القناة الثانية (2M) تدق ناقوس الخطر.. فهل من حكيم متألم غيور متظلم؟!!!
هوية بريس – ذ.محمد بوقنطار
يا قومنا أجيبوا داعيات الشر، فها هي الممنوعة من متسنى ومتاح الزواج في سن السابعة عشرة، قد أناخت مطايا العنوسة على مشارف إنهاء عقدها الرابع، تلعن القوانين، وتسب اللواتي رموها في جب الترك والنسيان، ثم جئن أباهن عشاء يبكين، وياليت البكاء ينفع كما الندم، وقد مر قطار الحياة من هاهنا مستدبرا وراءه ليالي وأياما خوالي، لا يعدن ولا يرجعن أبدا…
حتى إذا فار تنور المأساة، طفق أحد صحفيي القناة الثانية مشيرا في إحدى النشرات الإخبارية، على مضض وكُلفة، إلى أن رقم العنوسة في صفوف البالغات المغربيات قد لامس سقف الثماني مليون، وهو رقم مخيف مرعب، يحكي مأساة من كان الأجداد يضربون لها المثال في مقام الترغيب والتحضيض فيقولون:”ظل رجل ولا ظل حيطة” يا بنيّتي…
نعم مأساة وكارثة أن تصل الأسرة المغربية إلى هذا العوز والخصاص والعزوف، المنذور بالإفلاس والبوار ولو بعد حين.
مأساة رغم أننا نعلم أن في صفوف ومن بين هذه النسوة العانسات رقم لابأس به من المستقلات بذمتهن المالية، بحكم وظيفتهن أو عملهن المذر لما يغني عن الحاجة، ويجعل أيديهن عليا، مستغنية في خصومة طافحة مشبعة بالفصام النكد الذي أدخل المرأة في أتون الاستعداء والمجافاة المتبادلة بينها وبين الرجل، حتى صار ذلك الشقيق إلى متسلط عدو، لا يرقب في وجود شقيقته إلّا ولا ذمة، وصُوِّرت القوامة على أنها سيف غادر قد سُلِّط على جيد المرأة، ذلك المخلوق الضعيف المهضوم الحقوق، كما هي الشعارات المرفوعة هنا وهناك وهنالك، من طرف فصيل نسائي حقوقي شاذ، مافتئ شحيجهن يتعالى صداه في الأفق، ويصنع تباكيه قواعد المظلومية في وجدان البراءة الفطرية لدى القوارير المغرر بهن…
إنه رقم يحكي بالصوت والصورة والرائحة فشل هذا الكدح الحقوقي النسائي المقيت، وتهافت سراب انتصاراته المحرزة زيفا وكذبا، ومراجعاته المتداعية على بقايا أطلال مدوّنة الأسرة، إنه كدح بعيد كل البعد عن الهموم والمعاناة الحقيقية للنساء المعنفات على الحق والصدق.
إنه كدح يلغي من أجندته المدخونة النوء بهذا الحمل الثقيل، بل يتغافل عن وباله في مكر ساذج، وكيد نائج، ويصرف تباكيه المنغوم، ونوحه الملحون، نحو تنزيل مشاريع زائفة، وحقوق حائفة، لا يغني وجودها من عدمه شيئا.
ه لرقم مهول، مفزع المقال، فهل من مذّكر؟؟؟
إنه لرقم مخيف، مرعب الحال، فهل من معتبر؟؟؟
إنه لرقم أسيف، كارثي المآل، فهل من مستبصر؟؟؟
آه، لقد كدت أنسى أن هذا الرقم الضارب في الضخامة المُفلسة، لا تدخل في صميم رصيده الكارثي، محصيات الطلاق، فتلك مأساة أخرى، تحتاج إلى صيحة نذير…
“فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد”.