نظم بحر الأسبوع الماضي بإسطنبول الملتقى الشباب الأول لمجلة البيان والذي حمل عنوان “بناء الأفكار“، واستمر طيلة ثلاثة أيام الخميس الجمعة السبت 14-15-16 أبريل 2016.
وحسب مجلة البيان فملتقى البيان للشباب هو ملتقى فكري يشارك فيه شريحة كبيرة من الشباب المميز من دول إسلامية متعددة. عُرفت في محيطها بالنشاط والتميز والاجتهاد، يجمعها هم رسالي مشترك، مشاهدة أسمائها تبعث في النفس الفأل بملتقى نوعي مميز، نرجو من خلال هذا الملتقى الشبابي المميز أن نحقق رسالة هذا الملتقى وأهدافه، والتي تتمحور حول:
– تعميق الوعي الفكري بالقضايا المعاصرة.
– تحقيق التواصل الإيجابي الفعال بين الكفاءات الشبابية ذات الاهتمام المشترك.
– خلق مناخ ثقافي حي مشبع بالحوار الإيجابي، تتلاقح فيه الأفكار، وتتمدد من خلالها التجارب والخبرات المختلفة.
سبق اليوم الأول من المؤتمر أمسية للتعارف بين المشاركين، الذين تعددت بلدانهم وأمصارهم، من مختلف دول العالم الإسلامي، محاضرين ومشاركين، وقد تجاوز عددهم 150.
ابتدأت الجلسة الافتتاحية لليوم الأول بتلاوة طيبة لآيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة للمدير العلمي للملتقى د. فهد العجلان، ثم كلمة لأحد المشاركين باسم جميع إخوانه.
ثم انطلقت مداخلاتها تحت محور “سمات المنهج ومعالمه الرئيسية“، عرفت مشاركة د. عبد الله وكيل الشيخ، وتمحورت مداخلته حول:
– ضرورة سلامة المنهج.
– أثر سلامة المنهج في تكوين الرؤى وتبعات اختلاله.
– المعالم المنهجية.
– تحديات معاصرة.
ثم مداخلة للدكتور عبد الحي يوسف بعنوان: “المعالم الدعوية“.
وكانت آخر مداخلة في الجلسة الافتتاحية بعنوان: “المعالم التربوية“، للدكتور محمد الدويش.
وأما الجلسة الأولى التي عنون محورها بـ”الأفكار البديلة والمعدلة“، فكانت أول مداخلة فيها للدكتور صالح الحسّاب الغامدي بعنوان: “من يقود حرب الأفكار؟“، ذكر فيها الدلائل والمؤشرات على وجود جهات محددة تتحرك بحسب استراتيجية حرب الأفكار، منها الجهات الخارجية، وتضم الحكومات الغربية، ومراكز الفكر ووسائل الإعلام والكنيسة، والجهات الداخلية وتضم الحكومات والإعلام والمنابر الثقافية والنخبة المثقفة.
والمداخلة الثانية للدكتور محمد يسري كانت بعنوان: “استراتيجية الأفكار البديلة والمعدلة“، وتناولت مفهوم الأفكار البديلة والمعدلة، ومتى بدأت محاولات تبديل-تعديل هذه المذاهب الفكرية بالإسلام؟ وما هو النجاح الذي تحقق في هذا السياق؟ وهل نجح المسلمون في مقاومة هاتين الاستراتيجيتين؟ وتحليل مقارن بين تأثير الاستراتيجيتين.
والمداخلة الثالثة للدكتور بشير زين العابدين كانت بعنوان: “الحرب الفكرية على السلفية نموذجا“، وتناولت الحديث عن الجهات الفاعلة، وتضم مراكز الفكر الغربية ومؤسسات دعم الديمقراطية والمنظومات الحقوقية وشبكات التصوف السياسي واللوبي الصهيوني واللوبي الإيراني؛ بالإضافة إلى الحديث عن الأدوات المستخدمة في الحرب الفكرية على السلفية، وتضم الندوات والمؤتمرات والبحوث والدراسات والصحافة العالمية والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي؛ ومحاولات التعديل والتبديل ومنها التنوير والتصوف والتشيع.
وفي الجلسة الثانية التي كان محورها بعنوان: “مواجهة الأفكار“، ابتدأها الباحث في السياسة ذ. أحمد فهمي بمداخلة بعنوان: “كيف تتغير الأفكار؟“، تساءل فيها، عن ما هي الأدوات المستخدمة في حرب الأفكار؟ وتحدث عن اختراق المنابر الثقافية، وتوظيف النخب المثقفة والدينية، وتوظيف الأطر القانونية، وتحديد تجربة أو نموذج لتغيير الأفكار لأحد العناصر الثلاث السابقة، واستعراض آلية تغيير الأفكار من خلالها، وما هي الأدوات والأساليب الأكثر خطورة وتأثيرا في تغيير الأفكار؟
وأما د. سلطان العميري، ففي مداخلته المعنونة بـ”استراتيجية مواجهة الأفكار“، فتحدث عن ضرورة المواجهة الفكرية ومقدماتها، ومساراتها، وقوانينها.
