إفقاد المغرب سيادته الغذائية!

04 مارس 2025 23:23
ربِّ لا تجعل الجائحة آخر فرص الإصلاح

هوية بريس – هشام بنلامين علوي

تصريح الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية الأستاذ نبيل بنعبد الله عن طلب رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش أن تعطيه وزيرة في الحكومة “التيساع” بعد تحرياتها ومتابعتها لاستهلاك الماء المفرط لضيعات كبار المستغلين، يشي بشيء خطير تبادر إلى ذهني مؤخرا وأحاول التأكد من مصادر وأرقام وتحليلات مختلفة صحته، ولكنه مطروح وأصبح بالنسبة لي سيناريو محتمل.

وزير الفلاحة أخنوش آنذاك يقصد دون شك الوزيرة أفيلال، وبغض النظر عن المناوشات الحزبية واحتمال وقوع أخطاء من وزراء التقدم والاشتراكية وحتى صراعات على قطاعات ومصالح بعينها وهي قصص تناسلت عن وزراء ال pps، فإن طلب سي عزيز من سي بنعبد الله غير طبيعي بالمرة وخطير!

فالسيناريو المحتمل، أن الإستهلاك المفرط للماء في الجيل الأول للمغرب الأخضر، و التركيز على الفلاحات المصدرة للماء أو هكذا توسم علميا، كان اختيارا استراتيجيا متعمدا ليس لجلب العملة الصعبة وهي محبوبة رجال الأعمال من كل الاصناف؛ وخاصة الانتهازيين منهم إذا كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية، ولكن اختيارا بإيعاز من جهات دولية أو إقليمية ما لإفقاد المغرب سيادته الغذائية، خاصة وأن الصراع على التخصص الزراعي والغذائي على أشده، وتحكمه السياسة والصراع الجيوستراتيجي أكثر من أي شيء آخر قد يذهب إليه التحليل البسيط.

وبعيدا عن أي نظرية مؤامرة، وقريبا من التحليل السياسي و الاقتصادي وربط الأحداث بعضها ببعض، فإنه من المحتمل جدا، أن قائد الحكومة الحالية متورط في هذا التوجه الإستراتيجي الذي افقد البلاد سيادته الغذائية، والذي نزل لمستوى احتمال اندثار القطيع الوطني لو ضحى الناس هذه السنة، وتحمل الملك شخصيا عبئ الدعوة لعدم إقامة شعيرة الأضحية هذه السنة!

المستقبل وحده كفيل بإظهار الحقيقة، فهذه البلاد لا تعترف بالرقابة على السياسات العمومية، وخير دليل أن هذا القطاع المقدس بعيد عنها وبالاخص مخطط المغرب الأخضر الذي مر إلى الجيل الأخضر دون رقابة ولا تقييم قبلي ولا بعدي، ولا تدقيق على المنجزات والمصروفات ومدى تحقق الاستراتيجية ولاهم يحزنون.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
8°
17°
الخميس
19°
الجمعة
21°
السبت
23°
أحد

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M