اتفاقيات العار يجب أن تنقض

06 فبراير 2025 16:46

هوية بريس – إبراهيم الطالب

يقول ترامب: “على الأردن ومصر أن يقبلا استقبال الفلسطينيين في بلادهم، لأن أمريكا قد ساعدت كثيرا مصر والأردن”.

إنه يتحدث عن الإتاوات السنوية التي تأخذها الأردن بموجب اتفاق السلام وادي عربة، والأخرى التي تأخذها مصر بموجب اتفاق كمب ديفد.

هتان الاتفاقيتان دعيتا باتفاقيات السلام، وبدا من اليوم الأول أن السلام هنا يقصد به سلام بني حاشاكم، وليس لأهلنا منه شيء.

ما تقوم به مصر من حماية حدودها برفح من جهة القطاع هو حفاظ على سلام أحفاد القردة والخنازير، وما تقوم به الأردن من جهة الضفة هو لذات السبب، ومن أجل سلام بهذا المفهوم صهاينة العالم وعلى رأسهم الأمريكان يقدمون إتاوات لحكومات الدولتين، بعد اتفاقيات أسلو نفس الإتاوات تأخذها حكومات عبيبيس أبو مازن.

وذل هذا الخضوع والخنوع صار الكاوبوي اليوم يأمرهم علما بتهجير أهلهم بعد أن سفك دماء 50 ألف عزيز.

فالعقبة الكؤود اليوم هي في اتفاقيات التضبيع، التي يعرف الكل ثمنها، المحدد سلفا في السمع والطاعة لإملاءات الكاوبوي الوكيل العام لبني صهيون.

كل الدول التي تستدرج لتوقيع اتفاقيات التضبيع، سينالها نفس المهانة وستشرب من كأس الذل نفسها، وسيخرب اقتصادها.

لذا فلم يبق أما الدول التي لم تبع شعوبها بعد، إلا الوقوف بعزيمة وقوة في وجه الإغراءات حتى لا تضطر يوما لقبول الإملاءات.

أما الشعوب التي تمت خيانتها فوق أسرة الحكم، فما عليها إلا النضال من أجل إسقاط اتفاقيات العار والاستعباد.

كل العهود والاتفاقيات تصبح لاغية إذا تم خرقها من جهة أحد الطرفين، إلا قادة العرب فمهما فتل عدوهم منهم من أرواح ومهما انتهك من حرمات واحتل من أراضيهم فهم أحرص على حماية تلك الاتفاقات لأنهم استمرؤوا الذل وألفوا التكسب ومد الأيدي، لذا لم يستثمروا في شعوبهم ولم يرفعوا رأسا بأبنائهم النزهاء الأشاوس، بل اعتلوا الكراسي على رقاب المفسدين والفاسدين والخونة والوصوليين، فلا للثروة أنتجوا ولا للكرامة صانوا.

لكن ما رأيناه في مجريات عْزة من جهة وما يجري الآن في الضفة من جهة أخرى، ظهر للجميع حقيقة التعامل الذي يرضاه الأعادي للكل، سواء صهايية العجل أم صهايية الصليب، فالضفة رغم الخضوع والرضى بلعب دور حارس الغَدو وخادمه، سينالها نفس العاقبة التي تهدد بها دولة العار والضهيونية أهل أرض العزة الأبرار الشجعان، وهي التهجير.

ألا إن الموت بعز غير من العيش في ذل، وهذه قاعدة اتفقت عليها البشرية من كل الأجناس، ولا يرضى الذل إلا مَن قال فيهما الشاعر:

ولا يقيمُ على ضَيمٍ يُسامُ به///إلا الأذَلّان: عِيرُ الحيِّ والوَتَدُ
‏هذا على الخسفِ مربوطٌ برمَّتِه////وذا يُشَجُّ فلا يرثي له أحدُ

‏وعير الحي هو الحمار، أما الوتد فمعروف.

وفي التلمود يسمي الصهايبة كلا من المسلمين والنصارى باسم الجوييم، وهؤلاء في معتقدهم خلقوا ليركبهم بنو صهبون فلا تتجاوز قيمتهم قيمة الحمير.

من هنا كان كل من يرى جواز إقامة علاقات طبيعية مع هؤلاء فهو من فصيلة الحمير المذكورة.

ويصدق فيهم جميعا قول الله سبحانه وتعالى: (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين).

وفي هذه النازلة وبالاسترشاد بالآية في توصيف الحالة سيكون في المشهد حمار يركب حمارا، وسيدخلهم قريبا أهل العزة إلى حضيرة الدواب، ومن مات منهم قبل ذلك فسيدخل أكبر مزبلة عرفها التاريخ.

فاللهم أبقنا على الفطرة بشرا نفهم عنك ونهتدي بسننك الشرعية والكونية وارزقنا الإخلاص في القول والعمل.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
15°
15°
الإثنين
15°
الثلاثاء
17°
الأربعاء
17°
الخميس

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M