التدين المغربي بين وجهتي نظر: إسلامية وعلمانية
هوية بريس – أحمد السالمي
ينص الدستور المغربي على أن “المملكة المغربية دولة إسلامية”، ويؤكد الفصل السادس منه على أن “الإسلام دين الدولة، والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية”، كما يشير الفصل 19إلى كون “الملك أمير المؤمنين… وهو حامي حمى الدين…”، ورغم كل ذلك يصر بعض العلمانيينعلى أن هناك ازدواجية لأن الواقع القانوني يفندما يتضمنه الدستور من كون المغرب دولة إسلامية وبالتالي يمكن القول بعدم دستورية القوانين، والتشريعات المغربية،حيث يتبين أن كل القوانين المغربية الحالية لا تمت لشريعة الإسلامية بأية صلة بل هي مبنية في الحقيقة على القواعد القانونية المستمدة أساسا من القانون الفرنسي الوضعي، وبالتالي يجب اعتماد العلمانية.
وعليه يرى هؤلاء أن المجتمع المغربي مجتمع منافق، حتى في تدينه، ويعتبرون أنه ما دام هناك من يفطر رمضان في الخفاء، فعليناأن نشرع الإفطار جهارا نهارا، وإلا فإننا منافقون؟ وما دام هناك لواط وسحاق، فلماذا لا نشرع قانوناللشذوذ، وما دامت هناك ممارسة جنسية خارج إطارالزواج، فيجب أن نرفع الحرج عن هذهالممارسة، إلا فأننا نعاني من الانفصام والنفاق.
وما دامت الخمر تصنع وتستهلك في المغرب أيضا، فلماذا نمنع بيعها ونعاقب من يشربها علانية، إلى غير ذلك من موبقات التي يقترفها من ضعف إيمانه، ولا يريد المجاهرة بها، لكن العلمانيين يختلط عليهم الأمر بين من يحلل الذنب وهؤلاء قليلون، وبين من يقترفه وهو يعتقد حرمته ويدعوا الله أن يغفر له، ويبنون على توهماتهم مسلمات مفادها أن المجتمع المغربي مجتمع علماني غير متديّن.
وعلى الطرف الآخريرى عدد من الدعاة والمصلحين أن المجتمع المغربي مجتمع متدين بفطرته رغم كل مظاهر التعرية التي ألمت به، لكن يبقى الجوهر قريبا من الدين والتدين، وأن المجتمع حافظ على استقراره بسبب تدينه وتشبثه بإسلامه.
كما يعتبر ذات الطرف أن مؤشر التدين لدى المواطن المغربيارتفع في العقود الأخيرة، حيث لوحظ إقبال كبير للشباب على التدين بمختلف مظاهره.
وفي آخر تقرير للمركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة التابع لحركة التوحيد والإصلاح صنفت الأرقام المغاربة ضمن الشعوب العربية الأكثر تدينا، بناء على تصريحات ذاتية ومباشرة لحوالي (90%) منهم ممن يؤكد أنهم متدينون إما إلى حد ما (63%) أو متدينون جدا بنسبة تقترب من الثلث(23%)، وذلك حسب معيار للتدين توافق ثلثا المعنيين على أنه لا يقتصر على البعد الشعائري وممارسة العبادات فقط، والتي مثلت نسبته (39%)، وإنما يشمل أيضا ما هو أخلاقي وقيمي وسلوكي ومعاملاتي توزّعتمؤشرات حضورها في تعريف التدين (27%) بالنسبة للصدق والأمانة(17%) أحسن معاملة الآخرين و(7%) لصلة الرحم، و(7%) بالنسبة لمساعدة الفقراء.