آلام الركبة.. ما أسبابها وأفضل طرق علاجها؟ ومتى تكون مؤشر خطر؟

06 يناير 2023 01:14

هوية بريس – وكالات

تعدّ آلام الركبة من أكثر الآلام شيوعا عند الأشخاص، إذ تصيب كافة الفئات العمرية لأسباب متعددة، فما آلام الركبة؟ وما أعراضها وأسبابها وطرق تشخيصها؟ وكيف تتم الوقاية منها؟ وما سبل معالجتها؟

ما ألم الركبة؟
بيّن الدكتور كفاح أبو طربوش، استشاري جراحة العظام والمفاصل والمدير العام لمستشفى الأمير حمزة التابع لوزارة الصحة الأردنية، في حديث للجزيرة نت أن ألم الركبة هو أحد أكثر شكوى الآلام شيوعا لدى المرضى، ويصيب جميع الأعمار والفئات لأسباب كثيرة متعددة، منها ما هو بسيط بطبيعته، والآخر معقد وشديد.

وأضاف أنه قد يكون منشأ الألم من الركبة نفسها، أو من مكان آخر بالجسم لكنه يمتد للركبة، ومن الممكن أن يكون نتيجة إصابة مباشرة أو غير مباشرة على الركبة، كإصابات الرياضيين على سبيل المثال، وقد يكون نتيجة مرض جهازي أو مناعي يصيب الجسم كأمراض الروماتيزم.

أعراض آلام الركبة
تختلف أعراض آلام الركبة من مريض لآخر، وفق الدكتور أبو طربوش، وذلك يعتمد على مكان الألم (الأعلى، الأسفل، الأمام، الخلف، الجهة الأنسية أو الوحشية)، بالإضافة لحدة الألم (حاد وحديث أو قديم مزمن)، كذلك وجود ورم، أو سخونة واحمرار، أو تيبّس ومحدودية في حركة المفصل، الذي يلعب دورا في التشخيص.

وأضاف أن الشكوى قد تتزامن مع الضعف وعدم القدرة على الحركة والوقوف، أو المشي مع الألم، حيث يعدّ من المقاييس ذات الأهمية في التقييم، بالإضافة لتشوّه شكل الركبة وانحرافها عن محورها منذ مدة طويلة، الذي قد يكون مؤشرا على وجود مشكلة مرضية مزمنة كالخشونة المتقدمة أو الريماتويد، علاوة على وجود بعض المؤشرات كالألم الشديد وعدم القدرة المفاجئ على الحركة أو الورم الشديد الذي يستدعي المعاينة الطبية بشكل عاجل.

خشونة الركبة التهاب المفاصل الفصال العظمي Osteoarthritis of the knee

أسباب آلام الركبة
أوضح الدكتور أبو طربوش أن أسباب آلام الركبة قد تعود إلى الإصابات، فمن الممكن أن تكون إصابات عظمية، وقد تسبب كسورا حول المفصل أو على سطحه، وتعدّ هذه الكسور ذات أهمية في التشخيص والعلاج نظرا للمضاعفات الواردة في حال إهمالها، لافتا إلى أن معظم هذه الكسور تحتاج إلى تدخلات جراحية لعلاجها، وفي أحيان كثيرة إلى تثبيت معدني بواسطة صفائح وبراغٍ خاصة.

وهناك بعض الإصابات العظمية تكون على شكل رضوض، “ونكتفي هنا بالعلاج بالراحة والمسكنات، أما الشكل الآخر من الإصابات من الممكن أن يكون على الأنسجة كالأربطة والغضاريف، ويطلق عليها الإصابات الرياضية، مثل قطع أو تمزق الرباط المتصالب الأمامي أو الخلفي، أو قطع وتمزق الأربطة الجانبية للركبة سواء الداخلية منها أو الخارجية، أو قطع أو تمزق الغضاريف الهلالية داخل المفصل الأنسية أو الوحشية، ومن الممكن هنا أن تجتمع أكثر من إصابة أو قطع خاصة بحالات الخلع أو الكسور المعقدة”.

