الشقيري الديني يكتب: هل يحدث دعاة الاستهزاء بالدين أزمة بين المغرب وإفريقيا؟

15 أغسطس 2025 20:25

هوية بريس – ذ. أحمد الشقيري الديني

انقسم الناس إزاء شتم الله تعالى على صفحة ابتسام لشكر، سود الله صفحتها، إلى ثلاثة أقسام:

  • القسم الأول:

وهم الأغلبية يرفضون التطاول على الذات الإلهية في بلاد ينص دستورها على أن الإسلام دينها الرسمي، يرأسها أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين.

وهذا القسم استقبل اعتقال ابتسام لشكر بالارتياح، مطالبا بإنزال العقوبة المناسبة لهذا الجرم العظيم..

  • القسم الثاني:

وهم أقلية حداثوية انبروا للدفاع عن حق لشكر في سب أسمى عقائد أكثر من مليار ونصف مسلم في العالم، وهي الاعتقاد بتنزيه الله عن النقائص.

وهؤلاء يقدمون حرية التعبير على حرمة الدين بسبب انطماس بصيرتهم وعفونة أفكارهم التي تلقفوها من قمامة الحداثة.

ولو تجرأ أحد فقذفه أو سب والديه أو نعتهم بالشذوذ لرفعوا شكواهم للمحاكم مطالبين بالتعويض عن التشهير والقذف..!

  • القسم الثالث:

شيطان أخرس لا في العير ولا في النفير، وإذا تكلم قال: وهل الله بحاجة لمن يدافع عنه؟!

وهذا تحريف للنقاش لأن المسلمين يدافعون عن دينهم وعقائدهم وهي أغلى ما يملكون، وهم يعلمون أن الله تعالى شرع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأيضاً شرع الجهاد دفاعا عن الدين، ولم يقل أحد إن الله عاجز عن الدفاع عن نفسه لذا رغبنا في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..!

ففي حديث البخاري قال الله تعالى:

” كذبني ابن آدم وما ينبغي له أن يكذبني، وشتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني. وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا. وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد”.

وهذا الحديث لا يعني أن الله تعالى يتضرر بمعصية ابن آدم كما لا ينتفع بطاعتهم، وإنما يعود النفع والضر على ابن آدم، كما في الحديث القدسي الطويل الذي جاء فيه:

” يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني..”.

وصنف آخر يهون من هذا الخطب الجلل فيزعم أن ابتسام إنما كانت تلهو وتلعب، ليست تقصد انتقاص رب العالمين ولا استهداف عقائد المسلمين، لمثل هؤلاء يقول الحق سبحانه:

” وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ”.

قال القاضي أبو بكر بن العربي إمام المالكية في زمانه:

” لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جدا أو هزلا ، وهو كيفما كان كفر، فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة إذ التحقيق أخو العلم والحق، والهزل أخو الباطل والجهل”. نقله الإمام القرطبي في تفسيره للآية.

🔸الأفارقة وتشبثهم بإمارة المومنين بالمغرب:

يُجلي هذه العلاقة بين الأفارقة وإمارة المؤمنين: رمزيتها وبُعدها الإفريقي الأستاذ إبراهيم أحمد المقري عضو فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية نيجيريا ويحدد مهمتها السامية في حفظ الدين بالقول:

” ومن الجدير بالذكر أنه ليس على وجه المعمورة اليوم بيعة لإمارة المؤمنين على الوجه الشرعي غير هذه التي منّ الله بها على المغرب، بل على عالم المؤمنين كافة من خلال الأسرة العلوية الشريفة بالمغرب، والمهمة الأولى لإمارة المؤمنين هي الحفاظ على بيضة الدين ورعاية ثوابته، وهي مهمة تسهر عليها وتقوم بها مؤسسة إمارة المؤمنين بالمغرب خير قيام..”.

إلى أن قال في نفس المداخلة:

” هذا، وقد لقيت مؤسسة إمارة المؤمنين قبولا واحتفالا كبيرين في إفريقيا جنوب الصحراء، واستمر نشر التعاليم الإسلامية بالقارة الافريقية انطلاقا من جنوب المغرب عن طريق القوافل التجارية والدعوات الجماعية السلمية والعلمية والروحية التي كان يقودها الدعاة والفقهاء بأمر من أمير المؤمنين لنشر العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي السنِّي وقراءة القرآن برواية ورش عن نافع وإن كانت عناية المغرب بإفريقيا تتجذر بعيدًا لتعود إلى ما قبل ظهور الإسلام، ثم جاء الإسلام وأعطى لها البعد الروحي السامي، فلم تعد العلاقة قائمة على أساس التبادل التجاري فحسب، ولكن على ثوابت دينية وثقافية مشتركة تتمثل في التبادل والتفاعل الإيجابي أخذًا وعطاء، وما أن اكتشفت إفريقيا عبقرية المغرب القيادية حتى انقادت له وبايع الكثير من سلاطينها وملوكها لإمارة المؤمنين بالمغرب، وامتزج الشعبان ليتمخض عن ذلك وجود حضارة مغربية إفريقية متميزة بالأشعرية عقيدة والمالكية مذهبًا والتصوف سلوكًا..”..

فبالله عليك أخي القارئ كيف يستقبل جارنا الإفريقي الذي يقدس إمارة المومنين لحفظها بيضة الإسلام وحراسة ثوابته، كيف يستقبل الطعن في الذات الإلهية ودفاع عصابة الحداثويين على ذلك باسم حرية التعبير ؟!

ألا يدرك هؤلاء أنهم بفعلهم الشنيع هذا يؤسسون لأزمة سياسية بين المغرب ودول إفريقيا وأنهم بتهورهم هذا يحطمون ما بناه المغرب من جسور مع أشقائه الأفارقة لكسبهم في صف قضيتنا الوطنية؟!

ألا ما أتعسنا بوجود هؤلاء بين ظهرانينا..!

اللهم طهر البلاد من رجسهم، ولا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق


حالة الطقس
16°
16°
السبت
16°
أحد
16°
الإثنين
17°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة