أحرف في نقض أخدوعة “الحرب على الإرهاب”

هوية بريس – ميمون نكاز
[“الحرب على الإرهاب” -في مقصدها الخفي- هي حرب على الأمة لتجريدها من “القوة المرهبة“].
“إرهاب العدو” مقصد غائي كلي في الشريعة، لا يتحقق إلا بالقوة الرادعة الزاجرة،{وَلَا یَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ سَبَقُوۤا۟ۚ إِنَّهُمۡ لَا یُعۡجِزُونَ، وَأَعِدُّوا۟ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّة وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَیۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِینَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ یَعۡلَمُهُمۡۚ، وَمَا تُنفِقُوا۟ مِن شَیۡء فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یُوَفَّ إِلَیۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ، وَإِن جَنَحُوا۟ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ، وَإِن یُرِیدُوۤا۟ أَن یَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَیَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِینَ، وَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعا مَّاۤ أَلَّفۡتَ بَیۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَیۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِیزٌ حَكِیم، یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ، یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ حَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ عَلَى ٱلۡقِتَالِۚ} [الأنفال 59-64]…
معتصر الهدي القرآني:
1) حُسبانُ “سَبْقِ العدو” أصلُ اغترار العدو بقوته، هذا بمستند تأويل قراءة {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا}، أما بمستند تأويل قراءة {ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا} فذلك الحسبان هو المشرعة الطوعية للهزيمة الذاتية والاستسلام الإرادي للعدو، وذلك بسبب “توهم إعجاز العدو” {إنهم لا يعجزون}…
2) إعداد “القوة المرهبة” واجب تكليفي كلي عام على الأمة في جميع أقطارها، لحماية الوجود وحفظ الكرامة…
3) “القوة المرهبة” مقصودة مطلوبة -وجوبا- للحماية من العدو الخفي غير المعلوم، ناهيك عن الظاهر المكشوف…
4) الإنفاق المالي الأولوي على تحصيل “القوة المرهبة” مجلبة للمال المُوفى أو الوَفِيّ في عامة المجتمع والدولة…
5) الجنوح إلى السلم مقصد حضاري عام بقيده، وقيمة أخلاقية كلية بشرطها، مع التوكل على الله، لا على “مؤسسات التلاعب الدولي”…
6) لا حماية من “خِدع العدو” إلا بالكفاية الذاتية {وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله… إلى قوله تعالى: يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المومنين}…
7) “تأليف القلوب” -في زحمة الاختلاف- وترصيص الجهود والإمكانات من المقتضيات التعزيزية للقوة المرهبة المطلوبة…
– مقصد إعداد “القوة المرهبة” يقتضي التأسيس لمشروع “التحريض على القتال”، من أجل بناء “الأمة المُسَوَّمة”…
ذلك بعض القول في هذه الآيات من سورة الأنفال، مما هو موصول بمقتضيات السياق التاريخي القائم العامل في الأمة…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: “الأمة المُسَوَّمَة” مفهوم انفردنا بتأسيسه وإبداعه وبيان دلالاته، وقد كتبنا فيه بضعة مقالات كثيفة منشورة في هذه الصفحة…