التشكيك في الدين بين مطرقة الإلحاد وسندان التطبيع

07 فبراير 2025 16:20

هوية بريس – إبراهيم سهيل

ماذا يُكاد لأبناء المغرب؟

ليس أحمد عصيد وحده من يرفع راية التشكيك في ثوابت الأمة بل هو نموذج لمشروع أكبر مشروع يعمل على زعزعة الهوية الدينية والثقافية للمغاربة تمامًا كما يحدث في كثير من الدول الإسلامية الأخرى.

لكن ما علاقة هذا بالواقع السياسي والتغيرات التي تشهدها المنطقة وأين تلتقي هذه الموجة الإلحادية مع موجة التطبيع التي اجتاحت بعض الدول؟

الإلحاد كسلاح فكري لضرب الأمة

عندما نسمع أشخاصًا مثل أحمد عصيد يطعنون في العقيدة الإسلامية وينكرون قصص الأنبياء بحجة العلم فهم لا يتحركون في فراغ.

هذه الأصوات ليست مجرد “اجتهادات فكرية” بل تأتي في سياق أوسع حيث يتم استهداف الشباب المسلم بأفكار تغريبية تسعى إلى تفكيك هويته وجعله يشكك في دينه وتاريخه وثقافته ليصبح في النهاية فريسة سهلة للهيمنة الثقافية والسياسية الغربية.

عصيد وأمثاله لا يواجهون الإسلام من منطلق بحث علمي حقيقي فهم لا يشككون في أي سرديات أخرى مهما كانت ضعيفة أو خرافية بل يركزون فقط على الإسلام والقرآن تحديدًا. لماذا؟ لأن هذا الدين هو آخر حصن يقي الأمة من الذوبان
في المشروع الغربي-الصهيوني.

التطبيع وخطابه المشترك مع الإلحاد

من المثير للانتباه أن الخطاب الإلحادي في المغرب الذي يتزعمه أمثال عصيد يتقاطع بشكل عجيب مع خطاب التطبيع مع الكيان الصهيوني.

فكلاهما يعملان على محو الهوية الإسلامية للمجتمع الأول عن طريق الهجوم الفكري والثاني عن طريق فرض القبول بكيان محتل غاصب على أنه “شريك طبيعي”.

المشروع الص-هيوني لا يمكن أن ينجح في دولة إسلامية إلا إذا تم تمييع عقيدة أهلها وإضعاف ارتباطهم بالإسلام وإغراقهم في الشكوك حول دينهم وتاريخهم.

وهذا هو ما يفعله هؤلاء المتحدثون باسم “التنوير” الذين يهاجمون الإسلام ليل نهار لكنهم لا يتجرؤون على المساس بأي عقيدة أخرى.

لماذا لا يُحاسبون؟

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يُمنح هؤلاء مساحة إعلامية واسعة لنشر أفكارهم بينما يتم التضييق على العلماء والدعاة الذين يدافعون عن الإسلام؟ لماذا يُعتبر الطعن في الدين “حرية تعبير” بينما يُعامل الدفاع عنه على أنه “تطرف”؟

الجواب بسيط: هناك أجندة واضحة تعمل على تفريغ المجتمع من دينه وتحويله إلى كيان تابع ثقافيًا وسياسيًا لأن الشعوب التي تفقد هويتها تصبح سهلة الانقياد.

وما يحدث في المغرب اليوم ليس إلا امتدادًا لهذا المشروع حيث يُترك أمثال عصيد يعيثون في الفكر فسادًا بينما تُقيد المؤسسات الدينية وتُحاصر الأصوات التي تدعو إلى التمسك بالثوابت.

ما الحل؟

الحل يبدأ بالوعي بأن نفهم أن هذه ليست مجرد أفكار عشوائية بل هي حملة منظمة تهدف إلى فصل المغاربة عن دينهم وهويتهم.

علينا أن نكشف زيف هؤلاء وأن نواجههم بالحجة والعلم وألا نسمح لهم بأن يكونوا الصوت الوحيد في الساحة.

كما يجب على المؤسسات الدينية والعلماء والمثقفين أن يستعيدوا دورهم وألا يتركوا الساحة فارغة أمام من يريدون تدمير المجتمع فكريًا لأن الفراغ الفكري هو الذي يسمح لهذه الأفكار بالانتشار.

في النهاية الحرب على الإسلام لم تتوقف يومًا لكنها تتخذ أشكالًا مختلفة ومن أخطرها اليوم هذه الحرب الفكرية التي تتستر خلف شعارات “العقل” و”التنوير” بينما هي في حقيقتها جزء من مشروع الهيمنة والتبعية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
15°
15°
الإثنين
15°
الثلاثاء
17°
الأربعاء
17°
الخميس

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M