إصلاح المدرسة المغربية (على هامش حادثة ورزازات)

05 نوفمبر 2017 22:16
الاعتداء على أستاذ حراسة بسلا، وهذا بلاغ المديرية الإقليمية والإجراءات التي اتخذتها

هوية بريس – الحسن شهبار

حدثنا طالب تركي كان يدرس معنا بالجامعة أنه يوجد بالثانويات التركية رجال أمن يسهرون على سلامة النظام داخل المؤسسات التعليمية.. وكل تلميذ ارتكب مخالفة يقومون بعقابه عن طريق أخذه إلى ساحة المؤسسة وتجريده من ثيابه وتقييده وصب الماء عليه أو ضربه على قدر المخالفة التي ارتكبها!
انظروا الآن إلى أين وصلت تركيا -زادها الله من فضله- وانظروا إلى المستنقع الذي انحدر إليه مجال التربية والتعليم ببلادنا، وما ذلك إلا بسبب سياسة الوزارة التي تؤله التلميذ وترفعه فوق منزلته التي يجب أن يكون فيها.. فأفسدته فسادا يصعب إصلاحه، وأصبح التلميذ يدخل المدرسة جاهلا متواضعا ويخرج منها جاهلا متكبرا ومتعجرفا.. لا أدب ولا أخلاق ولا علم، ولا زالت الوزارة مصرة على منهج اللاعنف (لا تضربه.. لا تعنفه.. لا تشتمه.. لا تنظر إليه.. لا تعاقبه.. لا تسمعه كلاما جارحا…)!
وبعد هذا الوصف المجمل، لا بد من بيان بعض الأمور:
– إن المدرسة المغربية لا زالت بخير، وأغلب التلاميذ يتصفون بأخلاق عالية، ولكن توجد فئة قليلة وهي في تزايد مستمر يجب أن يؤخذ على أيديهم قبل أن يستفحل أمرهم.
– قد نستسيغ منهج التساهل والتسامح والتيسير مع المتعلمين قبل سن البلوغ، ولكن بعد أن يصبح التلميذ مكلفا فالحكمة تقتضي معاملته بمنهج الترغيب والترهيب معا دون تغليب جانب على جانب؛ فنضع اللين والرفق في موضعه ونضع الشدة في موضعها.. ومتى ما قلبنا الموازين أفسدنا أكثر مما نصلح.. وصدق من قال:
…ومن يكُ حازما * فليقْسُ أحيانا على من يرحم
– لقد قال علماؤنا رحمهم الله “من كانت بدايته محرقة، كانت نهايته مشرقة”.. فالبداية القوية تضمن النهاية السعيدة، والعزمة الفتية تكفل دوام النجاح أعواما مديدة؛ ولذلك تحتاج المدرسة المغربية إلى عزم صادق وقرار حاسم، ووقفة محورية نعترف فيها بأمراضنا التربوية، ونعلن بكل حزم وقوة أننا في أمس الحاجة للدواء ، ثم ننطلق بخطى ثابتة على المسار الصحيح وكلنا حماس وحيوية.. وبدون هذه البداية المحرقة تتعثَّر خطواتنا قبل الانطلاق.
– واعلم أيها الأستاذ المربي أن هيبتك وسمعتك خط أحمر، فلا تقبل فيها مساومة ولا تنازلا، ولا تتسولها من أحد؛ بل يجب عليك أن تصنعها لنفسك بنفسك بعد التوكل على الله العلي الكبير (وتوكل على الحي الذي لا يموت)، ولأن تنشر بالمنشار أهون عليك من تطاول اللئام.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M