“أين خُطباؤنا من دماء غـزة؟!” صرخة مدوية تهز صمت المنابر (فيديو)

هوية بريس – متابعات
في زمنٍ تصمّ فيه الآذان عن صرخات الأطفال وتُحجب فيه الأبصار عن جراح الأمهات، أطلّ الدكتور رشيد نافع بخطبة نارية عبر منصة “يوتيوب”، مكسرا جدران الصمت العربي تجاه المجازر المتواصلة في غزة، التي وصفها بـ”الإبادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
في تسجيلٍ مؤثّر دام أكثر من 8 دقائق، وجه د.نافع نقدا لاذعا للخطباء والعلماء الذين “اختفوا عن الأنظار إلا من رحم الله”، واعتبر أن محاضراتهم الموسمية لم تعد تبرئ الذمة، قائلاً: “هل برأنا ذممنا بخطبة؟! هل برأنا ساحاتنا بمحاضرة أو قنوت لمدّة وجيزة؟!”.
وركز الداعية المغربي في مداخلته على البُعد العقائدي للقضية الفلسطينية وأحداث غزة، مؤكدًا أن فلسطين ليست قضية قومية عابرة، بل “قضية عقيدة وأمة”، وأن ما يجري في غزة “فضح الأقنعة وأسقط شعارات الإنسانية الكاذبة”.
الخطبة جاءت مشحونة بالمشاعر والدلالات الدينية، مستخدما حديث النبي عن الجائع والعاري كوسيلة لإدانة خذلان الأمة: “استطعمتك فلم تطعمني… جاءك الجائع وجاءك العاري، لكن آذاننا صماء!”.
ولم يكتف الدكتور رشيد نافع بالحديث عن غزة، بل وسّع المشهد ليربط بين ما يحدث هناك وما جرى، وما يزال يجري، في السودان واليمن وسوريا وبورما، مؤكدًا أن هذه المآسي ليست عفوية، بل “أمور مبيّتة ومدبرة لإرهاق هذه الأمة”.
وفي معرض حديثه، أشار ذات المتحدث إلى ازدواجية المعايير الدولية، منددا باستخدام الفيتو الأمريكي لإسقاط قرار وقف الإبادة وإدخال المساعدات، قائلاً: “الإنسانية سقطت، وغزة الجريحة فضحتهم!”
وانتقد الدكتور نافع بشدة أولئك الذين يتلعثمون في تسمية المأساة باسمها، رافضا أية محاولة لتخفيف وصف “الإبادة” أو التلاعب به: “ما هذا؟ إبادة جماعية، والبيت كله يهتف: أوقفوا الإبادة!”
لكن وعلى الرغم من حساسية المرحلة وصعوبة المحنة لم يفق د.نافع الأمل، ووجه نداء لإحياء الوعي بالقرآن وتدبره، قائلا إن النصر قادم لا محالة، “أليس الصبح بقريب؟ بلى؛ سيجعل الله لهذه الأمة فرجا ومخرجا”.
إنها صرخة ليست ككل الصرخات، إنها صفعة على وجه الخذلان الرسمي والشعبي، تذكير بأن التاريخ لا يرحم، وأن الأمة الحية لا تموت، بل تتألم لتنهض.