أصول الفقه والهرمنيوطيقا…

هوية بريس – مصطفى العلوي
إذا كانت فلسفة “الهرمنيوطيقا” تعني اللعب بالنص وتحريفه في المعنى المآلي، بغض النظر عن تتبع التعاريف الكاشفة والنظريات اللاحقة بها كنظرية “موت المؤلف” = فإن الواقع يكشف عن أمور:
1- هذه الفلسفة هي أكثر الوسائل التي تواجه بها الشريعة من قبل العلمانيين والحداثيين والليبراليين والنسويين والقرآنيين وغيرهم من هَدَمة الوحي، فكل تيار من هذه التيارات يسعى السعي الحثيث لتحريف النصوص، وإسقاط قدسيتها من قلوب العباد، ليتاح له التفسير المطابق لهرطقاته بعد ذلك، وتقبل من العامة بلا مواجهة.
2- هذه الفلسفة أخطر فلسفة تواجه الأمة -خاصتها وعامتها- لأن تتعلق بالمرجع الأكبر، وبالعروة الوثقى التي تعصم الأمة من الانحراف والتفكك والاضمحلال، فإذا تم لهم الغرض في ذلك فعلى الأمة السلام، ولن يحصل إن شاء الله.
3- هذه الفلسفة موضوعها (النص الشرعي المقدس كتابا وسنة)، وأكثر عوارضها المعتنى بها تتعلق بالدلالة، وهو ذكاء ومكر من شيطانهم، فإن مواجهة النص القرآني من جهة الثبوت أثبت التاريخ فشل الاستشراق فيها، فهم يجربون الآن في الدلالة…
4- وعليه، فإن حضور علم أصول الفقه في مواجهة هذه الفلسفة ضروري، ومفيد، وهو العاصم، بل الفاتك الهدام لهذه الهرطقات الهرمنيوطيقية، فحري بأهل الأصول إظهار القواعد، وإشاعتها، وتوضيحها، وربطها بهذه الفلسفة هدما وفضحا للهزال والضعف الكامنين فيها، حري بالإعلاميين أن يعنوا بالمادة العلمية الأصولية بكل أشكال الإيصال والتقنية والإبداع، فالشحروري لا يصفق وجهه لينطق بالهذر إلا إذا ظن تفسير الدلالة سائلا، يلعب به كما يشاء…
لا بد من العناية بالقواعد الأصولية، وربطها بالتفسيرات المعاصرة، وتقرير ضرورة التحاكم لتلك القواعد في الفهم…
التفسير السائل حالة هرمنيوطيقية تنقلت لكثير من المسلمين، يظنون التفسير وإدراك المعنى والخوض فيه تابعا للرغبات والهوى ومحض الخواطر!!