أمريكا تدق ناقوس الخطر: حياة الرئيس السوري أحمد الشرع في خطر

هوية بريس – وكالات
أبدت الإدارة الأمريكية مخاوف متزايدة إزاء احتمال تعرض الرئيس السوري أحمد الشرع لمحاولة اغتيال، في ظل تصاعد التهديدات من قبل مجموعات مسلحة، بعضها شارك في إسقاط النظام السابق قبل أن تنقلب عليه.
وفي مقابلة خص بها موقع المونيتور، صرح السفير توم باراك، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى سوريا، بأن “الشرع يمثل حجر الزاوية في إعادة إعمار سوريا”، مشددًا على أن الحفاظ على أمنه بات “أمرًا مصيريًا”.
وأشار باراك إلى أن التهديدات لا تقتصر على بقايا النظام البائد أو التنظيمات الجهادية مثل “داعش”، بل تمتد أيضًا إلى فصائل مسلحة قاتلت سابقًا إلى جانب الشرع، ثم انفصلت عنه لاحقًا بسبب “تباطؤ الإنجازات السياسية والاقتصادية”. وأضاف:
“كلما تأخرت الإغاثة الاقتصادية، زادت فرص هذه الجماعات في تقويض مسار الانتقال السياسي”.
⚔️ دمج الفصائل والتعامل مع إرث الحرب
تواجه الحكومة السورية الوليدة تحديات ضخمة، من أبرزها دمج المقاتلين الأجانب ضمن الجيش الوطني، وحسم مصير المعتقلين في معسكرات شمال البلاد التي تضم أفرادًا وعائلات مرتبطة بتنظيم داعش.
كما يواصل الشرع جهوده لدمج القوات الكردية، بعد توقيعه اتفاقًا مهمًا في مارس مع “قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”، رغم استمرار الخلافات حول السيطرة على مناطق حساسة كـ”سد تشرين”.
وحذر باراك من أن المسألة تتجاوز الجوانب الأمنية، قائلًا:
“إنها أسئلة جوهرية تمس الهوية السورية نفسها. إذا لم نشرك جميع المكونات الثقافية في المستقبل، فسنعود إلى نقطة الصفر”.
💼 ترامب يرفع العقوبات..
في تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه بالشرع في الرياض في 14 مايو، عن رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.
ووصف باراك هذه الخطوة بـ”المذهلة”، مؤكدًا أنها لم تكن ناتجة عن ضغوط من فريق مستشاريه، بل “قرار شخصي من الرئيس نفسه”.
وأوضح أن القرار لم يرتبط بأي شروط رسمية، وإنما بـ”توقعات” أمريكية تضع ثقة في التزام الشرع بمسار شفاف خلال المرحلة الانتقالية. وقال باراك:
“نحن لا نفرض شروطًا، ولا نبني دولًا بالوصاية. لقد جربنا ذلك سابقًا وفشلنا”.
وبالفعل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في 23 مايو عن إصدار ترخيص يتيح إجراء معاملات مالية مع المؤسسات السورية. كما أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية إعفاءً لمدة ستة أشهر من العقوبات المفروضة بموجب “قانون قيصر”، في انتظار إصدار أمر تنفيذي من ترامب لإلغاء العقوبات رسميًا.
📌 العلاقة مع الكيان الصهيوني..
رغم استمرار التصعيد الصهيوني جنوب سوريا، بما في ذلك السيطرة على منطقة عازلة في الجولان، أكد الشرع التزامه باتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1974.
وأشار باراك إلى أن واشنطن تأمل في “تفاهم ضمني” بين دمشق والكيان الصهيوني، مؤكدًا أنه “لا توجد اتصالات مباشرة حاليًا، لكن أي تدخل عسكري سيكون مدمرًا للطرفين”.
وكان باراك من أوائل المسؤولين الأمريكيين الداعين لاتفاق عدم اعتداء بين سوريا والكيان الصهيوني، معتبرًا أن “النزاع قابل للحل”.
💰 الاقتصاد السوري: تحديات ضخمة وآمال مستقبلية
ما يزال الاقتصاد السوري يرزح تحت وطأة الانهيار، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، وتُقدّر كلفة إعادة الإعمار ما بين 250 و400 مليار دولار.
وتسعى الإدارة الأمريكية، من خلال رفع العقوبات، إلى إزالة الحواجز أمام الاستثمارات الخليجية والدولية، إضافة إلى تشجيع مشاركة فاعلة من السوريين أنفسهم في إعادة الإعمار.
واختتم باراك حديثه بتصريح يعكس توجّهًا جديدًا في السياسة الأمريكية تجاه سوريا:
“هدفنا هو إغراق المنطقة بالأمل… حتى لو لم تتوفر الكهرباء بعد، فإن رؤية محطة طاقة قيد البناء كفيلة بإعادة الأمل للمواطن السوري”.