الاعتراف بفلسطين.. مؤتمر دولي بمبادرة من السعودية وفرنسا

هوية بريس – د.إدريس الكنبوري
يعقد خلال الشهر الجاري مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية بمبادرة من السعودية وفرنسا، كان مزمعا أن يؤدي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية!!! لكن أهدافه تغيرت من الاعتراف بهذا الكائن العجيب الذي لن يولد إلى مناقشة “الشروط التمهيدية” قبل الاعتراف بذلك المخلوق.
الشروط التمهيدية، حسب مسؤولين غربيين لجريدة الغارديان البريطانية، ثلاثة: أولا إصلاحات سياسية وإدارية ومالية في السلطة الوطنية الفلسطينية، ثانيا تجريد حماس من السلاح وإخلاء غزة من الأسلحة وتسليم إدارتها إلى هيئة فلسطينية”مستقلة”، ثالثا إجراء انتخابات “حرة ونزيهة” وتسليم إدارة غزة إلى الحكومة الجديدة بعد ذلك.
ومرة أخرى الخداع الياهودي يلعب وحيدا، يرمي الكرة ثم يقفز إلى المكان المقابل ليستقبلها.
الشروط الثلاثة هي من وضع إسرائيل، ولو أضفنا عشرة أصفار إلى رقم ثلاثة، أو عشرين صفرا، وصارت الشروط الثلاثة ثلاثين مليون شرطا، ونفذها الفلسطينيون، فإن الدولة الفلسطينية لن تقوم.
لنتذكر ياسر عرفات. عرفات صدق الخدع كلها واحدا بعد الآخر، وطمع في سلطة في الضفة الغربية لكنه لم يعطوه سوى بناية بها مرحاض ومكتب وكرسي.
وفي عام 1991 اجتمعوا في مؤتمر مدريد وقالوا إنهم سيعطون للفلسطينيين دولة، لكنهم أعطوهم أصبعا من تحت الجلباب، وتعاقب على أسطورة الدولة الفلسطينية عشرات المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين الذين كانوا يطبخون الحجارة للفلسطينيين ويوهمونهم بالعشاء، واليوم يضعون شروطا جديدة ويطبخون المزيد من الحجارة.
اليهود لا يرضون إلا بما يريدون، ولو نجحت شروطهم في القديم مع خالقهم لنجحت شروطهم مع الفلسطينيين، فليس فوق الخالق شيء وهو الأحد الصمد، ومع ذلك خانوا مواثيقه، والقرآن مليء بالآيات التي تتحدث عن خياناتهم، ولن ينزل بعد القرآن قرآن ينسخه، ومن يصدقهم هو كمن يكذب القرآن ولا يؤمن بأنه كتاب أنزل من رب العالمين على محمد صلى الله عليه وسلم بلغه جبريل الأمين “وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين“.
وتأمل جيدا كيف أنهم احتلوا أرض غيرهم وقتلوهم ثم هم لا يرضون حتى بمنحهم قطعة من أرضهم، فكيف لو أنهم كانوا يملكون شيئا من عندهم حصلوه بعرق جبينهم؟