التعدد بين أنانية الزوجات والواقع الأليم

18 يوليو 2022 23:59
قانون «تعدد الزوجات» في كينيا يثير سخط نائبات البرلمان

هوية بريس – هناء المداح

لم يشرع الله عز وجل أمرًا إلا وفيه الصلاح والنفع لعباده، لأنه سبحانه رؤوف خبير رحيم بهم، يعلم السر وأخفى، ولا يظلم أحدا، وكذلك رسوله الكريم سيد البشر وخاتم الأنبياء والمرسلين لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، فقوله حق، وفعله حق..

ومما شرعه الله تعالى للمسلمين، وطبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون والسلف الصالح، تعدد الزوجات لحِكَم وغايات سامية نبيلة منها:

عدم حرمان المرأة نعمة الزواج، وعدم تعطل منافع الرجال بخاصة إذا كانت زوجته عاقرا أو مريضة أو لا تلبي له رغباته ومطالبه المختلفة، فضلًا عن زيادة نسل المسلمين وتطهير المجتمعات من الفواحش والفساد الأخلاقي الذي تنتشر بسببه الأمراض العضوية والنفسية..

لا يطعن في تعدد الزوجات ويعتبره تخلفا وجاهلية وظلما للزوجات إلا من أعمى الله بصيرته بكفر أو نفاق أو عناد وجهل بالشرع وأحكامه وأهدافه.
قال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}، (الملك:14).
وقال أيضا: {قل أأنتم أعلم أم اللهُ}، البقرة: 140

وفي الحديث القدسي، قال الله تعالى: {يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا}، رواه مسلم.
لو كان في تعدد الزوجات ظلم، ما شرعه وأباحه الله، فهو سبحانه من خلق المرأة ويعلم ما يضرها وما ينفعها، ولا يعني ظلم وعدم تقوى بعض الأزواج الذين عددوا، أن الرجال جميعهم ظالمون ولا يمكنهم تحقيق العدل وتقوى الله في زوجاتهم..

ولو أن الرجال عدلوا لاستقرت الحياة، وقلت المشكلات ورضي الجميع، وربما دعت النساء إلى التعدد.

فليتصور كل رجل أن أخته أو ابنته فاتها قطار الزواج، أو تزوجت وطُلِقت لأي سبب، أو مات زوجها، وتعاني ويلات الوحدة والحزن والحاجة، فمن سيتزوجها أو يتزوج من هن في مثل ظروفها؟

هل سيقدم عليهن شباب في مقتبل أعمارهم ولم يسبق لهم الزواج؟

كلا.. سيقبل عليهن رجال سبق لهم الزواج ولديهم القدرة على التعدد.

ولتتصور وتتأمل كل زوجة حالها إذا لم تتزوج ولم تُرزَق بالأبناء، وتضع نفسها مكان أختها المسلمة المسكينة المحرومة من الزواج والتي تتوق إلى نصف أو ربع زوج يحنو عليها ويشعرها بالأمان ويعولها ويحقق لها رغبتها في أن تكون أما لطفل أو أكثر تغمرهم حبا وحنانا وتسعد بهم ويكونون قرة عين لها وعونا لها على تحمل صعوبات وضغوطات الحياة.

ليس من الشرع أو الإنسانية أن تقف الزوجات سدًا منيعا وعقبة كؤودًا أمام أزواجهن القادرين الذين يرغبون في التعدد لأي سبب كان، خوفا من نظرة المجتمع لهن، ورغبة منهن في التملك والاستئثار بهم بدعوى الحب أو العجز عن الصبر لفراقهم لساعات أو أيام وهن اللائي يصبرن في أحايين كثيرة حال سفرهم أو مرضهم أو لأي أمر آخر.

فما هذه إلا أنانية بغيضة في الزوجات ومن يجاريهن من الأزواج الذين لا يدورون إلا في فلكهن ولا ينظرون إلا بمنظارهن، وإلا فما الذي يضير الزوجة إذا ما ضم إليها زوجها القادر ماديًا وصحيًا زوجة أخرى أو أكثر.
.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M