الأسباب الميكانيكية
بيّن الدكتور أبو طربوش الأسباب الميكانيكية لآلام الركبة، مثل وجود أجسام سابحة داخل المفصل، وعادة ما تكون الغضاريف مصدرا لهذه الأجسام، مما يسبب ألما مرتبطا بالحركة.

ومن الأسباب الميكانيكية أيضا متلازمة الشريط الظنبوبي (ألم جانبي) وخلع الرضفة (ألم أمامي أو جانبي)، وألم الورك أو القدم الذي يؤثر على المشي الطبيعي ويسبب ألما عاما في الركبة.

عدوى آلام الركبة
قد تنشأ آلام الركبة بسبب عدوى الالتهاب البكتيري، كما قال أبو طربوش، وغالبا ما يصيب الأطفال أو الكبار من ذوي المناعة المنخفضة، ويصنف ضمن الحالات المرضية الطارئة التي تستوجب تدخلا طبيا عاجلا.

التهابات المفاصل
اعتبر الدكتور أبو طربوش أن التهابات المفاصل الناتجة عن الأمراض المناعية، مثل الروماتيزم والحمى الذؤابية والتهاب النقرس والتهابات أخرى، من الممكن أن تكون سببًا لألم الركبة، أو آلام المفاصل بشكل عام، ومن الممكن أن تكون سببا لدمار غضاريف سطح المفصل.

وهناك أسباب أخرى مثل الأورام الخبيثة أو الحميدة لآلام الركبة، ناهيك عن نشوء بعض الأكياس سواء بالأنسجة العظمية الصلبة أو الأنسجة الرخوة، وأيضا مشاكل الرضفة (مفصل الصابونة) من الممكن أن تكون سببًا لهذه الآلام.

متى تكون آلام الركبة رسالة خطر؟
أكد أبو طربوش أن هناك عوامل خطورة متعددة لآلام الركبة كالتقدم بالسن، فكلما تقدم الإنسان بالعمر، زاد خطر إصابته بالخشونة أو التنكس العظمي الغضاريفي، كما أن السمنة أو زيادة الوزن تؤثر سلبا على ديمومة المفصل وغضاريفه، وممارسة بعض أنواع الرياضات قد تكون عاملا خطرا وسببا لتمزق أو قطع أحد أو بعض الأربطة المهمة لإتزان مفصل الركبة.

ومن العوامل أيضا كسور وإصابات المفصل القديمة التي تعد سببًا لتنكسه مستقبلا، كذلك العمليات الجراحية على المفصل، وضعف وليونة العضلات والأوتار أو تصلبها وتشنجها، وأيضا التشوهات الخلقية بالركبة أو ما حولها وغيرها من المفاصل.

الوقاية من آلام الركبة
شدد الدكتور أبو طربوش على أن الكثير من آلام الركبة من الممكن الوقاية منها عن طريق ممارسة الرياضة البعيدة عن العنف، وتقوية العضلات المحيطة بالمفصل، مع الحذر من التعرض للالتواء أو أي إصابات، والمحافظة على الوزن المثالي، مع ضرورة مراجعة الطبيب عند حدوث أي أعراض أو شكوى وعدم إهمال نصائحه.

العلاج الجراحي لآلام الركبة
أوضح أبو طربوش أن هناك طرقا علاجية جراحية متعددة ومختلفة لآلام الركبة، وجميعها تعتمد على التشخيص النهائي للحالة كعلاج الحقن الموضعية داخل المفصل، وهي ذات أنواع وتركيبات مختلفة، بالإضافة للجراحة بالمنظار وهي جراحة تكون في العادة للإصابات الرياضية، لترميم الأربطة والغضاريف المتمزقة، وأيضا الجراحة التقليدية وتكون بفتح المفصل، لرد الكسور وتثبيتها خاصة، وإصلاح التشوهات والميلان بمحور الأطراف.

واعتبر الدكتور أبو طربوش أن زراعة المفاصل الاصطناعية أصبحت شائعة في الآونة الأخيرة، وقد تكون جزئية أو كاملة، وهي جراحة مفيدة في الحالات المتقدمة لخشونة المفاصل وتنكسها.

