أخنوش على خطى الخطيب… ولكن!

27 نوفمبر 2020 21:21
حزب "أخنوش" يتأسف للتراجع عن التصويت على القانون الجديد للتعليم

هوية بريس – د.فؤاد بوعلي

طالعت مقالة الصديق والمناضل القوي والأستاذ الفاضل أحمد ويحمان : “أجندة “الأمزغة المتصهينة”” الذي علق فيه على التحاق بعض المنتسبين للعمل الأمازيغي بحزب التجمع الوطني للأحرار” ملخصا مقالته في عنوان فرعي: “محبي إسرائيل في المغرب الكبير” و محبي “محبي إسرائيل في المغرب الكبير” يلتحقون بأخنوش”. وبما أن حديثه حديث مطلع على خبايا العلاقة مع الكيان الصهيوني فلست مؤهلا ولا مخولا مناقشته في تفاصيلها لكن رأيي الخاص في الحدث ينطلق من نقطة جوهرية قد تعيننا على فهم السياق. فالسيد أخنوش ليس رجل سياسة، بل رجل اقتصاد أدخل عنوة في السياسة وحساباتها وصراعاتها ليقوم بأدوار معينة على رأس حزب إداري مهمته الرئيسة ليس التعبير عن تطلعات الشعب أو التفكير في حاجيات القاعدة المجتمعية بل لتنفيذ استراتيجية الدولة و خياراتها في التداول الحزبي وضرب المنفسين واستيعاب المخالفين. وحتى حين يوظف بعض الشعارات النضالية فتوظيفه يكون فجا وغير مقبول إلا من طرف مريديه. والمريد هنا ليس سياسيا أو إيديولوجيا بل مريد منفعة وحاجة. حين نستوعب هذه الحقيقة سنفهم أن الأمر لا يتعلق بمؤامرة وإنما بوظيفة ، من بين وظائف أخرى، وُكِل بها منذ التحاقه بالأحرار تتمثل في استيعاب متطرفي العمل الثقافي الأمازيغي. فعلى خطى الدكتور الخطيب الذي استطاع استيعاب جزء مهم من الحركة الإسلامية وأدخلهم تحت جبة السلطة بعد أن كانوا على هامشها لردح من الزمن، مما مكن المغرب من تجاوز أزمات خطيرة كانت ستعصف باستقراره في لحظات معينة، فقد وكلت الدولة مسألة استيعاب العديد من أطياف التيار الأمازيغي للعديد من الشخصيات والهيئات، البعض منهم تم احتواؤه في المعهد الملكي للأمازيغية بميزانيته الضخمة، لكن الذين اختاروا العمل السياسي ظلوا على هامش مائدة الرحمة. فلكونهم سيسوا الأمازيغية وراهنوا على جعلها مطية لتحقيق مطامح سياسية سواء من خلال استعداء الأحزاب القائمة أو الاستنجاد بالخارج ظلوا على الدوام خارج اللعبة. وقد كان من مهام حزب البام، الذي استفاد من قدرات الدولة المادية والمعنوية والإدارية استيعاب هؤلاء. فهل هي مصادفة أن يظهر أخنوش في نفس وقت تخلي الدولة عن البام؟ وهل مصادفة أن العديد من هؤلاء المتطرفين الذين كانوا يتسولون على أبواب إلياس العماري قد ولوا وجوههم جهة الحمامة صدحا أو خفية؟…لكن مسار الاحتواء محكوم عليه بالفشل لعدة أسباب: من أهمها كون تجربة الخطيب كانت مع تيار له عمق اجتماعي حقيقي وليس حالة إعلامية، لذا فوجود بعض هذه الوجوه في قائمة الأحرار لن تفيده سياسيا أو انتخابيا، بل قد تضره، لأنها وجوه تظهر في الإعلام وفي الصالونات والكواليس والندوات دون أن يكون لها وجود واقعي في عمق المجتمع. وإن كانت هذه الأطراف تحاول الاستفادة من مقدرات الدولة في سبيل تحصين منافعها فإن جعل حزب الإدارة بوابة ذلك يضرب في مصداقيتها وشعاراتها التي كانت حتى وقت قريب تصدح بها في كل المنتديات. لكن الأهم في اعتقادنا أننا أمام حالة هرولة من التطرف باسم الهوية نحو البحث عن مكات تحت ظل المؤسسات.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M