أصلان كليان في فقه التدافع

هوية بريس – د.ميمون نكاز
أصلان كليان في فقه التدافع:
– الأصل الأول: معرفي ونفسي، يشير إليه الوحي الشريف في قوله تعالى: {ولا يَحْسِبَنَّ الذين كفروا سبقوا، إنهم لا يعجزون…} [الأنفال:59]، وقد ورد في القراءة الأخرى: {ولا تَحْسَبَنَّ الذين كفروا سبقوا، إنهم لا يعجزون…} لتشمل القراءتان الحسابين، حساب العدو لقدراته وإمكاناته، وحساب المسلمين لقدراتهم وإمكاناتهم، مما يغري العدو بالعدوان لظنه امتلاكَ نواصي القوة القاهرة، ولاعتقاده القدرةَ على “الإعجاز”، ويدفع المسلمين -من قبلهم- إلى الشعور بالعجز عن المدافعة والمغالبة والمواجهة…
– الأصل الثاني: عملي وإجرائي ملحوظ في الآية التالية لآية الحسبان، يتضمن التكليف الشرعي بوجوب إعداد القوة الرادعة للاستكبار والطغيان وإرادة العدوان من قبل العدو الواثق -في حساباته- من القدرة على “إعجاز المسلمين” عن مدافعته ومقاومته: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم، الله يعلمهم…} [الأنفال:60]…
هذا بعض التأويل التعليلي لواقع الحال في جدل العلاقة بين “عالم الغرب” و”عالم الإسلام”، وإن كنت أحسب أن مشكلة المسلمين كامنة في “تشتت الإرادة العامة” وغياب “التدبير العملي الجدي” لأصول القوة وأنواعها المتعددة والمختلفة، حيث أرى وأقدر وفرتها وكثرتها في عالم الإسلام، لكنها مشلولة ومعطلة في “مضيعة انفصال إرادة السلطة عن إرادة الأمة”…