلك، جاءه الإذن في 18 مارس، ولاعتبارت عسكرية واضحة، كان من الضروري اغتنام الفرصة، ولكن لمزيد من الاعتبارات السياسية، كان من الضروري أيضا إزالة أي غموض حول غزو تندوف، من أجل الحفاظ على حقوق الجزائر، وفي نفس اليوم، ذهب المقيم العام بالمغرب نفسه.
مرجع:……………(راجع الزيارة Bull…….de l afrique francaise 1933/4 p.221
إلى بوزاكارن، لتكريم القوات، وبدأ حديثه على النحو التالي “باسم الحكومة الفرنسية في هذا اليوم، بعد عشرين عاما من الجهد والتضحية، تم تهدئة المغرب بصفة كاملة” انتهت التهدئة المغربية، وجاءت برقية المرشال بيتان وزير الحرب، لتعزيز إعلان المقيم، بأقا، في 20 مارس، كان على الجنرال (هوري) أيضا أن يحيـي استكمال مشروع التهدئة المغربية أمام رجاله.
مرجع:………………………(A.N.A.O.M. 8 H 40
مراسلة للحاكم العام للجزائر من قبل وزير الحرب بتاريخ 1934/3/24).
في نفس اليوم “مجموعة عمليات الشرق” تم حلها لأنها إحدثت من أجل العمل في المغرب، ضمن عمليات التهدئة في الأطلس الصغير، وبما أن عملية التهدئت انتهت، ولم تشارك فيها، تم حلها وإعادة تكوينها تحت إسم “مجموعة تندوف المتنقلة” تحت إمرة الجنرال (جيرو) نظريا، ولكنها في الواقع سلمت لقيادة من هو أدنى ترتيبا منه وهو الكلونيل (اترينكيت) الذي قادها لغاية تندوف، ليحتلها باسم فرنسا والجزائر في 1934/3/31 على الساعة 11 ولتكون تندوف أخر واحة، وآخرغزوة وقعت للتو.
بعد احتلال تندوف أمكن أن يبدأ في كل إفريقيا الفرنسية، “سلام فرنسي” هذه الساعة الأخيرة من المجد لم تكن بالكامل مشادا بها، على الشكل التقليدي العسكري الرفيع ؛ بحيث سكبت الشمبانيا في فيافي الصحراء، وفي نقطة (كيردنا) بموريطانيا يوم 7 أبريل بين مفرزة الكلونيل (اترينكيت) المنطلق من تندوف، ومجموعة رحل موريطانيين، قدموا من كدية إدجيل.
الجنرال (جيرو) “المغربي” ليس هو من احتل تيندوف، الكولونيل اترينكيت “الجزائري” لا يمكن أن يكون المنتصر، سمح الشعور بالإنضباط، بتجاوز شعور المرارة.
أبلغ الجنرال (جيرو) حسب العرف العسكري، زميله في الفيلق 19 الجزائري، بأنه نصب حامية مركز تندوف بمساعدة القوات الجزائرية.
الحاكم العام للجزائر أراد أن يجيبه، لكن بعد محو كثير من رسالة مؤكدة يصعب جدا تحويلها، فقرر إرجاء إرسالها بحجة أن الجنرال (جيرو) خاطب السلطة العسكرية، ولم يخاطبه مباشرة، في 10 أبريل، ودع الجنرال (جيرو) تندوف، وفي الغد تولى الكولونيل (اترينكيت) رسميا قيادة (المجموعة المتنقلة لتندوف) ويوم 13 عين رسميا مسؤولا عن القيادة العسكرية للحدود الجيدة المغربية الجزائرية، اعتبارا من فاتح ماي 1934.
لم يعد الكولونيل (اترينكيت) لتندوف إلا بعدما طلب من الحاكم العام للجزائر أن يسعى لربط الحدود الجديدة بالجزائر.
مرجع:…………………………..(A.N.A.O.M. 8 H 40
مراسلة وزير الحرب للحاكم العام للجزائرG.G.A بتاريخ 1934/3/24 في موضوع الحدود المغربية الجزائرية).
فأجابه المرشال (بيتان) وزير الحرب، بأننا لا نستطيع ترك المغرب على هامش العمل الصحراوي، ولاحظ أيضا بأن وضع جزء من الأراضي الشريفة تحت سلطة الحاكم العام للجزائر G.G.A، لا يخلو من عيوب، “سيكون من الصعب علينا الدفاع عن أنفسنا ضد الوطنيين المغاربة، دائما نتدرع بالإشتباه فينا، بأننا نريد تحويل الحماية إلى ضَمٍّ” صار الإهتمام قليلا بإحياء محادثات لشهور طويلة، أصر المرشال بينان على الطبيعة الموقتة للغاية للوضع، مضيفا أنه “لا يجب تعقيد مهمة السلطان، لأنها ترجع بالضرر على هيبته”.
حاكم الجزائر صاح متعجبا “لم يخطر ببال أي شخص أن هيبة فرنسا قد تتضاءل، بسبب إلحاق جزء عادي من المغرب، بإقليم فرنسي
مرجع:……………….(A.N.A.O.M. 8 H 40
مراسلة وزير الحرب بيتان للحاكم العام للجزائر G.G.A
بتاريخ 1934/4/25 في موضوع الحدود الجزائرية المغربية).
أصبح المؤقت دائما، فمن 1934 والجزائر تجدد بلا توقف، رغبتها عبثا في إلغاء الحدود الجزائرية المغربية،، حرصت المحمية على الإحتفاظ بتنظيم يسمح لها بالتدخل لغاية أدْرَارْ موريطانيا، لم تشعر أي حكومة في باريس بقلبها ينبض، أو بقواتها ترغب، في إعادة إحياء مناقشة مضنية، وفتح الملف الفرنكو-فرنسي من جديد لإقامة حود جزائرية مغربية، الصحراء الغربية مَصْيَدة محروسة، مشتقة من زواج قربى، ومن تطوير علاقة محرمة، الحدود الجزائرية المغربية، بدا وكأنها فضاء متحول، بخط منقط لأرض مكتملة.
تندوف لن تكون أبدا مركزا للسيطرة على الأراضي الحدودية، لكنها بقيت النقطة المركزية لميكانيزم مجهود تلفيقي من قبل فرنسا، من جهة، ومن جهة أُخرى وسَمُوها بــ(جزائرية) لتصبح مفتاح الباب الذي يغلق جنوب المغرب، دون الحاجة لقول ذلك، أو على الأقل، دون الحاجة لتأكيده، من خلال تخطيط دقيق للحدود.
ولأن الباب الجنوبي للمغرب سيتمُّ إقفاله، ارتأت باريس فتح نافذة واسعة جنوب المحمية يؤدي لموريطانيا، عهدت بحمايتها، لقوات حدود موثوق.
ولذلك يمكننا القول: بأن فرنسا أضافت بفنِّية، مُراوغة ملتبسة، يفهم منها بكيفية أو أخرى، تعطيل وعرقلة الترتيب الذي سلف، وذلك بإدارة مفتاح قفل الباب لإغلاقه، ولتقوية الإغلاق، يدار المفتاح مرتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنظر البحث في مجلة:
revue des mondes musulmans et de la mediterranee/1986/41-42/pp.119-135
تحت عنوان: Tindouf,un point d,equivoque(1912-1934)
لصاحبه: Olivier Vergniot.