إنها ليست قافلة.. بل فضيحة تمشي على قدمين!

هوية بريس – إبراهيم سهيل
وما كانت غزة تنتظر دواءً ولا خبزًا من أقوامٍ تُركت نخوتهم عند بوابة “كامب ديفيد”، ولكن الله أراد أن يكشف الغطاء، ويجعل الفضيحة مدوّية، مرئية، لا لبس فيها ولا تأويل.
خرج الأحرار من أطراف الأرض، رجالٌ ونساء، شيبٌ وشبّان، لا يحملون إلا ما يفضح صمتنا ويعري عجزنا، فإذا بالمحتل الحقيقي لا يقف عند حدود فلسطين، بل يقيم هناك.. في قصرٍ ذليل عند ضفاف النيل.
نعم، هناك حيث يَختنق الحقّ في مؤتمرات الخيانة، وتُذبح المروءة على مذبح التنسيق الأمني، ويُعبَد الكيان الصهيوني باسم “السيادة”.
مصر اليوم لا تُحاصر غزة، بل تحاصر تاريخها، تحاصر دورها، تحاصر اسمها نفسه، فلا يبقى من “أمّ الدنيا” إلا أطلالٌ يلعنها اليتامى في خيام الشتات، ويسخر منها الجرحى في انتظار الشفاء.
أيُّ قعرٍ سقطتم فيه حتى صار العدوّ أقرب إلى أخلاق الحروب منكم؟ أيُّ لعنةٍ حلّت حتى صار الجندي المصريّ -الذي عبر القناة يومًا- يحرس اليوم الحصار ويطارد المسعفين؟
أيُّ يدٍ هذه التي تقبض على عنق قافلة لا تحمل إلا الدواء؟
بل أيُّ قلبٍ هذا الذي لم يتحرّك حين بكى الأطفال خلف الجدران، لكنّه تحرّك حين هتف الأحرار “افتحوا لنا الطريق”؟!
قافلة الصمود لم تُمنَع.. بل كُشِف بها الغطاء، وسقطت بها ورقة التوت الأخيرة عن نظامٍ يعيش على بيع الوهم، ويقتات من دماء غزة ليطيل عمر عرشه الواهي.
قافلة الصمود صارت آيةً من آيات الله: أن الحق إذا أراد الله له أن يظهر، سخّر له خصومه ليشهروه وهم لا يشعرون.
وإنّ مصر اليوم ليست المخدوعة.. بل الخادعة، وليست المكرَهَة.. بل الشريكة، وليست على الحياد… بل في الخندق المعادي.
وإنّه لا عذر لأحد بعد اليوم.
فمن سكت عن هذه الفضيحة، فقد تواطأ.
ومن برّر لهذا العار، فقد خان.
ومن زعم أنه لا يدري، فقد كذب.
“ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين“.
وسيكتب التاريخ -وربّ الكعبة- أن غزة حوصرت بأموال العرب، وخُنقت بأيادي العرب، وطُعنت من أقرب الناس نسبًا ولغةً وراية.
لكنها ثبتت، ورفعها الله فوقهم جميعًا، وبقيت القافلة تمشي، وإن أوقفوها، لأن القافلة ليست شاحنات.. بل ضمير أمة لن يُهزم.
لا ينبغي ان نكون مجحفين في حق انفسنا .لو انتصر العرب في الحروب التي خاضتها مع اسرائيل لكان وضع غزة مختلفا.لكن الفشل في محاولة ضرب اسرائيل كان بسبب الفارق في الاستعداد و العتاد هو سبب الرئيس في الهزيمة.اذن نفس القصة تتكرر مع الحرب الحالية اليوم التي تخوضها اسرائيل و امريكا ضد ايران.هذه الحرب هي تتويج لمسلسل طويل عنوانه منع الجمهورية الإسلامية من امتلاك كل اسباب القوة التي تسمح لها بغرض رؤيتها و ارادتها و امتلاك قرارها منذ اللحظة الأولى لقيام الثورة حيث أظهرت الثورة موقفها من سياسة الولايات المتحدة في المنطقة حيث احتجزت من كان بالسفارة الأمريكية.اذن لا داعي لمثل هذه الافكار التي تخرج عن السياق التاريخي لما نراه .