الربا طريق الاستعمار وخراب الشعوب.. كلمة قوية للدكتور بنحمزة

هوية بريس – علي حنين
في سياق موجة الاستنكار الواسعة التي أثارتها تصريحات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، والتي زعم فيها أن القروض البنكية الربوية لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية إلا إذا كانت “أضعافًا مضاعفة”، أعاد نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي تداول كلمة للدكتور مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة وعضو المجلس العلمي الأعلى، تناول فيها خطورة الربا وآثاره المدمرة على الأفراد والمجتمعات.
🎯 الرشد لا يُطلب إلا من القرآن
أكد الدكتور بنحمزة في كلمته أن الهداية والرشاد لا يُنالان إلا من كتاب الله، قائلاً: “الرشد حينما يطلبه الإنسان يجده في القرآن”.
وأضاف محذراً من اتباع الأهواء أو الطروحات التي تُخالف النصوص الشرعية: “حينما يأتيك إنسان بشيء خارج نطاق القرآن فإنه لا يدلك على الرشد مطلقا، إنما يدلك على شيء من الأشياء التي تضيع فيها البشرية”.
⚖️ الربا ظلمٌ ممنهج ومعاناةٌ للفقراء
وفي رده غير المباشر على محاولات تبرير التعاملات الربوية تحت ذريعة التطور الزمني، قال الدكتور بنحمزة: “كان بعض الناس يقفون ضد أحكام القرآن”.. وزعموا “أن الربا حلال لأن الزمن تطور.. تطور الزمن ونفذ الربا وأغرقت شعوب، والآن تعاني من الربا”.
وأوضح أن الواقع يؤكد صواب الموقف القرآني الرافض للربا، متسائلاً: “كلمةُ من صَحَّت؟ الكلمة التي صحت هي كلمة القرآن الذي قال هذا الربا هو ظلم للبشرية.. هذا الربا يمكن أن يسعد به الأغنياء، لأنهم يستغلون الفقراء في حالة الضائقة وفي حالة الفقر”.
وأردف الدكتور بنحمزة:” من يحتاج إلى أن يستدين؟ هل يستدين القوي؟ يستدين الإنسان الذي لم يجد ما يعالج به زوجته.. يستدين إنسان ليتابع دراسة أبنائه.. وكلما استدان أخذوا منه الدين وزيادة”.
كما وصف النظام الربوي بأنه شكل من أشكال الاستعباد الحديث، قائلاً: “والدَّيْنُ كان شيئا قاتلا”، مبرزاً أن “حقوق البشرية كانت تنتهك بالربا”.
⚔️🪙 الربا والاستعمار.. دروس من التاريخ
استحضر الدكتور بنحمزة في كلمته وقائع تاريخية تدل على خطورة الربا، مشيراً إلى الدور الذي لعبته القروض الربوية في تسهيل السيطرة الاستعمارية على المغرب، حيث ذَكَّرَ بأن من جملة ما فعلته فرنسا لإخضاع المغرب لهيمنتها الاستعمارية أنها أقرضته 60 مليون فرنك، فلما عجز عن سداده اشترطت عليه التحكم في موانئ المملكة ومواردها الحيوية، حتى تضمن استرداد دينها، مضيفاً: “فدخلت فرنسا بـ 60 مليون”!
وأوضح أن هذا القرض الربوي كان بداية مرحلة مريرة في تاريخ البلاد، مشيراً إلى أن “60 مليون” كلّفت المغرب “خسائر فادحة في الأرواح والأموال والمتاعب قبل أن يسترد المغرب استقلاله”.
🔥أزمات عالمية سببها الربا
وفي سياق حديثه عن التداعيات الاقتصادية للنظام المالي الربوي، ذكّر الدكتور بنحمزة بجملة من الأزمات العالمية، مؤكداً أن أصلها يعود إلى القروض الربوية، ومنها أزمات خانقة شهدتها دول مثل اليونان وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.