إشهارات “الخلاعة والإيحاءات الجنسية” تثير غضب المغاربة

09 أبريل 2025 13:37

هوية بريس – متابعات

من منا لم يصادف لحظة وُلُوجِه لمنصة من منصات مواقع التواصل الاجتماعي إشهارا مفروضا بخوارزميات هذه المنصات، يعلن بشكل متكرر إيحاء جنسيا أو يبيع منتوجات جنسية، لا يراع خلال إشهارها أطفالا ولا شبابا ولا وضع اعتباري للأسر.

وتمثل هذه الإشهارات، التي تعرض دون متابعة، تحريضا واضحا على ممارسة الرذيلة والإخلال بالحياء العام، وجزء من مشاهد “الانفلات القيمي والأخلاقي” الذي يجتاح منصات السوشل ميديا المغربية، التي يرتادها قاصرون وملايين المواطنين من الجنسين (رجالا ونساء)، دون أدنى رقابة أو متابعة من الجهات الوصية.

وفي هذا الصدد، صرح إدريس الكنبوري، الباحث والمختص في الفكر الإسلامي، أن “الإعلانات ذات الطابع المنحل التي أصبحنا نراها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يقوم بها مغاربة ومغربيات هي إعلانات خطيرة جدا على الأطفال والمراهقين والشباب، بحيث أصبحت دعوات صريحة إلى الفاحشة تدخل جميع البيوت، وقربت الفواحش إلى الأطفال والمراهقين أكثر فأكثر”.

وتابع المفكر المغربي في تصريح خص به هوية بريس “والكارثة الكبرى أن هذه الإعلانات ليست إعلانات مستقلة في قنوات أو صفحات خاصة لا يشاهدها إلا من يبحث عنها وفق اختياره وإرادته، بل هي إعلانات مفروضة على المشاهد بالقوة، بحيث تظهر في بداية كل فيديو، سواء كنت تريد متابعة ندوة أو مقابلة أو برنامج، فتكون مقدمة الفيديو التي يفرض عليك أن تشاهدها هي هذه الإعلانات الكارثية، مثل الإعلانات عن منتوجات مخصصة لتكبير العضو التناسي للرجل، مع إيحاءات جنسية خليعة، وتقدمها أحيانا امرأة مغربية ترتدي الحجاب”.

وأكد الكنبوري أن “هذه إعلانات خطيرة تمس بالأخلاق والقيم، وأرى أن مسؤولية الدولة في هذه الناحية واضحة ويجب أن تحارب هذه الظاهرة، فلا يمكن الحديث عما نسميه الأمن الروحي للمغاربة أمام هذه الهجمة الخطيرة التي أصبحت تخيف الآباء الذين يمتلك أبناءهم هواتف ذكية يظلون ينظرون فيها ويتابعون قنوات اليوتيوب”.

وفي ذات السياق قال في د.يوسف فاوزي في تصريح لـ”هوية بريس” إن “ترويج ما يسمى بـ”الاشهارات الجنسية” عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفاسده كبيرة؛ لما فيه من ترويج للفاحشة وتشجيع الناس لاسيما الشباب منهم على ارتكابها؛ وهذا يدخل في الوعيد الوارد في قوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، والله سبحانه وتعالى حذر من الاقتراب من كل ما من شأنه التقرب من فاحشة الزنا مخافة الوقوع فيها؛ قال سبحانه: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)؛ وترويج هذا النوع من الاشهارات تهييج للشهوة وتشجيع ظاهر على ممارسة الفساد خارج إطار الشرع.

وشدد أستاذ الشريعة بجامعة ابن زهر بأكادير على أن “الأصل أن من يعاني من ضعف جنسي أثناء المعاشرة الزوجية فيجب عليه الأخذ بالأسباب المشروعة؛ كمراجعة طبيب مختص؛ يصف له الدواء المناسب. وعليه يجب متابعة هذه الشركات أصحاب هذه الاشهارات؛ ووضع قيود تنظيمية تراعي الأخلاق والقيم الفطرية؛ وتنبيه العموم إلى خطورة مآل هذه الإعلانات؛ وبيان الحل السليم في حال وجود مثل هذه المشاكل”.

فلا شك أن تعقب مثل هذه الشبكات أصبح أسهل من أي وقت مضى، بفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة، فبمجرد نشر جهة لمثل هذه الإشهارات على المواقع أو الصفحات، يمكن تحديد هويتها و من ثمة تتبعها من قبل السلطات الأمنية المختصة، فكيف إذا كان من يروج لـ”قلة الحيا” يعلن عن نفسه من خلال شركة ويظهر ممثلوها بوجوههم.

الأكيد أن مكافحة هذه الظاهرة بشكل فعال، يقتضي تعزيز آليات اليقظة المعلوماتية بشكل مستمر، وتوسيع نطاق العمليات الأمنية لتشمل جميع منصات التواصل الاجتماعي التي تعرف انتشارًا لهذه الإعلانات المخلة بالحياء العام.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
17°
18°
الإثنين
18°
الثلاثاء
22°
الأربعاء
22°
الخميس

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M