الأستاذ ياسين العمري وإحياء التبليغ!

هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي
مما بات متواترا على ألسنة الناس في الشهور الأخيرة أي منذ انطلاق خطة تسديد التبليغ إلى يومنا هذا عبارة: “هل يوجد تبليغ حتى نتحدث عن تسديد التبليغ” في إشارة إلى إشكالية عزوف المغاربة عن الخطاب الديني الباهت والبارد الذي يقدم لهم من الجهات المعنية!
اليوم الأستاذ المسدد ياسين العمري حفظه الله الظاهرة الدعوية في بلدنا الحبيب يقدم إجابة شافية ويحل عقد الإشكالية المطروحة بإحيائه للتبليغ وإبرازه للنموذج المغربي المتفرد في التدين؛ ليبقى السؤال المطروح ما هي الوصفة السحرية التي يعتمدها الداعية المغربي المفوه التي جعلت من الجماهير تلتف حوله؟
شاهد أمام حشد جماهيري كبير.. ذ.ياسين العمري يلقي محاضرة بالحسيمة
بالاستقراء السريع لشخصية الأستاذ العمري والمنهج الدعوي الذي يتبعه يمكن أن نلخص نجاحه في النقاط الآتية:
أولا: أن معظم الناس يرون في الداعية المحبوب رجلا يشبههم في اللباس واللغة (العربية الممزوجة بالدارجة) والنكتة وكل ما يدل على الهوية المغربية الأصيلة؛
ثانيا: دفاع الرجل المستميت عن الثوابت الدينية والوطنية وإظهار النموذج المغربي في التدين وهذا أمر حسن ومطلوب ما لم يتحول إلى تعصب مقيت والمغاربة يملكون من الذكاء ما يجعلهم يمايزون بين الصنفين؛
ثالثا: أن الأستاذ فيما أعلمه ليس له انتماء سياسي أو حزبي وهذا ما جعل خطابه يسع الناس جميعا بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم؛
رابعا: من حيث مضمون الخطاب؛ استطاع الداعية ياسين العمري تقديم خطاب حي يستجيب لحاجات الناس ويواكب عصرهم دون تبديل أو تحريف؛ خطاب يلامس شغاف القلب وينير العقل ويدافع عن حاكمية الشريعة الإسلامية ويدحض شبهات الخصوم؛ كل ذلك وفق رؤية مقاصدية تراعي التنزيل السليم لهذا الخطاب على واقع الناس وأسلوب بديع يأخذ بلب المستمع وعقله عكس من يريد حصر الدعوة في التربية و التزكية بعيدا عن الانتصار لتحكيم الشريعة الإسلامية في حياة الناس الدينية والدنيوية؛
خامسا: الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية مقابل خطاب يسعى جاهدا إلى إماتتها بين الناس.
سادسا: ما نلمسه في الرجل من صدق وإخلاص وغيرة على الدين والوطن؛ وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة!
فمتى يهتدي المسؤولون في بلدنا الحبيب إلى احتضان مثل هذه النماذج الفريدة التي يفتخر بها المغاربة وفتح المساجد أمامها إحياء للدعوة والتبليغ وانتصارا للنموذج المغربي في التدين، فالتحديات تفرض علينا التعاون والتكامل لمواجهة عدو واحد هو الجهل والغلو والتطرف بكل أشكاله وأنواعه.
والله أسأل أن يحفظ أستاذنا المحبوب وأن يلهمه الرشد والصواب وأن يوفق المسؤولين في بلدنا الحبيب إلى ما فيه الخير والصلاح للمغاربة جميعا.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد.