الذكرى 524 لسقوط الأندلس.. «الأندلس.. بين الخلافة وأمّة التيه»

02 يناير 2016 19:01
كيف كان التطبيب في الأندلس حتى للزوار الأجانب؟!

هوية بريس – يسري الخطيب (الأمة)

السبت 02 يناير 2016

اليوم 2 يناير، مرّت 524 سنة على خروج المسلمين من الأندلس.. إنه السقوط الكبير، وبداية (خيط التريكوه).. فقد تتابعت الكوارث، وتوالت الهزائم، وتهاوت عواصمنا، وترجّل الفرسان.. وأصبحنا أمة “التيه”…

لقد شبع التاريخ الإنساني وارتوى.. شبع حتى التخمة، وارتوى حتى الثمالة، من المآسي والغرائب والعجائب.. والتاريخ هو ظل الإنسان على الأرض، والأرض هي المسرح الذي لا يألو جهدًا في تبديل الأدوار والمجاميع والأبطال..

ولكنهما.. الأرض والتاريخ.. لا يستطيعان أبدا تغيير الأحداث وتلوين الظل.

 ويظل عام 1492 هو العام الفاصل في تاريخ البشرية.. تغيّر فيه وجه العالم كما لم يحدث من قبل..

غربت فيه حضارة الأندلس التي قامت على التسامح والسلام..

وبدأ فيه عصر جديد لحضارة قاسية لا تعرف الرحمة..

أمريكا والأندلس..

بداية ونهاية، شروق وغروب..

ولكن هيهات هيهات.

في أكتوبر 1492 أبحر “كريستوفر كولمبس” على ظهر السفينة “سانتا ماريا” وبصحبته سفينتان أصغر حجما هما “اليذنا” و”البيذتا” وبرفقته 120 رجلا إلى المحيط المجهول.. وكانت تلك هي البداية لاكتشاف أمريكا وتدمير حضارة الهنود الحمر.. اكتشاف الدمار وتدمير المُكتشف!! .

لقد حكم العرب بلاد الأندلس من 711م حتى 1492م..

(781 سنة ).. وليس 5 قرون كما هو شائع..

كانت الأندلس “إسبانيا” هي القوة العظمى على وجه الأرض، والقطب الأوحد الذي يسيطر على الدنيا، والشمس التي تشع عدلاً وعلمًا ورحمة..

حتى كان الأفول المشؤوم، والاستثناء الوحيد من القاعدة التاريخية التي تقول :

“إن الإسلام إذا بلغ أرضا استقر فيها إلى الأبد”.. ولكن الأندلس كانت الاستثناء الوحيد في تاريخ الإسلام..

وعندما تسلمت الملكة الكاثوليكية المتعصبة “إيزابيلا دي كاستيلا” آخر مفاتيح الأندلس، وقّعت على معاهدة احترام الأديان، ولكنها سرعان ما نقضتها وقتلت كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله على أرض الأندلس..

ليخرج الإسلام من هذه الأرض حتى حين.. ولكنه يعود كعادته دائما يزلزل من ظنوه انتهى..

فقد تزايدت أعداد المسلمين في إسبانيا في السنوات الأخيرة بصورة أزعجت المراقبين الحاقدين، ودكت حصون الكارهين للإسلام في عُقر دارهم..

وتلك هي عبقرية الإسلام..

أما الملكة “إيزابيلا” فقد فضحها التاريخ بعد أن خرجت الدراسات من إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا.. وأعلنت الحقيقة المؤلمة وكشفت السر العظيم..

لقد سقطت الأندلس وقامت أمريكا في نفس العام لأن الملكة “إيزابيلا” استولت على كل أموال المسلمين وممتلكاتهم في الأندلس بعد وقوعها.. وموّلت بها رحلة “كولمبس” لاكتشاف أمريكا..

أموالنا هي التي اكتشفت أمريكا..

حتى لا ننسى.. نحن الذين دفعنا أجور “كولمبس” ومن معه..

قامت أمريكا على دمائنا ومازالت.. لأنه دورها المرسوم..

ولذا كان لا بد أن تختفي حضارة الإسلام في الأندلس؛ لتظهر حضارة الهمج في أمريكا..

وتستمر اللعبة..

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M