“التطبيع طبقات”.. محاولة اغتيال خالد مشعل والملك الحسين

13 يونيو 2025 20:19

هوية بريس – د.ادريس الكنبوري

شاهدت (أمس) برنامجا وثائقيا عن محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن عام 1997، ورأيت كيف أن الملك حسين، ملك الأردن السابق، لعب دورا بطوليا رغم اتفاقية التطبيع مع إسرائيل التي وقعها عام 1994. وقد فهمت أن حتى التطبيع ليس طبقة واحدة بل طبقات، وأننا اليوم في آخر طبقاته، لأن التطبيع الجديد أصبح قيدا في أقدام الدول العربية حتى تحولت إلى دول حامية لإصرائيل، كما يحصل مع مصر.

عام 1997 تعرض مشعل لمحاولة اغتيال من الموساد بأسلوب جديد تماما، فقد أمر نتنياهو باغتياله في العاصمة الأردنية حيث كان يعيش، لكن من دون أن يكون هناك أي تفجير أو إطلاق رصاص بل أن تكون العملية سرية جدا، فتم ابتكار نوع جديد من السم، وحين اقترب مشغل من مقر مكتبه دنا منه شخصان بهوية كندية ورشا عليه السم ولاذا بالفرار. ولجآ إلى السفارة الإسرائيلية في عمان للاختباء.

التوفيق يشرعن الربا

كان طاقم الموساد الذي انتقل إلى الأردن لتنفيذ العملية حوالي عشرين شخصا، وكان معهم طبيب يحمل مضاد السم في حالة أصيب أحد أفراد الطاقم.

حُمل مشعل إلى المستشفى وبعد الفحص تبين بأنه تعرض للتسميم بنوع غريب ومجهول من السم لا يعرفه أحد، ولم يجد الأطباء شيئا يفعلونه بينما كان مشعل يقترب من الموت ببطء.

عندما علم الملك حسين بالخبر ثار غضبا واتصل بنتنياهو وهدده بإنهاء اتفاقية التطبيع فورا إذا لم يرسل إليه مضاد السم على وجه السرعة، وجمع أعضاء الحكومة وقال أمامهم -كما في الفيلم الوثائقي الذي ظهر فيه الملك حسين يخطب- إن موت مشعل يعني موت السلام مع إسرائيل، وهدد بقصف السفارة الإسرائيلية إذا مات مشعل.

اتصل الملك حسين ببيل كلينتون وضغط عليه، فاتصل كلينتون بنتياهو الذي أمر العميلين الموجودين في السفارة بتسليم مضاد السم إلى الأردنيين، وتم حقن مشعل به فاستعاد عافيته.

لكن الملك حسين لم يكتف بذلك، بل هدد إسرائيل وطالبها بالإفراج عن خمسين أسيرا فلسطينيا في سجونها، على رأسهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، وتم الإفراج عنهم وخرج أحمد ياسين واستقبله الملك حسين في عمان في احتفال جماهيري.

وهكذا أدت عملية الموساد إلى نتائج غير متوقعة رغم اتفاقية التطبيع التي عرف الملك حسين كيف يوظفها.

لو أن الدول المطبعة قامت اليوم بما قام به الملك حسين لتوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في اليوم الأول، ولكن التطبيع طبقات، ومن نكد الدنيا أننا أصبحنا نبحث عن مطبعين أقوياء بدل هذا التطبيع الجديد.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
24°
السبت
24°
أحد
24°
الإثنين
25°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة