هل تخضع قطر؟
هوية بريس – يحيى التوزاني
إعصار آخر وصل إلى السواحل القطرية بعد حجة دونالد ترامب، ومدفعية أخرى من العيار الثقيل ترمى بها وحدة الأمة الإسلامية لتقتل عضوا آخر من الكيان العربي الحي إن كان فيه أحياء.
اجتمع القوم بليل وشكلوا تحالفا مزعوما وبيتوا النية، وبسرعة قياسية حسموا القرار دون تردد ليحاصروا دولة قطر الصغيرة من كل مكان ولو سنحت لهم الفرصة أكثر لمنعوها حتى الأوكسجين.
اليوم سقط القناع وأضحى كل من يؤيد الإخوان المسلمين في مصر في مرمى أمراء النفط وتحت رحمة صناديقهم السوداء، فبعد الانقلاب الفاشل في تركيا ها هم يعاودون الكرة مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب وتعاملها مع الفرس، لعلهم يستبيحون بيضتها ويرتاحون من إزعاجها فكيف لدويلة صغيرة مثلها أن تحقق تقدما مبهرا في شتى المجالات، تعليم رياضة إعلام صحة بحث علمي وبذلك تنازع جاراتها في زعامة المنطقة فتداعى الأكلة إلى قصعة قطر لفرملة هذه السرعة الفائقة في إنجازاتها وإنذارها بالعقاب الأولي إذا لم تستجب لشروط التحالف المشبوه.
إنه حصار ما عرف التاريخ العربي مثله ولم يمارس حتى على الكيان الصهيوني عدوهم اللذوذ، مدعوما بصمت مريب للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمجلس الخليجي تحت ضغط من يحركهم جميعا بوقوده وبقشيشه، وكالعادة يطل علينا الانقلابي السيسي وزبانيته لتلقف هذه الفرصة الذهبية والتطبيل والتزمير لها وبذلك أصبحت مصر في عهده ذيلا طويلا يهش بها التحالف الذباب عن مائدته، (مصر أم الدنيا!!!).
و الطامة الكبرى هذا الصمم الذي أصاب العلماء وجهابدة الفتوى والأصوات التي تخلع القلوب كلما تعلق الأمر بضوء أخضر من ملوك النفط، يا شيوخنا الكرام انتم من علمنا كلمة الحق، فاصدعوا بها في وجه الظالم، أين ولاؤكم للحق وبراؤكم من الباطل؟ واذكروا أن أول من تسعر به جهنم عالم تعلم العلم وعلمه ليقال عالم وليس ليستنير به في الظلام.
قطر ليس أمامها حلولا كثيرة وتبقى الاستجابة للشروط المزعومة حلا مؤقتا، وإلا استدعى التحالف الخطة البديلة المتمثلة في الانقلاب على الحكم والغزو العسكري، خصوصا إذا علمنا أن إيران غير مستعدة للدخول في حرب من أجل عيون القطريين ،و تركيا لن تغامر بخسارة السعودية كحليف استراتيجي في المنطقة، كل هذا في ظل مباركة ترامبية وشرود روسي.
ننتظر ماذا تحمله الأخبار في الأيام المقبلة وهل سينجح الانقلاب في قطر أم يفشل كما فشل في تركيا ويبقى الإخوان المسلمون الشوكة المؤلمة في حلق عباد الكراسي والمهووسين بالزعامات وإن الدماء التي سالت في ميدان رابعة لا بد أن تروي جيلا يهزم كل الذين مولوا وبسخاء انقلاب السيسي وحاولوا إعادة الكرة في تركيا وها هم اليوم يسددون سهامهم نحو قطر ولكنهم رماة عمي بكنانات فارغة من النبال وحتما ستدور عليهم الدائرة.