أَيُّهَا الحَاسِدُ هَوٍّنْ عَلَيْكْ…!

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أحبابي الكرام:
الحاسدُ ما الحاسدْ؟ قَلْبٌ نَغِلْ..وصدْرٌ دَغِلْ..طوِيَّة مَعلُولة..وعقيدةٌ مَدخُولة..ما أَكذبَ سَرابَ أَخلاقِهْ..وأكثرَ أسْرابَ نِفاقِه..عينُه تخترِقْ..وقلبُه يحترِقْ. أيُّها الحاسِدُ هوِّن عَليكْ……قدْ مُلِئَ قلبه رَيْنَا..وشُحِن صدْرُه مَينَا..عندَ ذمِّكَ موْجُودْ..وعند مدحِكَ مَفقُود. يبثُّ حبائِل الزُّورْ. ويَنصِبُ أشراكَ الغُرور..يرْقبكوأنت عنه غافِل..ويترصَّدُكَ وأنت عنه مائِل..لأنه مُخادِعٌ بائرٌ عاطِلْ..وأحيانايُبدي وجهَ المُطابِقِ المُوافِقْ..ولكنَّه يُخفي نظَر المُبغِض المُنافِقْ. يَدِينُ بالكراهيَّةِ مَذهبَا..ويَستلينُ الزُّور مَركبا..تسرحُ النَّارُ في مَناكبِهْ. وتتردَّدُ الزَّفراتُ في جَوانبِه..يَغتمُّ ساعة فرحِك..ويرقصُ تِيهَا لحظةَ تَرحِكْ..يَسلُك مَسلكَ مَنْ عَادَاكْ..ويعلنُ الحربَ على من وافقَكَ وصافَاك..قدْ تَجلَّى الحسدُ في سوادِ وجهِهْ..مِن حِقدِه تكادُ تشمُّ دُخانَ صدرِهْ..أيُّها الحاسِدُ هوِّن عليكْ……قدْ قَصُرت هِمَّتُه على ما يُستهجَنُ منكَ ذِكْرُهْ…مع أنَّهُ خبيثٌ قوْلُه وفِعلُهْ…قد لزِمَهُ عارٌ لا يُمْحَى رسْمُهْ..ولَزَبهُ شَنَارٌ لا يزول وسْمُهْ..قد قلَّد نفسَهُ عارًا لا يَرحَضُهُ الاعتِذَارْ. ولا يَمسحُهُ الليل والنَّهارْ..فهو مَعجُونٌ منْ طِينةِ الحسدِ والمُشاكسَةْ..مضروبٌ في قالبِ الضيق والمناوشة..فهو جَسدْ..كلُّه حَسدْ….أيُّها الحاسدُ تداركْ نفسَكْ..قبْل أن تنزِلَ رمْسَكْ..فما كنتَ لي أبدا عن الفضلِ حائلاَ….مَهما كنتَ حانِقا ومُحاوِلاَ..وما كُنتَ لتمسِكَ رحمةً ربي فتَحهَا…ولا لتمنعَ عنِّي نعمة خالقي أرادَهَا..فأرِحْ نفسك كيْ تنامَ هنيَّا..وفكِّر في الأمر مليَّا..وأطفِئْ نار صدرِكَ بالرِّضى..عسى أن يُغفرَ لكَ مامضَى..أيها الحاسدُ هوِّن عليكْ..فليس الأمرُ بيديْكْ..فإنْ جمعتَ معكَ جحافِلَ الحاسِدينْ..فاللهُ خيرٌ حِفظًا وهُو أرحمُ الرَّاحمينْ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.