الأنوار الإسلامية على القضايا الفردية الزواج: النية

24 سبتمبر 2022 17:49
سابقة.. السعودية تشرع في تطبيق "الزواج الإلكتروني"

هوية بريس – محمود البكوش

  1. مقدمة :

للزواج في الدين بالغ الأهمية, ولو لم يكن فيه إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من تزوج فقد استكمل نصف الدين فليتق الله في النصف الباقي”و لعل المقصود بالنصف الآخر اللسان لقوله صلى الله عليه وسلم” : من يضمن لي ما بين لحييه (أي اللسان) وما بين رجليه أضمن له الجنة” , قلت لو لم يكن فيه إلا هذا الحديث لكان كافيا في بيان بالغ أهميته فكيف إذا أضفنا قوله صلى الله عليه وسلم .”يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج  ومن لم يستطع فعليه بالصوم…” .

و النصوص الأخرى التي جاءت في بيان قدره وأنه ينبغي الحرص عليه.

لكن المتأمل اليوم في أحوال المتزوجين والمتزوجات يرى في كثير من الحالات أن رابطة الزواج تحولت إلى مصدر شقاء لدى أحد الزوجين أو كليهما. فلذا ينبغي أن تسلط الأنوار الإسلامية على هذا الموضوع جملة وتفصيلا حتى يؤدي ما من أجله لجأنا إليه وأنشأناه وأسسناه.

  1. لماذا نتزوج؟

أول ما ينبغي أن ننتبه له هو ما في قلوبنا من النيات حول ما نحن مقدمون عليه من هذا الأمر الجلل , وحق لي أن أصفه بالجلل لأن الشيطان يفرح بتدميره أيما فرح كما جاء في الحديث ” إن إبليس يبعث بسراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة فيجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فعل كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا فيجيء الآخر فيقول ما تركته حتى فعل كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ويجيئ الآخر فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين زوجه فيقول أنت أنت! ويدنيه “أو كما جاء في الحديث.

فأول الأخطاء تكون قبل الزواج هي تلك التي تتعلق بالنية كمن تتزوج ليشتري لها زوجها ما كانت محرومة منه بسبب بخل أبيها فإذا بها تجد الزوج أشد بخلا أو التي تتزوج لتجد الحنان الذي افتقدته فتجد الزوج مفتقدا للحنان هو الآخر ويريد منها ما كانت تريده منه. أو التي تتزوج ليعينها الزوج على تحقيق أهدافها فتجد زوجا يريدها أن تعينه على تحقيق أهدافه هو.

والخطأ في كل هذا أن نعتقد أننا سننال شيئا بالأماني دون أن يأذن الله فيه .

فالله عز وجل هو الرزاق ومنه ننال كل ما عندنا وكل ما نحن فيه من خير .. فتجد هؤلاء قد تعلقت قلوبهم بمخلوق فلا ينالون ما يريدون أو ربما قد يجدون عكسه. أما كيف ننال ما نريد فلذالك بحث مستقل إن شاء الله .

  • النية الصالحة

– أول ما ينبغي أن ندخل في نيتنا التقرب من مرضاة الله. فالرسول صل الله عليه وسلم قال: “تناكحوا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة”.

– ثم الابتعاد عن الحرام فالرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل النار فقال : “الفم والفرج” وسئل عن أكثر ما يدخل الجنة فقال : “التقوى وحسن الخلق”.

-ثم الإحسان وإسعاد الطرف الآخر فالله عز وجل يعاملنا كما نعامل الخلق إن خيرا فخير وإن شرا فشر : من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والنصوص في هذا كثيرة.

– التعاون على أمور الدنيا والآخرة فالرسول صلى الله عليه وسلم قال :”الشيطان مع الفذ وهو من الاثنين أبعد “والرسول  صلى الله عليه وسلم قال ” البركة في ثلاث : السحور والتريد والجماعة” فبالزواج يدخل المرء على نفسه بركة يجدها في أمور دينه ودنياه.

كما ننوي إيفاء الحقوق فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته.

  1. خطا التعميم

الذي أقصده بخطأ التعميم أن بعض الشباب يظن أنه بتوبته وصلاته وقراءته للقرآن كل أموره ستجري على الوجه الحسن ولا يحتاج إلى الدعاء في كل أمر على حدة . وهذا خطأ فعلينا دائما بالدعاء في كل أمر نريد الإقدام عليه وأهم ما نقدم عليه الزواج.

فينبغي الدعاء بالتوفيق للشريك الكفء المواتي.

اسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه خيرهم وصلاحهم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M