الشيخ عمر القزابري: لِمَاذَا…؟

07 فبراير 2023 21:40
الشيخ عمر القزابري يكتب: آهَاتٌ عَلَى أَجْنِحَةِ السَّواجِعْ...!

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..

أحبابي الكرام:

لماذا نبيعُ آخرتنا بدنيانا؟ والدنيا ظلٌّ زائل.. والآخرة وعدٌ صادق…

لماذا يحقِد بعضنا على بعض. ؟والأرزاق قد قُسِمت في الأزَل.. (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا).

لماذا يتملَّق الناسُ صاحب المال ولو كان جاهلا.. ويهمِلون الفقير ولو كان عالما؟ والأول في وادٍ سحيق بجهله.. والثاني بكل مجد حقيق بِعلمه..

لماذا أسَرتنَا الأنانيةُ المُهلكة.. ؟حتى أصبح منَّا من يريد بناء قُبَّة له ولو بلَبِناتِ الوهم..

لماذا نَعِدُ الناس ونحن نعلم في قرارة أنفسنا أننا كاذبون…

لماذا أصبحت المصلحة هي الشِّعار.. إلى حد الشَّره والسُّعار..

لماذا نَسبُّ من خالفنا في الرأي وقال بغاية قناعته… لا..

لماذا قلبنا الموازين.. فأصبح المُهرِّج مُبدعا… والأمِّي نجما.. والتافهُ يتكلم في أمر العامَّة.. لماذا أصبح الجاني حَكَمًا لا يُرَدُّ له اقتراح.. والباغي يستقبل بزغاريد الأفراح…

لماذا أصبحنا نفرح بالَّلعَاعة.. وننشر الإشاعة.. ولا نتحقق من الأخبار..

لماذا نراقبُ بعضنا.. وبين جنبي كل واحد منا نفسٌ هي أولى بالإصلاح والمراقبة…

لماذا يحب الناس من يُطريهم ويمدحُهم وإن كان كاذبا.. ويكرهون من ينصحهم وينتقِدهم وإن كان صادقا…

لماذا نوزع كلمات الحب جزافا ونبيع الوهم.. حتى إذا نزلت بأحدنا نازلة.. التفَتَ فوجد وعودهم كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماء.. حتى إذا جاءه لم يجده شيئا..

لماذا نبيع الضمير.. وأمامنا قبر ينتظر.. ولا ندري متى نَحنُ نازلوه..

لماذا نقدِّس الوُجهاء من أجل اللقم.. وآخر أمرهم.. خبرُ نعيٍ في نشرة أخبار… بعده وصلة إشهار..

لماذا نتكبر وأصلنا نطفة مهينة.. ونحمل من الأقذار. ما لو كُشِفَ ما جلس إلى جنبنا أحد ولا أعطانا قيمة..

نحنُ مشاريع أموات… وسلِ القبور.. كم فيها ممن كانت تُحنى لهم الجباه.. وهم الآن عظام نخِرة.. نُسيَ اسمهم.. وانطمَس رسمُهم…

لماذا نَدُعُّ اليتيم.. ولا نحضُّ على طعام المسكين.. ونظهر أمام الضعيفِ الحاجة والجفاف.. فإذا كانت المصلحةُ تفجرت ينابيع المال.. ونُمِّق الكلام… وأصبحنا أجود من حاتم طي…

لماذا عندما نتعلم حرفا من العلم.. ننتقص العلماء.. ونَسبُّ الكُبَراء.. ولسان حال بعضنا: أنا عالمُكم الأوحد.. وما علمتُ لكم من عالٍم غيري…

لماذا وقعنا أُسارى الحسد.. نرضى بأن نبني قصور سعادتنا على أنقاض الآخرين…

لماذا يأكل بعضنا أموال بعض.. ثم ينام قرير العين…

لماذا كثُرت وجوهنا حتى ضاع وجهنا الأصلي في بريق الخداع..

لماذا نقول للغني الذميم .ما أجملك.. وللفقير الوسيم.. ما أخبلك…

لماذا نُصفق لمن لا يُحسنُ تركيبَ جملة مفيدة.. ونستثقلُ صاحب الفِكر والمبدأ والعقيدة…

لماذا الْتهَم رُوتينُنا اليومي وِردَنا اليوميَّ حتى هجرنا كتابَ رب الأرباب…؟

لماذا نفصِل بين المسجد وبين المعاملة.. فنبكي في المساجد.. فإذا خرجنا لبسنا مُسوحَ الشياطين…؟

لماذا يُفتح البابُ لتافهٍ لا يُحسن تركيبَ جُملة.. وتُغلق دُون صاحبِ الفكرِ الأبواب وتُكَال له التُّهم بالجُملة…؟

لماذا يُؤَصِّل بعضُنا لشُذوذ الأقوال والأفعال.. ويناضل في سبيل الوَبال… ولا يقبل حُكم الكبيرِ المُتعال..؟

لماذا نفقِد كل مبدأ وقيمة.. أمام بريق المال وكرسيِّ الجاه…؟

لماذا نبارِك لمن تولَّى مسؤوليةً وأمانة…؟ وكان الأوْلى أن نعزيه لأن المسؤولية حسرةٌ وندامة.. إلا من بَرَّ وصدَق…

لماذا.. لماذا.. لماذا…؟ أسئلة تطرق فكري.. وتطرد نومي.. أطرحها على نفسي.. عسى أن أجد مخرجا أنفُذ من خِلاله إلى المصالحةِ مع نفسي… علِّي أصلُ إلى برِّ الأمان… والله المُستعان.. وعليه الثُّكلان…

ولكن ما أجملَ يوم القيامة وأعظمه.. عندما يقف الكلُّ مجردا من أوهام الألقاب والأحساب والأنساب.. ليوزن في ميزان حق لا يعرف الحيف.. ويُعرضَ على ملِك جبار عظيم لا يُظلم عنده أحد..

وتنتهي دنيا الخداع.. وتنقَضُّ عُمُدُ أسواق الأوهام.. وتسكت أصوات التزوير.. ويتكلم الجبار العظيم…

فاللهم لك الحمد عليك.. لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك.. أنت الملك الحق المبين..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M