وتناول د. وليد الهويريني في مداخلته المعنونة بـ”الموقف من المخالفين فكريا“، مفهوم المخالف فكريا وأنواع الخلاف ومراتب المخالفين وطريقة التعامل مع الخلاف الفكري وترشيده.
وفي الجلسة الثالثة التي كان محورها بعنوان: “بناء المشروع الفكري“، بدأت بمداخلة للدكتور فهد العجلان، بعنوان: “صناعة المفكر“، تناولت مواضيع بين مضامين الفكر وأدوات التفكير، والأدوات والعوامل المهيئة لصناعة المفكر، وصفات المفكر ومؤهلاته، زيادة على الحديث عن أهمية الجانب المعرفي عند المفكر والجانب العقلي والجانب السلوكي.
ثم تحدث الدكتور محمد الشريم في مداخلته المعنونة بـ”صناعة الأفكار“، عن صناعة الأفكار وتطويرها وتنفيذها وتقويمها وتكاملها وموقعها من المشروع الفكري.
وأما د. مالك الأحمد فعن “تسويق الأفكار“، تحدث عن المبادئ الأساسية في تسويق الأفكار، وأهم الاستراتيجيات المستخدمة، في التخطيط لتسويق الأفكار، وأنواع الرسائل التسويقية، وأساليب الإقناع والاستمالة، والتهديد والتخويف والتحفيز.
وفي مساء اليوم الأول نظم لقاء حواري عن مشكلة الغلو، قدمه كل من:
– د. فهد العجلان.
– د. محمد عبد الكريم.
– د. وليد الهويريني.
وكان البرنامج في اليوم الثاني، عبارة عن دورات في البناء والتأصيل المعرفي، الدورة الأولى في الوعي الشرعي، تم تناولها من طرف د. عبد الله العجيري من خلال العناصر التالية:
– مدخل
– الوعي أساس البناء الفكري.
– تاريخ العلوم الإسلامية وعقلانية بنائها.
– تكامل العلوم الإسلامية.
– منجزات العلوم الإسلامية وفاعليتها.
– القراءات الناقضة للعلوم الإسلامية وتقويمها (المستشرقون، الحداثيون).
والدورة التدريبية الثانية في تأسيس الوعي المعاصر، من تأطير أ. أحمد فهمي فتناولت مقدمة في علم السياسة، ومستويات التحليل السياسي، والقواعد الأساسية للتعامل مع الظواهر السياسية، وتدريبات على:
أولا: القراءة السياسية وتحليل المضمون.
ثانيا: كتابة التحليل السياسي.
وفي أمسية اليوم الثاني كان المشاركون في لقاء مفتوح مع الباحث التركي محمد زاهد غل، تحدث في بدايته عن تجربة الحركات الإسلامية في تركيا والعمل السياسي؛ مشروع نجم الدين أربكان وحزب العدالة والتنمية نموذجا، كما أشار إلى تاريخ انبعاث مظاهر الإسلام في تركيا، بعد فترة العلمنة الشاملة التي قادها مصطفى أتاتورك، ثم فتح المجال بعد ذلك لأسئلة المشاركين، التي أجاب عنها الباحث بكل أريحية وجرأة.
وفي اليوم الثالث من أيام مؤتمر “بناء الأفكار“، ففي دورة بناء الوعي الفكري، تناول د. إدريس نغش الجابري قراءة الأفكار وتصورها، وربطها بأصولها، وتحليلها وتفكيكها، نقصها وتقويمها.
وعرفت ورشة (المشاريع الفكرية)، التي كانت من تأطير د. حسن الأسمري، تسليط الضوء على:
– خارطة المشاريع الفكرية (الإسلامية).
– خارطة المشاريع الفكرية (الحداثية).
– طريقة التعامل مع هذه المشاريع وتلقيها.
– أوجه الإفادة من هذه المشاريع.
– أوجه النقد العامة لنتائج هذه المشاريع.
وكانت خاتمة المؤتمر أمسية ختامية تنوعت مشاركاتها بين كلمة للمدير العلمي للمؤتمر د. فهد العجلان وكلمة ختامية للدكتور أحمد الصويان، ومشاركات متنوعة للمشاركين أضفت على الأمسية رونقا وجمالية وأكدت على ضرورة الإحساس بالمسؤولية، وحمل الرسالة وتبليغها، والانتقال من طور التحمل إلى مشاريع للبناء والإسهام في الإصلاح الحقيقي المفضي إلى نهضة الأمة وتقدمها.