إلى أين أنتم ذاهبون أيتها العير من سكان العدوتين؟!
هوية بريس – محمد بوقنطار
حكى لي أحد أصدقائي الأعزاء أنه البارحة مساء كان متوجها إلى العاصمة الإدارية للمملكة في مشوار رفقة زوجه، ليتفاجأ بذلك الوضع الكارثي والمأساوي، فقد رجع قافلا إلى بيته من هول ما رأى دون أن يقضي مأربه ولا أن يهش على ذلك القطيع بعصا النهي عن المنكر مسترجعا ومحوقلا في حسرة وألم بغيض.. نعم البارحة قطعت الطريق، وضاقت أرض العدوتين سلا/الرباط بما رحبت، وتقصفت المرائب والشوارع والأزقة بزحمة سيارات لا مثيل لها ولا نظير، وشد ناس سلا الرحال زرافات وأسرابا، وكأنهم قد خرجوا للتو من أجداثهم سراعا إلى نصب يوفضون..
فما الخطب يا ترى؟؟! ومن المقصود زيارة وتلبية بهذا السيل العرم من هذه الكسور الآدمية، وإلى أين الوجهة أيها الشعب المكلوم الذي لطالما بكى واشتكى وناح ورفع عقيرة تظلمه الملحون الأنين من ارتفاع الأسعار وضيق المعيشة وقدرة العيش وبؤس الحياة وهدم الدور؟؟؟!
وإنما كان الخطب وكانت الوجهة وكان الصوب من هذا الشد وذلك الرحيل نحو العالم الجليل، والشاب الخلوق، والعلامة الشهم الجسور “طوطو السلكوط” حيث سيلقي محاضرته العلمية الفريدة متناولا بين تباريح نباحه المسعور الحلول الناجعة لكل مشاكل المغاربة من على منصة هيلتون…
إنني والله لجد حزين، وحق لي ولكل جريح نفس مكسور خاطر مهزوم وجدان أن يحزن وأن يبكي بكاء مريرا متصلا.
فوالله وبالله وتالله إن المشكلة فينا والمأساة من جنسنا، وستبقى تلك المأساة قائمة الأركان عصية الذات ما دام بيننا وفينا ومنا كيال لفولهم النجس، وشمام لبعرهم النتن، ووالغ في مجرى ركسهم العكر وشرابهم القذر..