علاج التأهيل لآلام الركبة
لفت أخصائي الطب الطبيعي وإعادة التأهيل في مستشفى الملكة رانيا العبد الله بالأردن الدكتور أمجد الحسنات، في حديث مع الجزيرة نت، إلى أنه يتم تأهيل المرضى الذين يعانون من آلام الركبة عبر عدة طرق منها: العلاج الطبيعي الذي يستخدم وسائل فيزيائية طبيعية ذات آثار جانبية محدودة لعلاج الألم، ومن الأمثلة على هذه الوسائل العلاج بالحرارة والعلاج بالكهرباء والعلاج المائي والعلاج بالتمارين العلاجية وغيرها.

أما العلاج الوظيفي، فأوضح أنه يهدف إلى مساعدة المريض الذي يعاني من أمراض وآلام الركبة على القيام بوظائف الحياة اليومية المختلفة. وهناك المقومات والجبائر، إذ يتم استخدامها بأشكال مختلفة وطرق متعددة، بهدف الحد من حركة مفصل الركبة في الحالات التي تستدعي ذلك، أو للمساعدة في إعادة توزيع وزن الجسم بطريقة سليمة على أجزاء المفصل، وغيرها من الاستخدامات التي من شأنها الحد من آلام الركبة.

هل العلاج الطبيعي يناسب جميع الفئات العمرية؟
بيّن الدكتور الحسنات أن العلاج الطبيعي المستخدم لآلام الركبة يختلف باختلاف المسبب والفئة العمرية للمريض، فعلى سبيل المثال لا يجوز استخدام الأجهزة التي تعطي حرارة عميقة، مثل جهاز الموجات فوق الصوتية، لعلاج حالات ألم الركبة عند صغار السن والمراهقين، لإمكانية تأثير الحرارة على أماكن النمو في العظام.

ما محاذير علاج التأهيل للركبة؟
أشار الحسنات إلى أن الوسائل العلاجية المستخدمة في تأهيل آلام الركبة إجمالا تعد آمنة وذات آثار جانبية قليلة، مقارنة مع الوسائل الأخرى المستخدمة، إلا أن هناك عدة محاذير يتم أخذها بعين الاعتبار عند وضع الخطة العلاجية للمرضى الذين يعانون من آلام الركبة، ومنها ما يتعلق بالفئة العمرية، وأخرى تتعلق ببعض الحالات المرضية المصاحبة لآلام الركبة.

وأشار إلى أنه لا يجوز استخدام العلاج بالكهرباء إذا تم مسبقا زراعة معدن موصل للكهرباء داخل المفصل، ولا ينصح باستخدام الجبائر التي تحدّ من مدى الحركة للمفصل دون سبب وجيه لذلك، لأنها تؤدي إلى إضعاف القوة العضلية ومحدودية في حركة المفصل ناتجة عن تليف في كبسولة المفصل والأوتار والأربطة حول المفصل.

ما المدة الزمنية للتخلص من آلام الركبة؟
أوضح الدكتور الحسنات أن المريض يعتبر قد أنهى فترة العلاج عند الوصول إلى مدى حركي كامل للركبة، دون ألم مع قوة عضلية طبيعية، وقد تختلف الفترة اللازمة لتحقيق هذا الهدف اعتمادا على عدة عوامل منها: طبيعة الإصابة المسببة للألم، والفئة العمرية للمريض، ومستوى النشاط البدني للمريض قبل الإصابة، والوسيلة المستخدمة للعلاج.

وأضاف أن إصابات الرباط الصليبي عند الرياضيين تحتاج من 6 أشهر إلى عام لإعادة التأهيل بشكل كامل والعودة للنشاط الرياضي، في حين أن الآلام الناتجة عن التآكل الغضروفي الخفيف إلى المتوسط، تتحسن خلال أسابيع قليلة، مع الحاجة إلى المداومة على التمارين العلاجية للحد من تكرار الشعور بالألم.

المصدر: الجزيرة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M