فاس تضرب احتجاجا على إغلاق دور القرآن سنة 1936م

18 يوليو 2013 16:56

ذ. إديس كرم

هوية بريس – الخميس 18 يوليوز 2013م

نقدم للقراء نص “بيان من الحزب الوطني بالمغرب” الذي نشرته جريدة البصائر الجزائرية سنة 1936م والذي جاء فيه ما يلي:

إن الدولة الحامية بالمغرب، الذي قال ممثلها الأول  المارشال “ليوطي” ما نصه:

 “سنعمل لإبقاء المغاربة على ما هم عليه من الاحترام التام لديانتهم، وتمهيد الأسباب للقيام بفروضهم الدينية بتمام الحرية”، نراها الآن تفسخ ما أبرمته بالأمس، وتهدم ما بنته قبل، فلقد أقفلت المدارس القرآنية بعد أن طردت التلاميذ عنها، وقد كان لهذا العمل السيء أثر فعال في النفوس ولاسيما في نفوس التلاميذ، فقد اجتمعوا صباح هذا اليوم في الجامع الفسيح “القرويين” احتجاجا على إقفال المدارس وإرغامهم على مغادرتها، وأرسلوا احتجاجات إلى جلالة السلطان، وإلى الدوائر العليا بفرنسا، كما أضربت المدينة عن كل عمل، تضامنا مع أبنائهم.

 فأين هذا من تلك التصريحات الكثيرة التي فاه بها رجال فرنسا من المحافظة على شرائعنا وعدم التدخل فيها؟

وأين من شروط الحماية التي أهمها المحافظة على ديننا؟

وإنا لنعجب لهذا التصرف الجائر الذي تتخذه الحكومة ضدنا في الوقت الذي نراها تتخذ كل المجاملات للتفهم معنا”.

لجنة الاستخبارات والدعاية بتاريخ: 6 رمضان المعظم 1356هـ انتهى.

ملاحظة:

   تساءلت لما اطلعت على البيان، وموقف الساكنة، وعن ردود الفعل التي أتبعت ما قام به وزير الأوقاف في الحكومة الحالية، والذي يحلو له أن يردد، بأنه يحمي الأمن الروحي للمواطنين، ويحصن البلاد في مذهبها ونظامها، بإغلاقه دور القرآن، بمزاعم مختلفة، وطرد تلاميذها وتعريضهم للضياع، دون أن يعرض ذلك، لا على الحكومة أو البرلمان، أو أمير المؤمنين، والذي لا يمكن لأحدهم أن يوافقه الرأي، لأن المفاسد أكبر، والعواقب أخطر، فآلاف الطلاب هم مشاريع فقهاء، وخطباء، وأئمة، ووعاظ، ومعلوم أن ولاءهم للعرش عمدة وليس فضلة، والحكومة تنفق على التعليم مبالغ طائلة، فهل ترفض من يساعدها في الإنفاق على الآلاف من أبناء الفقراء، والبوادي، الذين  ينتدبون أنفسهم  لحفظ كتاب الله والتمكن من سنته، لتلبية حاجات الأمة، والحفاظ فعلا على أمنها الروحي والمذهبي.

إن إغلاق دور القرآن كما جاء في البيان، هو هدم للاحترام الواجب لديننا، الذي هو أساس تماسك الأمة، وعنوان عزها، وأساس مقوماتها الدينية والوطنية، التي لا تحتاج للتدليل والبرهنة.

 فعلى مؤسسات الدولة، حكومة وبرلمانا، وأحزابا، ومنظمات المجتمع المدني، أن تهتم بما اهتم به الرواد، لما فيه خير الوطن وضمان أمنه حقا وصدقا ، والله من وراء القصد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M