التعدد والحروب والإرهاب.. باحث يرصد مفارقات عجيبة!

هوية بريس – علي حنين
في تحليلٍ لافتٍ للانتباه، سلط الدكتور هيثم طلعت، الكاتب والباحث المصري، الضوء على جملة من المفارقات الصارخة التي تكشف ازدواجية المعايير في التعامل مع المجتمعات الإسلامية مقارنة بالغرب.
هذه المفارقات، التي تستند إلى إحصائيات ووقائع موثقة، تطرح تساؤلاتٍ كبيرة حول كيفية تشكيل الصورة النمطية للعالم الإسلامي في وسائل الإعلام العالمية، وتكشف عن تناقضاتٍ عميقة في الخطاب السائد.
المفارقة الأولى: التعدد الجنسي والاتهامات المتبادلة!
كشف الدكتور طلعت عن مفارقة مثيرة للاهتمام بناءً على الإحصاءات البريطانية التي تشير إلى أن الرجل البريطاني يمارس العلاقات الجنسية مع 15 شريكًا في المتوسط خلال حياته.
في المقابل، تُعد المجتمعات الإسلامية من أقل المجتمعات تعددًا في العلاقات الجنسية على مستوى العالم.
ومع ذلك، تُوجه الاتهامات دائمًا إلى المجتمعات الإسلامية بالتعدد، بينما يتم التغاضي عن التعدد الجنسي الغربي الذي يعتبر إلى حد بعيد “شهوانيا” و”غير مسؤول”.
هذه المفارقة تطرح تساؤلاتٍ حول أسباب تركيز الخطاب الإعلامي على اتهام المجتمعات الإسلامية، بينما يتم تجاهل السلوكيات المماثلة أو الأكثر تطرفًا في المجتمعات الغربية.
المفارقة الثانية: الحروب العالمية والإرهاب!
أشار طلعت إلى أن الحروب العالمية، بما في ذلك الكارتلات الإبادية مثل النازية والفاشية والستالينية، هي إنتاج غربي بامتياز.
ومع ذلك، يتم تصوير العالم الإسلامي على أنه المصدر الرئيسي للإرهاب.
وفي حين تمتلك الدول الغربية ترساناتٍ من الأسلحة الفتاكة القادرة على تدمير الأرض عدة مرات، يتم توجيه أصابع الاتهام إلى المجتمعات الإسلامية بالإرهاب.
هذه المفارقة، وفق الباحث المصري، تكشف عن خللٍ كبير في كيفية توزيع الاتهامات وتشكيل الصورة الذهنية عن “الآخر”.
المفارقة الثالثة: معدلات التحرش والاغتصاب!
كشفت الإحصاءات التي استعرضها الدكتور طلعت أن أعلى معدلات التحرش والاغتصاب في العالم تتركز في الدول الأكثر علمانية.
على سبيل المثال، ذكرت مجلة “فرانس 24” أن معدلات التحرش في فرنسا تصل إلى 100%، بينما تحتل دول مثل أمريكا والهند وبريطانيا وألمانيا والسويد المراتب الأولى في معدلات الاغتصاب.
في المقابل، تُعد المجتمعات الإسلامية من أقل المجتمعات في معدلات انتشار الإيدز والاغتصاب.
ومع ذلك، يتم تصويرها في الإعلام على أنها الأكثر تحرشًا بالنساء، والأكثر تفكيرًا فيهن.
هذه المفارقة تثير تساؤلاتٍ حول الدوافع الكامنة وراء هذه الصورة النمطية المشوهة.
إعادة صناعة الوعي
في ختام تحليله، أكد الدكتور طلعت أن كشف هذه الحقائق وإعادة صناعة وعي العالم يتطلب جهودًا فكرية ودعوية كبيرة.
فالحرب على الصورة النمطية، يضيف ذات المتحدث، ليست أقل أهمية من الحرب على الأرض، خاصةً في ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات الإسلامية في ظل هيمنة الخطاب الإعلامي الغربي.
ختامًا
ما رصده الدكتور هيثم طلعت ليس مجرد أرقامٍ وإحصائيات، بل هو دعوةٌ لإعادة النظر في كيفية تشكيل الوعي العالمي حول المجتمعات الإسلامية.
هذه المفارقات الصارخة تكشف عن ازدواجية مفضوحة في المعايير تمارس ضد العالم الإسلامي، وتؤكد الحاجة إلى مشاريع فكرية جادة لمواجهة هذه الصورة النمطية المشوهة.
— اقـرأ أيضا: