الأنوار الإسلامية على القضايا الفردية الزواج : أسباب المشاكل الزوجية

06 ديسمبر 2022 09:53

هوية بريس – محمود البكوش

مقدمة : لا حاجة لبيان أهمية موضوع اليوم . فالمشاكل الزوجية إما أن تؤدي إلى الطلاق أو التعب النفسي أو كلا الأمرين. وأنا على يقين أن كثيرا من حالات الطلاق بل ربما أكثرها يمكن تلافيها إذا فهمنا موضوع اليوم ووعينا مضمونه فما معنى ” يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون” وما علاقتها بما نحن بصدده ؟

I. أسباب المشاكل والخلافات بين الزوجين .

المتتبع لكل ما يمكن أن يقع من شر بين زوج وزوجته يمكن أن يرجعه إلى ثلاثة أسباب فقط.
أما السبب الأول فجهل كل من الطرفين بطبيعة الآخر. فالرجال مختلفون عن النساء في أمور كثيرة ولا بأس أن أسرد بعضها وإن لم أكن من أهل التخصص في علم النفس .
1. أمام مشاكل الرجل يميل إلى الصمت والتفكير في حين أن المرأة تميل إلى الكلام والتعبير.
2. الرجل يكره المساعدة إلا إذا طلبها والمرأة تحب بذل وتلقي المساعدة.
3. عند التعب النفسي الرجل يحب الخلوة والانفراد والمرأة تحب التعاطف .
4. عند الكلام الرجل يحب الاختصار والمرأة تحب التفصيل.
5. أهداف الرجل تكون مجملة وعلى الأمد البعيد وأهداف المرأة تكون على الأمد القريب.وما هذا إلا غيض من فيض . فالاختلاف بينهما يشمل حتى عمل الحواس فالمرأة أكثر قدرة على تمييز الألوان ولا تختلط عليها الروائح في حين أن الرجل أكثر تمييزا للحركات ولا يميز الروائح إن اختلطت. قال تعالى ” وليس الذكر كالأنثى”.
وأما السبب الثاني فهو المعاصي . وهذا الذي يصعب على الناس فهمه والتعامل معه. فما هي أدلة هذا الزعم . قال تعالى “قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ” من السلف من فسر العذاب من فوق بأئمة السوء والعذاب من تحت بخدم السوء. فعلى هذا عذاب الله يمكن أن يأتي على أيدي الخلق ومنهم الزوج أو الزوجة ويؤيد ما قلت ما جاء عن بعض الصحابة “إني لأصيب الذنب فأعرف ذلك في خلق زوجتي وخلق دابتي” ومما يشهد أيضا لهذا المعنى قوله تعالى ” ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الحياة الدنيا”
وأما السبب الثالث فاختلاف الطباع واختلاف الوجهة. فمن كان يريد بماله ربح الحسنات وشراء الجنة فسيجد مشاكل مع من تريد متع الدنيا وملذاتها ومن كانت تريد الاستقامة على الدين ستجد مشاكل مع من يريدها متبرجة تجالس الجميع وتصافح الجميع. وهذا السبب ينبغي أن لا نقع فيه وذلك بإحسان الاختيار.

II. العلاج :

إذا فهمنا الفقرة السابقة فثلث المشاكل والنزاعات ستختفي إذا فهم كل من الزوجين طبيعة الآخر وقبلها وعرف فضله عليه فالرجل عليه مثلا أن يحدد الأهداف البعيدة والمرأة عليها أن تساعده على تحقيقها خطوة خطوة فهي تنتبه لتفاصيل لا يراها. وهكذا.
أما ما كان نتيجة للسبب الثاني فهذا الذي يصعب فهمه على الناس رجالا ونساء ويصدق عليهم قوله تعالى ” يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ” فإذا جاءت امرأة تشكو سوء معاملة زوجها وقلت لها : ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ” تقول لا, أنا ما فعلت له شيئا وأنا مظلومة , نعم أنت مظلومة لكن تعانين من ذلك بسبب معاصيك ولن تتغير أحوالك إلا بمراجعة نفسك : “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” وأنت مسؤولة عما يقع لك. فهذا الذي أجد صعوبة في إفهامه للناس وقد أخبرني بعضهم أنه عندما يواظب على الرواتب تختفي الخصامات بينه وبين زوجته فإذا ترك الرواتب عادت الخصامات للظهور, فلا يستطيع أبدا أن يتوقف عن أداء الرواتب.
فأقول لمن فهم ولمن فهمت : عليكم بالاستغفار وأداء بعض النوافل من الصلوات والصدقات وعليكم بكثرة الذكر وسترون العجب في تحسن أحوالكم واختفاء النزاعات من واقعكم.

III. الخاتمة :

أنا على يقين أن نسبة كبيرة من تعاسة الناس بل ونسبة كبيرة من حوادث الطلاق ستنمحي إذا فهمنا أسبابه الحقيقية وعملنا على تخطي كل منها . وأسال الله أن ينفع لهذه الكلمة والله ولي التوفيق.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M